اخبار مصر
موقع كل يوم -الوطن
نشر بتاريخ: ١١ أذار ٢٠٢٤
قال الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير وعميد كلية الدراسات العليا الأسبق بجامعة الأزهر، إنّ الإمام محمد عبده، قال إن الله- عز وجل- لا يسألنا يوم القيامة عن أقوال المفسرين، ولا ما فهموه من القرآن، إنما يسألنا أنه أنزل إلينا هذا الكتاب لهدايتنا، والإنسان مسؤول أمام الله يوم القيامة عن فهمه للقرآن، كما أنه يلتمس له العذر حتى لو كان فهمه خاطئًا.
وأردف: «لما يسألنا عن إيه لا يسألنا الكتاب أنزله إليك لأن تفهم هذا الكتاب وتستهدي بهداياته، ولذلك محمد عبده ركز في تفسير القرآن على هداية القرآن، لم يركز على مسائل النحو ولا البلاغة، ركز على أن القرآن الكريم في البداية وفي النهاية هو كتاب هداية مش كتاب علم ولا كتاب نحو، وقال كده إنه مش هو مكان يتصارع فيه النحاة ويتصارع فيه، اللغويون قالوا هو القرآن مش كده وده اللي أبعد الناس عن فهم القرآن الكريم، يعني أنت الآن وربما عند بعض المتخصصين لو أتيت بكتب التفسير القديمة، ربما يستغلق عليهم ربما لا يفهمون فما بالك بالمثقفين ما بالك بالناس العادية، دي هي أبرز المشاكل الموجودة في التفسير».
وواصل: «وترك لنا القرآن نفسره بما نحتاجه نحن في وقتنا أو ما يحتاجه كل عصر في زمنه وفي وقته، كما قلنا قضايا متجددة فلما احتاجوا إلى بعض البيانات خصوصا في آيات الأحكام الآيات التشريعية، بدأ عليه الصلاة والسلام يفسر، لكن الآن أنت تجد أكثر من 12 قولا في تفسير الأحرف المقطعة (أ ل م) و(أ ل ر) و(ق ص ن)، والنبي لم يفسر هذا، لو فسر لا نقطع الكلام ببيان النبي عليه الصلاة والسلام، فمن رحمة ربنا أن النبي- صلى الله عليه وسلم- لم يفسر القرآن حتى يترك القرآن يجتهد فيه كل جيل ويفكر ويتدبر ويعمل العقل؛ لاستخراج الجديد ولإبداع ما يناسب مصلحة الناس وما يتماشى مع مصلحة الناس، وفي نماذج كثيرة حتى في العهد القريب، يعني نماذج من هذا كانت عند سيدنا عمر، ونماذج من هذا عند سيدنا علي، نماذج كثيرة جدًا».