خبير عالمى فى صون الطبيعة يحذر.. الكائنات الغازية خطر يهدد التنوع البيولوجى

حياة الطيور المهاجرة لا تقتصر على الأنتقال من مكان لأخر. فمع الطير المسافر تأتى طيور أخرى تهددد التنوع البيولوجى وقد يحضرها الأنسان ليجدها بعد فترة مع غياب التوازن الطبيعى أصبحت خطرا يهدد الطبيعة نفسها و بحسب تعريف الدكتور عاطف كامل خبير التنوع البيولوجى العالمى والأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية

ترتبط الأنواع الغازية ارتباطًا وثيقًا بالمستوطنات البشرية، وتقتات على الأطعمة المهملة ومقالب القمامة، مما يجعلها خطرًا محتملاً على صحة الإنسان. كما أنه يسبب أضرارًا هائلة للمحاصيل الزراعية، ولأنه من المعروف أنة يحل مكان الأنواع الأخرى المقيمة من الطيور والثدييات الصغيرة بعد التخلص منها، فقد يكون له تأثير خطير على الأنواع المحلية أيضًا بشكل خاص والبيئة والتنوع البيولوجى بشكل عام.وخطر الأنواع الغازية يكمن فى القدرة على التكيف والازدهار في الموائل المختلفة الجديدة كما تتسم بمعدلات نمو سريعة، مما يجعلهم قادرين على إزاحة النباتات أو الحيوانات أو الطيور الأخرى إلى جانب تكاثرها بشكل سريع نتيجة عدم وجود أعداء لها فى الطبيعة

سألنا خبير التنوع البيولوجى كيف تدخل هذه الكائنات الغازية فقال هناك عدد من الطرق سفن الشحن وقوارب الصيد، والجانب السفلي من السفينة، والذي يوفر سطحًا تستقر عليه الأنواع وتعلق به، عندما تتحرك السفن، يتم نقل هذه الأنواع إلى مناطق أخرى من العالم.

وأضاف تتربع الأنواع الغازية على رأس أهم خمسة مخاطر تهدد التنوع الحيوي (biodiversity) في العالم، حيث تأتى الأنواع الغازية فى المرتبة الأولى يليها التغير المناخي وتغير الموائل والتلوث الغذائي والاستغلال المفرط للأنواع البرية مثل الصيد الجائر والرعي الجائر والاستغلال المفرط لأراضي الغابات من قبل الإنسان سواء بالسكن أو الزراعة أو غير ذلك.

الخبير البيئى العالمى أصطحبنا فى رحلة حياة لطائر من تلك الكائنات الغازية وهو غراب المنزل الهندى الذى يشكل أزمة بيئية كبيرة بمحافظة الويس لدرجة أنه يهاجم الناس ويهدد أسواق السمك إلى جانب أنه يسبب الأذى للنظام البيئي كما أنه ينافس الأنواع المستوطنة على الغذاء والأعشاش وبسبب العدوانية يقوم بالهجوم على أعشاش الطيور وأكل البيوض وتدميرها، مما يؤدى إلى خفض أعداد الطيورالمتوطنة وفي الوقت نفسه يزيد أعداد الطيور الغازية خاصة عندما تصل إلى المرحلة الأخيرة من مرحلة استقرار الطائر الغريب الغازي وهذا واضح فى محافظات (السويس والأسماعيلية). حيث ازداد الغراب المنزلى بمعدل يقترب من (60ألف طائر) 15٪ في السنة. وربما يصاحب ذلك زيادة في التوزيع الجغرافي في جميع مناطق قناة السويس الأخرى ليمتد حتى بورسعيد.وتتفاقم المشاكل بسببه

نموذج أخر من الطيور الغازية تم رصده فى محمية أشتوم الجميل كما يحكى الدكتور رشاد حسين مدير محميات بورسعيد وهو طائر الماينا الذى يشبه الغراب وهو ضمن القائمة المسموح بصيدها لأنها من الكائنات الغازية

يقول حسين فوجئنا بعد فترة بإنتشار هذا الغراب فى منازل الصيادين فالطائر ذو الصوت الجميل يتميز بألوانه الساطعة من درجات البني حيث يتلون الرأس والذيل باللون الأسود وتحت عينيه يوجد جلدة صفراء اللون عارية تميزه عن الأنواع الأخرى من الطيور ويمتلك منقارا قوي ولونه اصفر ولديه سيقان طويلة تتلون باللون الأصفر أيضا وذيله قصير ويتزين حوافها الخارجية باللون الأبيض. وكل هذه المميزات جعلت الصيادين يبيعونه ويحافظون عليه ليتكاثر لأنه أصبح مصدرا للمال لديهم.

