اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١ أيار ٢٠٢٥
في أكتوبر 2024، استُشهد يحيى السنوار، زعيم حركة حماس، لتنتقل القيادة إلى شقيقه محمد السنوار. بعد ستة أشهر، يقدم هذا المقال، بقلم رايلي كالانان من جي زيرو ميديا، تحليلًا للتغيرات التي طرأت على الحركة، مستندًا إلى تحليلات جوناثان بانيكوف، مدير مبادرة سكوكروفت للأمن في الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي، مع التركيز على التحديات العسكرية والسياسية والإنسانية.
آنذاك: قوة نسبية تحت قيادة يحيى السنوار
تولى يحيى السنوار قيادة حماس في غزة عام 2017، وقاد هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي أودى بحياة 1200 إسرائيلي وأسر 251 رهينة. طاردته إسرائيل لأكثر من عام، مختبئًا في أنفاق غزة، محاطًا بحراس ومحميًا بالرهائن. كان يراهن على أن الهجوم سيجذب إيران وحزب الله للصراع، وأن الأزمة الإنسانية في غزة ستزيد الضغط الدولي على إسرائيل. تميزت فترته بالتنسيق الفعال بين الأذرع السياسية والعسكرية للحركة، وخاصة مجلس الخمسة في الدوحة، وبين حلفائها الإقليميين، مما عزز تماسكها.
الآن: تحديات تحت قيادة محمد السنوار
وبعد استشهاد يحيى في رفح خلال مناوشة غير مُخطط لها، تولى محمد السنوار، المخطط الرئيسي لشبكة الأنفاق وقائد سابق للوجستيات في حماس، القيادة. تواجه الحركة ضعفًا عسكريًا بسبب نقص الأسلحة، وتفككًا تنظيميًا نتيجة انقطاع الاتصال بين قادتها، وتراجعًا شعبيًا في غزة. يقول جوناثان بانيكوف: 'حماس أقل تمسكًا مما كانت عليه خلال العقد الماضي، مع نقص كبير في ترسانتها العسكرية.' ويقتصر نفوذها على 59 رهينة، يُعتقد أن 24 منهم فقط على قيد الحياة، وهي ورقة ضغط محدودة. كما أن مجلس الخمسة في الدوحة أصبح بعيدًا عن الواقع السياسي في غزة، مما يُضعف قدرته على التأثير في المفاوضات.
الأزمة الإنسانية والاحتجاجات
وتفاقمت الأوضاع الإنسانية في غزة بعد تقييد المساعدات إثر انهيار وقف إطلاق النار في مارس 2025.
في أبريل 2025، احتج مئات الفلسطينيين في بيت لاهيا، مطالبين حماس بإنهاء الحرب. لكن بانيكوف يرى أن هذه الاحتجاجات لا تشكل تهديدًا حقيقيًا، نظرًا لسيطرة الحركة المسلحة. منذ سيطرتها على غزة عام 2007، حافظت حماس على سلطتها عبر التحكم بالوظائف، تقديم نفسها كمقاومة ضد الاحتلال، وقمع المعارضة.
تصدعات داخلية وتراجع إقليمي
وتشهد حماس انقسامات داخلية، حيث يدعو بعض أعضائها من الرتب الدنيا إلى إنهاء الحرب وصفقة لتبادل الرهائن مقابل إعادة الأسرى الفلسطينيين. لكن محمد السنوار يرفض التنازلات. إقليميًا، تضعف قدرة الحركة على إعادة التسلح مع تراجع دعم إيران، التي تركز على استقرارها الداخلي، وحزب الله، الذي يعاني من ضعف شديد.
تبادل الرهائن
وفي 30 يناير 2025، نفذت حماس، بالتعاون مع الجهاد الإسلامي، تسليم رهائن إسرائيليين وتايلانديين إلى الصليب الأحمر في خان يونس، كجزء من تبادل الأسرى الثالث. أُقيم الحدث قرب منزل عائلة السنوار، حيث شكل مقاتلو الحركة سلسلة بشرية لتأمين العملية. لكن هذه الخطوة لم تُترجم إلى تقدم دائم في المفاوضات.
مفاوضات متعثرة
واقترح وسطاء من قطر ومصر خطة لإنهاء الصراع تشمل نزع سلاح حماس وانسحاب إسرائيل من غزة، لكن بانيكوف يعتبرها 'غير واقعية'. يستمر الجمود مع غياب حلول واضحة، حيث يصف بانيكوف الوضع بأنه 'دورة مفرغة' دون مخرج واضح.
مقارنة بين المرحلتين
في عهد يحيى السنوار، كانت حماس متماسكة بدعم إقليمي قوي وتنسيق فعال. أما اليوم، فهي تعاني من ضعف عسكري وسياسي وانقسامات داخلية. ورغم ذلك، تحتفظ بنفوذ محدود عبر الرهائن وبعض قدراتها العسكرية.
بعد ستة أشهر من استشهاد يحيى السنوار، تمر حماس بمرحلة ضعف غير مسبوق. رغم تراجع قوتها، تظل لاعبًا في الصراع بفضل الرهائن ودعم إقليمي متضائل. مع استمرار الأزمة الإنسانية والضغوط الدولية، يبقى مستقبل الحركة مرهونًا بقدرتها على مواجهة هذه التحديات التي تشبه دائرة غير معلوم كيفية الخروج منها.