قلبها يئن حزنا وتطالب بتدخل الرئيس.. قصة اغتيال طموح أول لاعبة قوس كفيفة فى مصر والعالم العربي

بدموع صامتة وتحدٍ يغلب اليقين بأن هناك من سيستجيب لها جاءت كلمات البطلة منة عصام الدين وهى تحكى عن الاضطهاد الذى تتعرض له حاليا ويمنعها من المشاركة فى بطولة عالمية فى برمنجهام أغسطس المقبل لتؤهلها للمشاركة فى دورة الألعاب البارالمبية في 2024، باعتبارها الكفيفة الوحيدة التي تلعب رياضة القوس والسهم على مستوى مصر والعالم العربي وقارة إفريقيا، ولديها أمل فى الحصول على ميدالية ذهبية في هذه الرياضة.

هى البطلة منة الله عصام الدين أول كفيفة فى لعبة القوس و السهم في مصر و الوطن العربي و أفريقيا.

منة حصلت على 12 ميدالية ذهبية موسمين متتالين و شاركت في احتفالية قادرون باختلاف النسخة الرابعة والتى كانت بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ووجود وزير الشباب والرياضة والذى سمع بنفسه كيف أثنى الرئيس على البطلة المتميزة منة عصام وهي تضرب السهم وتصيب القوس.

منة كان لديها إصرار كبير لأن تثبت للجميع أنه لا يوجد مستحيل مع الإرادة فرغم أنها فقدت بصرها تدريجيا منذ كانت بالمرحلة الإعدادية حتى فقدت البصر تماما وهى فى الجامعة بسبب مرض التهاب شبكية العين الوراثي، لكن طموحها لم يتوقف فقد كانت من ضمن المميزين فى دراسة الإعلام بجامعة عين شمس 2015 وحصلت على دورات فى التصوير وتميزت فيه وكانت مثار حديث البرامج التليفزيونية التى عرضت أعمالا مميزة لهذه الشابة التى تحدت إعاقتها حتى أنها شاركت بالبطولة فى فيلم «أمل» والذى يتناول تحدى المكفوفين والذي دخل عددا من المهرجانات مثل مهرجان يوسف شاهين، فى إنجلترا، إيران، فرنسا، إيطاليا، المغرب، و حاز الفيلم على المركز الثالث في إيطاليا، وعلى شهادة مشاركة في مهرجان يوسف شاهين.

طموح منة عصام لم يتوقف عند هذا الحد فقد كانت تريد تعلم الفروسية وعند وجودها فى النادى سالت عن رياضة القوس والسهم وعندها سألت المدربين هل يمكن أن تتعلم هذه اللعبة وبالفعل بدأت منة التدريب وخلال شهر واحد تعلمت كيف تمسك بالقوس والسهم وتصيب الهدف من خمسة أمتار ثم من 18مترا ثم 25مترا.

منة تصيب الهدف كما تقول من خلال منصة تحدد موقعها ويقوم المدرب بضبطها باتجاه الهدف لتقوم بإطلاق القوس وإصابة الهدف دون استخدام النظر وهى مهارة تحتاج مثابرة وجهدا مستمرا قامت به الفتاة الشابة وهى تحلم بمستقبل متميز خاصة أنها حققت ميداليات وصلت إلى 12 ميدالية منها ذهبيتان وبدأت تطالب المدرب بتكثيف التدريب لأن لديها هدفا وهو الحصول على البطولة الدولية خاصة أنها أول رياضية كفيفة عربية وإفريقية تمارس رياضة القوس والسهم باحترافية.

لكن شيئا غريبا حدث وبدأت بعض التصرفات غير المفهومة لإبعاد منة عن البطولة وعدم المشاركة فيها وللأسف بدا اتحاد المكفوفين القوس والسهم اليوم تصفيات وصفتها منة بأنها غير قانونية لأن اللاعبات المشاركات غير مقيدات ولم يحصلن على أية ميداليات وللأسف يبدو أن الهدف هو قتل طموح تلك الفتاة التى كسرت كل العراقيل والقيود وحققت بطولات متميزة.

منة تطالب بتوصيل صوتها للرئيس شخصيا وتسأل وزير الرياضة الدكتور أشرف صبحى لماذا تم استبعادها من التصفيات؟ ولصالح من يتم حرمان بطلة مصرية يمكن أن تكون سببا فى حصول مصر على ميدالية ذهبية؟

وهل الهدف كما يتردد داخل الاتحاد هو السفر والتنزه فقط والمشاركة شكلا دون أن يكون الهدف هو الحصول على ميدالية يمكن اقتناصها بسهولة؟

والأهم هل بالفعل تمت اليوم تصفيات للاعبات غير مقيدات بالاتحاد كما تقول منة عصام؟ وهل من المنطقى أن يتم السماح بسفر لاعبات يمارسن اللعبة من شهر واحد فقط ومنع لاعبة شهد لها الجميع بالتميز؟

ما يحدث يحتاج من الوزير شخصيا البحث بنفسه وشرح تفسيرات للاضطهاد الذى تتعرض له منة على حد قولها من المدرب بعد أن رفض زيادة مدة التمرين وطلبت منة عصام تغييره لتبدأ الحرب عليها كما تقول من مدير النادي و هو نفسه نائب رئيس اتحاد القوس و السهم والذى وافق على أن يقوم مدرب منة بإحضار ست فتيات كفيفات لتدريبهن على الرياضة وأن يقوم بعمل تصفيات بينهن بهدف استبعاد منة والتى تقول: اشتكيت لمساعد وزير الشباب المسئول عن البطولات الدولية لذوي الاحتياجات. وكان الرد: أيه المشكلة أنك متطلعيش البطولة و حد تاني يجيب ميدالية لمصر؟

الجملة كانت كافية لقتل كل طموح لكن منة قالت إنها لن تستسلم وطلبت من مساعد الوزير مقابلة الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة وللاسف كانت المماطلة ثم التحدى والاستبعاد هو الرد الذى لا نعرف لمصلحة من يضيع حق البطلة صاحبة الميداليات الذهبية منة عصام الدين؟