اخبار مصر
موقع كل يوم -خط أحمر
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، إن أزمة فيضان السودان الأخيرة كانت نتيجة مباشرة لسياسة التشغيل الأحادي التي تنتهجها إثيوبيا في إدارة سد النهضة، دون أي تنسيق مع دولتي المصب.
وأوضح شراقي في مداخلة هاتفية لبرنامج 'خط أحمر' الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن السد اكتمل إنشاؤه في أغسطس وسبتمبر 2024 من الناحية الخرسانية، وامتلأت بحيرته بالكامل، إلا أن تشغيل التوربينات كان ضعيفًا للغاية، حيث لم يعمل سوى أربعة توربينات فقط من أصل 13، وهو ما أدى إلى تراكم كميات هائلة من المياه داخل البحيرة.
وأشار إلى أن عدم تصريف المياه بشكل منتظم تَسبّب في امتلاء البحيرة إلى أقصى طاقتها، ما دفع إثيوبيا إلى فتح أربع بوابات دفعة واحدة من بوابات التصريف، وهو ما أطلق تدفقات مائية ضخمة وصلت إلى نحو 750 مليون متر مكعب يوميًا، وفقًا للقياسات المسجلة عند سد الروصيرص في السودان.
وأكد شراقي أن هذه الكميات الهائلة تجاوزت قدرة سد الروصيرص، الذي لا تزيد سعته التخزينية على 7 مليارات متر مكعب، وهو ما أدى إلى وقوع فيضانات واسعة بالسودان، وكاد أن يعرض السد لخطر الانهيار كونه سدًا طينيًا وليس خرسانيًا.
وأضاف أن إثيوبيا قلصت لاحقًا التصريف إلى نحو 400 مليون متر مكعب يوميًا لتخفيف الضغط، ما ساعد على انحسار الفيضان تدريجيًا، إلا أن الخطر لا يزال قائمًا إذا استمرت سياسات التشغيل الأحادي دون تنسيق.
وشدد أستاذ الجيولوجيا على أن هذه الأزمة تكشف مجددًا مخاطر غياب الاتفاق الملزم لإدارة سد النهضة، محذرًا من تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل، ومؤكدًا أن الحل يكمن في التنسيق المشترك بين مصر والسودان وإثيوبيا وفق قواعد واضحة وآمنة لتشغيل السد.