اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٥
أعرب سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عن قلقه المتزايد إزاء الطريقة التي بات بها الشباب يعتمدون عاطفيا على ChatGPT بشكل مفرط.
جاء هذا التحذير خلال حديثه في مؤتمر لمجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، حيث أشار إلى أن العديد من المستخدمين، لا سيما من الجيل الشاب، يلجأون إلى روبوت الدردشة الذكي ChatGPT لاتخاذ قرارات حياتية كبيرة، متجاوزين الاستخدام العرضي أو العادي للأداة.
وقال ألتمان: “الناس يبالغون في الاعتماد على ChatGPT” هناك شباب يقولون: “لا أستطيع اتخاذ أي قرار في حياتي من دون إخبار ChatGPT بكل ما يحدث معي، هو يعرفني ويعرف أصدقائي، وسأتبع كل ما يقوله'، هذا أمر يزعجني بشدة”.
ووصف هذه الظاهرة بأنها “شائعة جدا” بين المستخدمين الشباب، محذرا من أن الإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بهذا الشكل قد يكون ضارا نفسيا وسلوكيا.
وتأتي تصريحات سام ألتمان وسط نقاش أوسع حول حدود الثقة التي يمكن أن يضعها البشر في أنظمة الذكاء الاصطناعي.
فيما أشار جيفري هينتون، أحد أبرز العلماء في هذا المجال والملقب بـ'عراب الذكاء الاصطناعي'، في مقابلة مع قناة CBS مؤخرا إلى أنه يستخدم نموذج GPT-4 بانتظام، وغالبا ما يصدق إجاباته حتى عندما يعلم أنها قد تكون خاطئة.
اعترف هينتون، الذي طالما حذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي الفائق الذكاء، بما في ذلك خطر التلاعب ونشر المعلومات المضللة، قائلا: “ما زلت أجد نفسي أصدق ما يقوله أكثر مما ينبغي”.
ورغم أن أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT تساعد الملايين في مهام الكتابة والتلخيص والبرمجة، إلا أنها ليست معصومة من الخطأ.
ففي أحد اختبارات هينتون، فشل GPT-4 في حل لغز منطقي بسيط، ومع ذلك، أكد هينتون أن سهولة استخدامه وسرعته تجعله يعود إليه باستمرار.
ولم تقتصر تحذيرات ألتمان على الجانب العاطفي والنفسي فقط، بل شملت كذلك الاستخدامات الخبيثة للذكاء الاصطناعي، خصوصا في القطاع المالي.
وقال: 'الذكاء الاصطناعي يقدم للناس مساعدات مذهلة، لكن ليست كلها بنوايا حسنة'، ودعا ألتمان البنوك والمؤسسات المالية إلى أن تكون “أذكى من أذكى نموذج ذكاء اصطناعي”، لمواجهة تهديدات متزايدة مثل انتحال الصوت والفيديو المزيف العميق Deepfakes.
وأضاف محذرا: “أمر مرعب حقا أن هناك مؤسسات مالية ما زالت تعتمد على بصمة الصوت كوسيلة للتحقق، هذا أمر جنوني في ظل قدرات الذكاء الاصطناعي الحالية، التي تفوقت بالفعل على معظم أنظمة المصادقة التقليدية”.
وأوضح أن تقنيات تقليد الصوت باتت متقدمة لدرجة أنها تستطيع تقليد الأشخاص بدقة شبه تامة، ما يجعل من التحقق الصوتي وسيلة غير موثوقة، كما توقع أن يكون الخطر القادم في مجال التزييف هو الفيديو، مما قد يهدد أنظمة التعرف على الوجه.
واختتم سام ألتمان بقوله: “أنا قلق للغاية من أننا نقترب من أزمة احتيال واسعة، حاليا التهديد في مكالمة صوتية، ولكن قرييا، سيكون في مكالمة فيديو يصعب تمييزها عن الواقع”.