اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٣ كانون الأول ٢٠٢٥
أكد خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الآية الكريمة 'وَلَوْ لَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاء الله لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ' تبرز الفرق بين مفهوم المشيئة ومفهوم القوة عند الله تعالى، وأن المشيئة تعني الإرادة، وأن الإرادة لا بد أن تترافق مع القوة حتى تتحقق، مشيرًا إلى أن هذه الآية تُظهر كيف أن كل ما يتحقق من إنجازات وأفعال يكون بمشيئة الله وبقوته في آن واحد.
تفسير كلمة المشيئة والإرادة
أضاف خالد الجندي، خلال حلقة برنامج 'لعلهم يفقهون' المذاع على قناة DMC، أن كلمة المشيئة في اللغة العربية تعني الإرادة، وأن الإرادة بدورها تحتاج إلى قوة لتنفيذها، مؤكدًا أن الجمع بين المشيئة والقوة في الآية يعكس الحكمة الإلهية في التدبير والتنفيذ، متطرقًا إلى أن هذا الجمع بين الإرادة والقوة يظهر في المثال القرآني للجنة، حيث أن إنشائها كان بمشيئة الله وتحقق العمل بقدرته وقوته، مما يعكس تناغم المشيئة مع التنفيذ الإلهي.
لفت خالد الجندي، إلى أن فهم الفرق بين المشيئة والقوة له أثر كبير على حياة الإنسان اليومية، حيث ينبغي للمرء أن يدرك أن كل تخطيط أو إرادة شخصية تحتاج إلى الاعتماد على الله لتحقيقها، لافتًا إلى أن هذا الفهم يعزز التوكل على الله، ويعلم الإنسان أن قوته الذاتية محدودة، وأن النتائج النهائية تتحقق بقدرة الله ومشيئته، وهو ما يدعم القيم الروحية ويقوي الإيمان.
الآية نموذج للتدبر والتفكر
أكد خالد الجندي، أن الآية الكريمة تُعد نموذجًا للتدبر والتفكر في القرآن الكريم، حيث يوضح الله تعالى للإنسان أن كل أمر في الكون يحدث بمشيئته وقوته، وأن هذه المفاهيم متكاملة ولا يمكن فصلها عن بعضها، مضيفًا أن التدبر في مثل هذه الآيات يساعد الإنسان على فهم طبيعة العلاقة بين الإرادة البشرية والقوة الإلهية، ويعزز الإدراك بأن أي إنجاز أو نجاح في الحياة لا يتم إلا بإرادة الله وتنفيذه بقوته.
أشار خالد الجندي، إلى أن تطبيق هذا الفهم عمليًا يعني أن الإنسان يجب أن يسعى ويخطط ويبذل الجهد، لكنه في الوقت نفسه يقر بأن النتائج بيد الله، فلا يغتر بالقدرات الذاتية فقط، مبينًا أن هذه الفلسفة القرآنية تحمي الإنسان من الغرور وتدفعه للثقة بالله، مع العمل الجاد والسعي المستمر، لأن الله هو الذي يوفق الإرادة بالقوة لتحقيق النتائج المرجوة.
تعزيز الوعي الديني والروحاني
أكد خالد الجندي، أن فهم الفرق بين المشيئة والقوة يساهم في تعزيز الوعي الديني والروحاني للإنسان، ويجعله أكثر قربًا من الله في أفعاله اليومية، منوهًا إلى أن هذا الوعي يساعد الأفراد على التعامل مع النجاح والفشل بحكمة، حيث يعلمون أن كل شيء بقدر الله، وأن التوكل عليه مع السعي هو السبيل لتحقيق التوازن في الحياة.
اختتم الشيخ خالد الجندي، حديثه بالتأكيد على أن الجمع بين المشيئة والقوة في القرآن الكريم يعكس حكمة الله في تنظيم الكون وإدارة شؤونه، مضيفًا أن التدبر في هذه المفاهيم يعمق الإيمان ويزيد الوعي بأهمية التوكل على الله، ويعلم الإنسان أن أي إنجاز يتم بمشيئة الله وقوته، مما يجعل القلوب متجهة دائمًا نحو الاعتماد على الخالق في كل أمور الحياة.


































