اخبار مصر
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
انتهت فعاليات مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثامنة لكن الجدل حوله ما زال مستمرا.
ويأتي الجدل ليس بسبب الأفلام أو الندوات فقط، بل أيضًا بسبب الإطلالات الجريئة والتصريحات المثيرة والمواقف المحرجة التي شهدها الحدث، ما دفع البعض إلى التساؤل: هل تحول المهرجان إلى منصة لعرض الأزياء أكثر من كونه احتفاءً بالفن السابع؟
في هذا السياق، تواصلت RT مع عدد من النقاد الفنيين في مصر لاستطلاع رأيهم حول طبيعة الدورة الثامنة، ودور المهرجان في دعم السينما المصرية والعربية، ومدى تأثير الصورة الإعلامية والسوشيال ميديا على رسالته الفنية.
خالد محمود: 'الجمهور ركّز على الأفلام.. والفساتين جزء من الدعاية لا أكثر'
أكد الناقد الفني خالد محمود أن الدورة الحالية شهدت مجموعة أفلام جيدة جدًّا، مشيرًا إلى أن مهرجان الجونة، كونه غير معتمد دوليًّا كمهرجان مسابق لأفلام أولى أو حصرية، يلعب دورًا مهمًّا كـمنصة لعرض أفلام حصدت جوائز في مهرجانات كبرى مثل كان أو فينيسيا، مما يعوّض الجمهور المصري الذي لا يستطيع السفر لمشاهدتها.
وأشار إلى أن التركيز هذا العام كان أوضح على الأفلام، سواء من قبل النقاد أو طلاب السينما أو الجمهور العادي، وهو ما يُعدّ تطورًا إيجابيًّا.
وفيما يخص الإطلالات، قال محمود: 'المهرجان هذا العام كان أكثر وقارًا مقارنة بالسنوات الماضية من حيث الملابس. مسألة الفساتين لا علاقة لها بطبيعة المهرجان الفني، بل هي جزء من الدعاية الشخصية للفنانين، تمامًا كما يحدث في مهرجانات عالمية كبرى. الثقافة الإعلامية تحوّلت منذ سنوات إلى التركيز على المظهر، لكن هذه السنة كان التركيز أقل على الفساتين، وهو أمر جيد'.
كما تطرق إلى الجدل المثار حول فقرة طه دسوقي في حفل الافتتاح، معتبرًا أنها 'أمر طبيعي'، موضحًا: 'طه دسوقي يعلم أن ظهوره سيضعه في دائرة الضوء، وقد استغل الموقف بذكاء، ولم يغضب من الضجة التي أثارها، لأنه يدرك أن اقتحامه عالم الإعلام يستدعي مثل هذه اللحظات'.
ودعا محمود منظمي المهرجان إلى التركيز في الدورات القادمة على دعم المشاريع السينمائية المستقلة، قائلًا: 'نحن بحاجة إلى أفلام مصرية بعيدة عن التيار السائد، ونحتاج إلى منحها فرصة حقيقية. يجب أن يكون الاهتمام بالسينما أكبر من الاهتمام بالـشو، خاصة أن الجونة مدينة سياحية بطبيعتها، ما يجعل الأجواء تميل تلقائيًّا إلى الجانب الاحتفالي'.
وانتقد أيضًا ظاهرة المجاملات في توزيع الجوائز، مشيرًا إلى أن جائزة أفضل ممثل التي حصل عليها الفنان المصري أحمد مالك كانت محل جدل، موضحًا: 'رغم أن أداء مالك كان جيدًا، إلا أن الممثل الكولومبي في الفيلم نفسه كان أكثر استحقاقًا. وجود نجوم مصريين في لجنة التحكيم قد يدفعهم – دون قصد – لمنح الجائزة لابن بلدهم، حتى لو لم يكن الأفضل'.
ماجدة خير الله: 'السوشيال ميديا تجاهلت الأفلام وركّزت على السجادة الحمراء'
من جهتها، أشارت الناقدة ماجدة خير الله إلى أن المهرجان حقق إيجابيات واضحة، أبرزها تنوع الأفلام داخل وخارج المسابقة، وعرض أفلام مصرية وعربية حديثة الإنتاج، وهو أمر نادر في المهرجانات المحلية التي غالبًا ما تعاني من ندرة الأعمال الجديدة.
وأشادت بـالتكريمات والندوات والنشرة اليومية التي تحلّل الأفلام من خلال آراء نقاد متعددين، معتبرة ذلك 'قيمة مضافة حقيقية'.
لكنها لفتت الانتباه إلى أن السوشيال ميديا لم تتحدث عن هذه الجوانب الفنية، بل ركّزت بشكل شبه حصري على إطلالات الفنانات على السجادة الحمراء، قائلة: 'هذا التركيز لا علاقة له بالمهرجان نفسه. نحن لا نستطيع أن نقول للفنانات ماذا يلبسن، فهذا شأن ذوقي شخصي، وليس مسؤولية المنظمين'.
وفيما يخص الجدل حول طه دسوقي، وصفته خير الله بأنه 'ضجة مفتعلة'، موضحة: 'طه تحدث عن تحوّل حياته بعد الشهرة، ولم يقل شيئًا خاطئًا. المشكلة في طريقة تناول البعض للموضوع، وليس في كلامه هو'.
واتفق الناقدان على أن مهرجان الجونة يمتلك إمكانات فنية كبيرة، لكنه يعاني من هيمنة الصورة الإعلامية والسوشيال ميديا على رسالته الفنية.
ودعا كلاهما إلى مزيد من الدعم للسينما الجادة، ومراجعة آليات اختيار الجوائز لضمان الحيادية، مع التأكيد على أن الاهتمام بالمظهر جزء من ثقافة المهرجانات العالمية، لكنه لا يجب أن يطغى على جوهر الحدث: السينما.
المصدر: RT


