وهنا والكلام لمدير محميات بورسعيد حسين رشاد بدأت على الفور حملات التوعية لأنه كائن غازى سيؤثر على بقية الطيور فى المحمية ويهدد أعشاشها أثناء هجرتها السنوية والأخطر أن تكاثره سيهدد التوازن البيئى لعدم وجود عدو طبيعى له

طائر الماينا جاء إلى مصر مع الطيور المهاجرة كما يقول الدكتور عاطف كامل خبير التنوع البيولوجي العالمى

وأسمه الشائع Common myna واسمه العلمي Acridotheres tristis، وهذا الطائر مصنف من قبل الاتحاد الدولى لصون الطبيعة IUCN من الأنواع الغازية والدخيلة ويحتل الرقم 100 على اللائحة من حيث الخطورة على التنوع البيولوجي.

طائر “المينا” جاء من الهند وجنوب شرق آسيا و يتميز بالذكاء الحاد والقدرة على محاكاة الأصوات والتكيف فى مختلف البيئات والتغذية على كل شىء سواء نباتات زواحف صغيرة وثدييات وجثث الكائنات النافقة.

كما أنه سريع الإنتشار لما له من سلوك دفاعى عن المنطقة التى يعيش فيها، وأحياناً يدخل اعشاش الطيور الأخرى مثل العصافير الدورية ويقوم بإلقاء البيض والفروخ الصغيرة خارج العش، ويتسبب طائر “المينا” فى العديد من المشاكل البيئية، حتى أنه تم إعتباره من أخطر الكائنات الغازية والدخيلة فى أستراليا، نيوزيلاندا، جنوب افريقيا وأمريكا الشمالية والدول الأوروبية.

حكاية طائر “المينا” كما يقول كامل بدأت عندما ظهر فى مصر منذ مايقرب من حوالى 15 عامًا حيث ظهر أولًا فى شبه جزيرة سيناء ثم بدأ فى الإنتشار فى محافظات منطقة قناة السويس ثم انتشر جنوبا وغربًا إلى محافظات البحر الأحمر و الصعيد وإلى محافظات الدلتا.

يعتبر طائر” المپنا” من أخطر الآفات الدخيلة على البيئة المصرية، من حيث الأنتشار السريع مما يؤثر بشكل مباشر على التوازن البيئي والتنوع البيولوجى.

حيث أن تكاثر الماينا وانتشارها في المدن والمتنزهات، جعلها تهدد أعشاش الطيور وخاصة الهدهد والبوم ونقار الخشب إلى جانب ذلك يعتمد طائر المينا على غذائه في تناول فروخ الطيور الأخرى، ويقوم أيضا على التهام الكثير من الممتلكات العامة والمحاصيل الزراعية

لذلك اعتبرته الهيئات الدولية كأحد 100 أشرس كائن حي.

الماينا له تأثير على العطاء النباتي و انخفاض إنتاجية المحاصيل الزراعية للفواكه، فقد سجلت الكثير من الدراسات التي تبحث تأثير هذه الطيور على هذه المحاصيل مثل التفاح والكمثرى والفراولة والعنب والمشمش والتين حيث سجلت هذه الدراسات إتلاف هذه المحاصيل نتيجة التهام طيور المينا لها

. كما تساهم هذه الطيور في زيادة الضوضاء الصوتية لما لها من صوت مزعج وعالٍ طوال العام وذلك لاعدادها الكبيرة، كما أن طيور المينا تعتبر من الطيور الناقلة للأمراض فهي قد تتجرأ في مهاجمة أطباق الطعام في طاولات المكشوفة في المطاعم وذلك يساهم في نقل الأمراض والإزعاج في الوقت ذاته.إن طائر المينا يهدد التنوع الحيوي وذلك يعود إلى تكاثره الكبير حيث قد يصل أعداده إلى 160 ألف طائر ليقوم بعد ذلك بالمنافسة الشديدة مع الطيور المستوطنة على الموائل والغذاء

وقد صنفته منظمة البيئة العالمية من ضمن أكثر ثلاثة طيور إضراراً بالنظام البيئي. كما أن لديه القدرة على أن

يسافر يوميا بمسافة تتراوح 20 كم من مكان تعشيشه الى اماكن تواجد وتوافر الغذاء. كما أن لديه قدرة عاليه للتكيف في مختلف البيئات. كما أن

لديه حدة فى الذكاء، و تنوع فى مواد الغذاء، والدفاع عن مناطق التعشيش، والانتشار على حساب الأنواع الأخرى من الطيور) لذلك يعتبر هذا الطائر من أخطر الآفات على البيئة، حيث ينتشر بشكل سريع في البيئة المصرية مما يؤثر بشكل مباشر على التوازن البيئي. خاصة مع الزيادة المطردة في أعداد طائر «المينا»

الذى يعيش بين 10 و12 سنة.

