اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٧ كانون الأول ٢٠٢٥
أكد الدكتور أحمد رفيق عوض، مدير مركز المتوسط للدراسات الإقليمية، أن التوسع الإسرائيلي الأخير في منطقة الخط الأصفر لا يمكن اعتباره مجرد خطوة أمنية عابرة، بل يمثل محاولة واضحة لفرض واقع ميداني جديد داخل قطاع غزة، موضحًا أن ما يجري على الأرض يعكس توجهًا إسرائيليًا لإعادة رسم حدود السيطرة وخلق وضع يسمح بتواجد طويل الأمد داخل مناطق حساسة من القطاع.
تعطيل المرحلة الثانية من الاتفاق
وأشار رفيق عوض، خلال مداخلة مع الإعلامي محمد عبيد على قناة 'القاهرة الإخبارية'، إلى أن إنشاء ما يقرب من 20 موقعًا عسكريًا متقدمًا مجهزًا بسواتر وحساسات إلكترونية وكاميرات مراقبة، يعد مؤشرًا قويًا على أن إسرائيل تسعى لتثبيت الخط الأصفر بوصفه خط احتلال دائم، لافتًا إلى أن هذه المواقع تمنح الجيش الإسرائيلي قدرة على مراقبة القطاع والسيطرة على محيطه بالنيران، ما يتجاوز بكثير طبيعة الترتيبات الأمنية المؤقتة التي تدّعيها تل أبيب.
وأوضح مدير مركز المتوسط، أن إسرائيل لا تُبدي رغبة حقيقية في الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق، وهي المرحلة التي تتضمن انسحابات عسكرية من غزة، مبينًا أن تل أبيب تتعامل مع المرحلة الأولى بوصفها الأساس الذي لا تريد التفريط فيه، بل تعمل على تكريسه وتوسيعه لتقليل أي التزامات مستقبلية قد تُضعف وجودها العسكري داخل القطاع.
ورقة الجثة ذريعة الإسرائيلية
وأكّد رفيق عوض، أن الضغوط الدولية، وعلى رأسها الضغوط الأميركية، لا تغيّر من الموقف الإسرائيلي الفعلي، حيث تبحث إسرائيل بشكل مستمر عن ذرائع واعتبارات أمنية لتجنب تنفيذ بنود المرحلة التالية، فضًلا عن أن تل أبيب تدرك أن الانتقال إلى المرحلة الثانية سيقيد تحركاتها ويقلص من نقاط انتشارها، ما يدفعها إلى عرقلة أي خطوات تؤدي إلى ذلك.
وأوضح الخبير الاقليمي، أن هذه الخطوة رغم أهميتها لن تدفع إسرائيل إلى تنفيذ المرحلة الثانية كما ينص عليه اتفاق شرم الشيخ، لافتًا إلى أن الجثة ليست سوى الذريعة الأساسية التي تستخدمها تل أبيب للتملص من تنفيذ الاتفاق، وستجد إسرائيل مبررات جديدة للإبقاء على الوضع القائم حتى لو تمت إعادة الجثة، وأن هذا الموقف يوضح بجلاء أن إسرائيل تنظر للمرحلة الأولى من الاتفاق باعتبارها المرحلة الحاسمة والأكثر أهمية، وتسعى لترسيخها كأمر واقع دون الانتقال إلى الالتزامات اللاحقة التي قد تحد من توسعها أو تمركزها العسكري داخل غزة.
مرحلة أولى بلا نهاية
ولفت الدكتور رفيق عوض، في ختام حديثه إلى أن إسرائيل تتعامل مع الوضع الحالي داخل غزة باعتباره وضعًا طويل الأمد، وليس مرحلة انتقالية مؤقتة كما يفترض الاتفاق، مؤكدًا أن تل أبيب ستواصل توظيف الذرائع الأمنية والسياسية لإطالة أمد المرحلة الأولى، بهدف تثبيت وجود عسكري يتيح لها السيطرة ومراقبة القطاع بشكل مباشر.


































