اخبار مصر
موقع كل يوم -الوطن
نشر بتاريخ: ١٢ كانون الأول ٢٠٢٣
كانت تتحرك بلهفة المشتاق لبلوغ هدف مهم، وتمكنت في ثوان معدودة من تجاوز طابور الناخبين، بينما كان والدها يحاول مجاراتها في عبور المحتشدين أمام لجان التصويت، وحين اقتربا من باب اللجنة.. توقفت.. واكتسى وجهها بإبتسامة زادت من براءة ملامحها، وقالت للقاضي «أنا مصر».
يصادف اليوم عيد ميلاد «مصر»، طالبة الصف الأول الإعدادي، المولودة في 12 ديسمبر 2010 بمركز طهطا التابع لمحافظة سوهاج، هكذا قال لنا والدها عادل عبد العال، مضيفا أنه اراد أن يمنح طفلته المصابة بمتلازمة دون يوما احتفاليا مميزا.. خاصة أن أكثر الأشياء التي تتفاعل معها هي الأغان الوطنية وصور علم مصر.
كان الأب سعيدا وهو يتابع حالة البهجة التي تكسوا ملامح ابنته «مصر»، كان قلبه يطير فرحا حين يراها تتفاعل مع الأعلام المنتشرة في كل مكان، وتهتف من وقت لأخر «تحيا مصر»، وتتمايل في أحيان أخرى على أنغام مقاطع من الأغان الوطنية، وتوزع ضحكاتها على الواقفين في طوابير الناخبين كلما مرت بأحدى اللجان، إلى أن وصلا معا إلى مقر اللجنة التي يفترض أن يصوت فيها الأب.
يقول عادل عبدالعال والد الطفلة مصر: دخلت اللجنة رقم 27 بالمدرسة الإعدادية المشتركة في نجع حمد، وكانت خطوات ابنتي تسبقني إلى باب اللجنة، وطلبت التحدث مع الموظفين والقاضي، وسبقتني ابنتى في الحديث إليهم لتعبر عن فرحتها الغامرة، وكانت تردد (تحيا مصر.. تحيا مصر).
وأكد الأب أن القائمين على تنظيم الانتخابات تفهموا رغبتي في إسعاد ابنتي، وسمح لنا القاضي بأن ندخل إلى اللجنة، ومنحها بطاقة الاقتراع وطلب منها أن تعطيها لي، ثم ذهبت إلى المكان المخصص للتصويت، واستأذنت القاضي في أن يسمح لابنتي بوضع بطاقة الاقتراع داخل الصندوق، ولم يمانع، والتقت لها صورة لتحتفظ بهذه الذكرى العزيزة على قلبها وقلبي أيضا، وبعدها غمست إصبعها في الحبر الفسفورى حين شاهدتني أفعل ذلك.
كانت الطفلة مصر توزع البهجة على كل من تقع عيناه عليها، وكانت هي في قمة سعادتها وهي تشعر أن كل هولاء متواجدين للاحتفال بعيد ميلادها، والجميع يداعبها بالأعلام ويرددون الأغان الوطنية التي تحبها.
قال عادل عبد العال والد الطفلة مصر إن ابنته تحب الأجواء الوطنية وسعادتها بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية لا توصف، ومنحتها حافزا وأمنية جديدة بأن هناك من يدافع عن حقها في الاختيار والمشاركة في صنع مستقبل هذا البلد.