السؤال المهم كيف نواجه تلك الطيور الغازية ونحمى مسارات الهجرة للطيور وهى تأتى لبلادنا لتعيش أطول فترة قد يشهدها مسارهم. وهنا يؤكد كامل أن هناك عدة طرق للمواجهة خاصة لغزو الغربان منها الطرق الميكانيكية بمراقبة الطيور وتدمير أعشاش الغربان الغريبة، بما في ذلك تحسينات في النظافة الحضرية والتقاط الغربان البالغة باستخدام المصايد.مع تحديد الطعوم المناسبة لجذب الغربان ويجب استخدامها سنويًا، وقبل موسم التكاثر مباشرة. ويوصى بضرورة وجود دراسات ميدانية عن الجوانب ذات الصلة ببيولوجيا الغربان المنزلية لنبحث سوياً في أسباب ومراحل الغزو وطرق دخول هذه الأنواع الغازية إلى بيئتنا المحلية فى مصروعلاقتها بالإنسان وتدخلاته، كما تتطرق إلى أخطر الممارسات المؤذية للنظام البيئي وتقترح الطرق الواجب اتباعها للتعامل مع الطيور والنباتات الغازية لإعادة التوازن للنظام البيئي

السؤال هل كل الكائنات الغازية تهدد التنوع البيولوجى سؤال أجابه الدكتور عاطف كامل بأنه ليس شرطًا أن تكون كل الطيور غازية فالكثير منها من خارج النظام البيئي ولا تسبب ضررًا بل تساهم بعضها في التنوع الحيوي مثل الطيور المهاجرة. التى تأتى وتعيش وتتكاثر ثم تغادر جميعها فى سلام. لذلك فالخطر فيمن يستقر وليس له أعداء طبيعين يحددون مستوى التكاثر له

هناك مخاطر أخرى تهدد مسارات الطيور المهاجرة وقد تقضى على عدد كبير منها إذا لم يتم تدارك مشكلاتها ومنها كما يقول الخبير البيئى محطات الصرف التي تجذب الطيور وتقتلها وكذلك عمليات الصيد غير القانونية والتسمم من جراء التعرض للمبيدات الحشرية والزراعية ومخاطر توربينات الرياح بجبل الزيت، والتي تهدد مسارات الطيور الحوامة المهاجرة.

مسارات خطرة

هل بالفعل مصر من أسوأ مسارات الطيور المهاجرة سؤال دار فى رحلتنا لأشتوم الجميل بعد نشر تقارير صحفية (ليست علمية ) عن صيد جائر للطيور المهاجرة وخاصة طائر السمان بل استعرضت التقارير تعرض 9 مليون طائر للخطر وهنا يجيب الدكتور حسين رشاد بشكل علمى وعملى حيث أكد أن فريق الباحثين بالمحمية قام بنشر دراسة علمية موثقة حول الطيور المهاجرة والتى لا يصل عددها فقط إلى 2 مليون طائر وأن الدراسة استهدف العد الميكانيكى والعمل على ترقيم أنواع الطيور التى تمر فى مسار بحيرة المنزلة، ويضيف أن باحثى وباحثات المحمية يقومون بالتدريب الدائم والتوعية للصيادين ونشر القوائم وقرارات الصيد المسموح بها والتعاون مع شرطة المسطحات والجهات المسئولة لمواجهة عمليات الصيد الغير قانونى وعندما يتم ملاحظة وجود صيادين فى أماكن جديدة يكون الباحثون والمختصون على أهبة الأستعداد لمراقبة أى تغير فى مسارات الهجرة أو تعرض طيور ومنها الصقور مثلا لخطر الصيد الغير مسموح به

على الجانب الحكومى إهتمت وزارة البيئة من خلال مشروعات الطيور الحوامة وبالتعاون مع الجهات الدولية فى توفير &مسارات آمنة& لحماية الطيور المهاجرة من البشر من كما تعمل وزارة البيئة على رصد وتسجيل أنواع الطيور المهاجرة فى رحلتها من خلال توفير الحماية والرعاية البيطرية لها لما تمثله من أهمية للإنسان و البيئة.

كما تم وضع خطط تنفيذية لتقليل حدة المخاطر التى تواجه الطيور برحلة هجرتها بالتنسيق مع الجهات المعنية ومنها التنسيق مع هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة لتنفيذ برامج الغلق عند الطلب بمحطات طاقة الرياح وهو برنامج الغلق الجزئي لتوربينات الرياح لحماية الطيور وتقليل الفقد في الكهرباء. القيام بحملات تفتشية لضمان منع الصيد الجائر والعمل على رصد ومراقبة انواع الطيور و تسجيلها.

إنشاء أول مركز تجريبى لإنقاذ الطيور فى شمال سيناء لتوفير الرعاية البيطرية للطيور فى رحلة هجرتها لتمر فى مسارات أمنة وهى تشكل صورة تبارك الخلاق فى إبداعها