اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
عاد الحديث مجددا عن تفاصيل المخطط الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزّة إلى شبه جزيرة سيناء، لكن هذه المرة عن طريق المدير السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، يوسي كوهين، في كتابه 'بالأحابيل تصنع لك حربًا'، الصادر أخيرًا، الذي اعترف فيه بأنه صاحب خطة تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة خلال الحرب الحالية والتي كانت رد فعل مبالغ فيه على هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023.
يعترف كوهين أن الكابنيت الإسرائيلي وافق على الخطة، وعلى تكليفه بإقناع دول عربية بها، باعتبار أنها تهدف إلى خفض عدد الإصابات بين المدنيين. وبالفعل، سافر كوهين، كما يقول، إلى عواصم عربية، لكنه وجد أن العرب يخشون أن يتحوّل الترحيل المؤقت إلى ترحيل أبدي. فقال لهم إنه مستعد لجلب ضمانات دولية بأن تكون الهجرة مؤقتة. وأقام اتصالات بهذا الشأن مع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان والصين والهند، لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي حسم الأمر، ورفض الخطة بشكل قاطع.
وأعلنت مصر على لسان الرئيس السيسي أن تهجير الفلسطينيين خط حمر لن تقبل به القاهرة بأي حال من الأحوال، وأنها لن تسمح بتمريره تحت أي ذريعة كانت. ولوحت القاهرة على لسان أكثر من مسؤول بينهم الرئيس السيسي أن اتفاق السلام بين البلدين على المحك نتيجة الممارسات الإسرائيلية المتطرفة.
وطالبت القاهرة من المواطن الإسرائيلي الحفاظ على مكتسبات السلام بين البلدين، عبر الضغط على حكومته التي يسيطر عليها اليمين المتطرف بالتوقف عن التصرفات غير المسؤولة.
يقول كوهين في كتابه أن اقتراحا أن يتولى كوهين نفسه مهمة رئيس فريق التفاوض حول صفقة تبادل أسرى، لكن رفاقه من قادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل أجهضوا الخطة.
وبدل أن ينتقد كوهين الأعمال الوحشية التي طالت الغزيين، وأودت بحياة عشرات الآلاف منهم بحجة ضرب حماس، يرى أن المشكلة هنا تكمن في فشل الدعاية الإسرائيلية، معتبرًا أن حكومة بلاده لا تكرس ما يكفي من الجهد لإظهار الحقائق، وتسويق مواقف إسرائيل. في المقابل، يتجاهل أن اللوبي الإسرائيلي في العالم يتمتع بنفوذ هائل في الإعلام الأجنبي، كما أنه يتجاهل أن يهودًا كثيرين انضموا إلى حملات الاحتجاج على تصرفات إسرائيل.
ووفق ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط، يذهب كوهين إلى ما هو أبعد من ذلك، فيقول إن القادة الإسرائيليين يبتعدون عن الشعب، ويفتقرون للأحاسيس الإنسانية، والرحمة إزاء المواطنين الإسرائيليين، ولذلك لا يشعرون بآلامهم بشكل كافٍ، وبالتالي لا يعرفون كيف يعكسون للرأي العام العالمي، وحتى المحلي، حقيقة المعاناة التي يعيشها الناس. وهذا يجعل العالم، برأيه، عرضة لتأثير حماس ودعايتها.
يقول كوهين إن الموساد يتابع التطورات في كل مكان يؤثر على إسرائيل مباشرة، أو بشكل غير مباشر. يهتم بشكل عميق بالتطورات في إيران ولبنان وسوريا والعراق واليمن، والتنظيمات المسلحة التابعة. ولكنه يرى أن هناك خطرًا ماحقًا بالبشرية جمعاء يجب أن يأخذ الحيّز اللازم من الاهتمام لدى المخابرات، وهو أزمة المناخ، مشيرًا إلى أنه شخصيًا اهتم -ولا يزال يهتم- به حتى بعد ترك منصبه.
لكن قضية التعاون الدولي في موضوع المخابرات تعتبر أهم مشروع لـ«الموساد». ويروي كيف قام بتطوير العلاقات مع المخابرات في جميع أنحاء العالم. ويقول إن ذلك بدأ عندما قام تنظيم «داعش» بتنظيم عمليات إرهاب في بلجيكا، في سنة 2016. ففي نفس اليوم الذي تم فيه الهجوم الإرهابي، تلقى كوهين إنذارًا ساخنًا عن العمليات. لكن الإنذار جاء متأخرًا. إلا أنه لم يمنعه من الاتصال بنظيره البلجيكي وإبلاغه. وأعطاه مزيدًا من المعلومات التي ساعدت في التحقيق. ثم قام في السنة نفسها بإبلاغ أستراليا بخطة لتفجير طائرة مدنية تعمل على خط أبوظبي-سيدني. وبفضل «الموساد» مُنعت العملية، وتم كشف الخلية مع أسلحتها ومواد التفجير الجاهزة.


































