اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
أوضح عدد من العلماء في دار الإفتاء المصرية ومجمع البحوث الإسلامية الموقف الشرعي من الأذكار والتسبيح وحالات الجنابة، وما إذا كانت تشترط الطهارة أو الوضوء.
وخلال بث مباشر على صفحة دار الإفتاء المصرية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بالدار، قائلًا إن ذكر الله لا يشترط له الطهارة أو الوضوء، مستدلًا بقول السيدة عائشة رضي الله عنها: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله في كل أحواله”، موضحًا أن الإنسان يمكنه ذكر الله في أي وقت دون أن يكون متوضئًا.
في السياق ذاته، أوضح الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، أن الوضوء مرتبط بالصلاة وقراءة القرآن، بينما الأذكار لا يشترط لها وضوء، وإن توضأ الشخص قبل الذكر فله أجر وثواب إضافي، مؤكدًا أن الوضوء يمنح الإنسان طهارة معنوية تحميه من الشر والحسد وتبعد عنه الشيطان.
وعن حكم الذكر والاستغفار أثناء الجنابة، أكد الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الذكر جائز في جميع الأحوال، حتى في حالة الجنابة، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحواله، موضحًا أن ذكر الله طمأنينة وسكن للنفس، ومن تعود على الذكر لا يستطيع أن يفتر عنه.
وفي سؤال ورد إلى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية حول خروج الجنب من منزله لقضاء حاجاته، أوضحت اللجنة أنه لا إثم على من خرج من بيته وهو جنب لقضاء متطلباته الضرورية أو غير الضرورية، بشرط ألا يُضيّع الصلاة عن وقتها، مشددة على أن السنة النبوية تحث على المسارعة في الاغتسال بعد الجماع، وأنه يجوز الأكل أو النوم أو الشرب على الجنابة دون حرج.
كما ورد إلى دار الإفتاء سؤال حول حكم التسبيح والذكر والإنسان على جنابة، فأجابت الدار بجواز ذلك شرعًا، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾، وقوله سبحانه: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ﴾، مؤكدة أن هذه النصوص دليل واضح على أن الذكر لا يقتصر على حالة الطهارة.
هل يجوز الذكر بالقلب فقط ودون تحريك اللسان
ونقلت دار الإفتاء عن الإمام النووي قوله في كتاب “الأذكار” إن العلماء أجمعوا على جواز الذكر بالقلب واللسان للمحدث والجنب والحائض والنفساء في كل أنواع التسبيح والتهليل والدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أن النبي كان ذاكرًا لله في كل أحواله دون انقطاع.
وفي جانب آخر، ورد إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، سؤال حول شخص كان يؤدي الصلاة دون اغتسال من الجنابة لمدة خمس سنوات رغم علمه بوجوب الغسل.
وأجاب الدكتور جمعة قائلًا إن عليه قضاء جميع الصلوات التي صلاها في تلك الفترة، مؤكدًا أنه لا يوجد مذهب فقهي يجيز ترك الغسل مع أداء الصلاة، معتبرًا أن التهاون في هذا الأمر ذنب عظيم، ودعا إلى التوبة والالتزام بالطهارة الكاملة في العبادات.


































