اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٨ أيلول ٢٠٢٥
لعل عبارة حتى لا يقطع الله رحمته عنك ، تعد طوق النجاة ومن ثم تستدعي الانتباه والتمسك ، فلا يمكن تصور الحياة بدون رحمة الله تعالى ، وإن كان تحمل مصائبها وكدرها بعدما خففته ألطاف الله عز وجل ورحمته من الصعوبات الهائلة، لذا لابد من الالتزام والانتباه حتى لا يقطع الله رحمته عنك .
أوصت دار الإفتاء المصرية ، برحمة جميع الخلق، حيث قد أمرنا الله تعالى بأن نرحم كبيرنا وصغيرنا، طائعهم وعاصيهم، حتى الحيوانات أمُرنا أن نرفق بها، قال رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم - : «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء، الرَّحِمُ شُجنةٌ –أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق- من الرحمن، فمن وصلها وصله اللَّه ومن قطعها قطعه اللَّه». وصيغة العموم في الحديث تشمل جميع الخلق راحمين ومرحومين.
واستشهدت «الإفتاء» في وصيتها حتى لا يقطع الله رحمته عنك ، بما أخرجه أبو داود (4941 )، والترمذي (1924 )،وأحمد (6494 )، وحدثه الألباني في صحيح الترمذي ، الصفحة أو الرقم: 1924، عن عبدالله بن عمرو -رضي الله تعالى عنهما- ، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الرَّاحمونَ يرحمُهُمُ الرَّحمنُ . ارحَموا من في الأرضِ يرحَمْكم من في السَّماءِ ، الرَّحمُ شُجْنةٌ منَ الرَّحمنِ فمن وصلَها وصلَهُ اللَّهُ ومن قطعَها قطعَهُ اللَّهُ».
وأشارت إلى أنه في هذا الحديثِ يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: 'الرَّاحمون'، أي: الَّذين يَرحَمون مَن في الأرضِ مِن إنسانٍ أو حيوانٍ أو طيرٍ أو غيرِه؛ شَفَقةً ورَحمةً ومُواساةً، 'يَرحَمُهم الرَّحمنُ'، برَحمتِه الَّتي وَسِعَت كلَّ شيءٍ، فيَتفضَّل عليهم بعَفوِه وغُفرانِه وبرِّه وإحسانِه؛ جزاءً وفاقًا، فاللهُ عزَّ وجلَّ متَّصِفٌ بالرَّحمةِ، وهو سُبحانَه الرَّحمنُ الرَّحيمُ، الموصِلُ الرَّحمةِ إلى عِبادِه، وليستْ رَحمتُه سبحانَه كرحمةِ المخلوقِ؛ فإنَّه عزَّ وجلَّ ليس كمِثلِه شيءٌ. ... سنن الترمذي .
وتابعت: ثمَّ أمَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالرَّحمةِ، فقال: 'ارحَموا مَن في الأرضِ'، أي: جميعَ مَن في الأرضِ مِن أنواعِ الخَلْقِ، 'يَرحَمْكم مَن في السَّماءِ'، أي: مَن عَلَى السَّماءِ، وهو اللهُ تعالى العليُّ بذاتِه، المستوِي على العرشِ فوقَ سَمَواتِه. ... ثمَّ قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: 'الرَّحِمُ شِجْنةٌ'، والشِّجنةُ في الأصلِ: عُروقُ الشَّجرِ المشتَبِكةُ، والمرادُ بها القَرابةُ المشتبِكةُ كاشتِباكِ العُروقِ، والمرادُ مِنها هنا أنَّها مُشتقَّةٌ 'مِن الرَّحمنِ'، أي: مِن اسمِ الرَّحمنِ.
وأضاف: فكأنَّها مُشتبِكةٌ بمعاني الرَّحمةِ اشتِباكَ العُروقِ، وقيل: في وجهِ الشِّجنةِ أنَّ حُروفَ الرَّحمِ مَوجودةٌ في اسْمِ الرَّحمنِ، ومُتداخِلةٌ فيه كتَداخُلِ العُروقِ؛ لكَونِها مِن أصلٍ واحدٍ.
والمعنى: أنَّها أثَرٌ مِن آثارِ رَحمتِه، مُشتبكةٌ بها، 'فمَن وصَلها'، أي: الرَّحِمَ، 'وصَله اللهُ'، أي: أوصَل اللهُ إليه رَحمتَه وإحسانَه وإنعامَه، 'ومَن قطَعَها'، أي: الرَّحِمَ، 'قطَعه اللهُ'، أي: قطَع اللهُ عنه الرَّحمةَ والإحسانَ والإنعامَ. وفي الحديث: الحثُّ على التراحُمِ بين الناسِ وعلى صِلةِ الأرحامِ. ... وفيه: التحذيرُ الشَّديدُ مِن قَطْعِ الأرحامِ بينَ الناسِ.
ورد أن رحمة الله ليست كرحمة المخلوقين، فالله -سبحانه وتعالى- خلَق الرحمة وأودع في الخلق جزءاً من رحمته، وأمسك عنده تسعةً وتسعين جزءاً كما ذُكر في الحديث النبوي الشريف، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (إنَّ لِلَّهِ مِئَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ منها رَحْمَةً وَاحِدَةً بيْنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الوَحْشُ علَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللَّهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَومَ القِيَامَةِ)، ورحمة الله التي أنزلها موزّعةٌ على الإنس والجن والبهائم والمخلوقات جميعها.
يمكن للإنسان أن يستشعر مظاهر رحمة الله عند تأمّله في الكون والخلق من حوله، فيرى من مظاهر رحمته -تعالى- ما لا يعدّ ولا يُحصى، ومن هذه المظاهر:
ورد أن من مظاهر رحمة الله في الناس في الدنيا والآخرة ما يأتي:
وجاء أن من مظاهر رحمة الله -تعالى- في اليوم الآخر ما يأتي:
بيّن العلماء الأمور التي يعد فعلها سبباً في تحصيل رحمة الله -تعالى- للمؤمن بعد تيقّن أن الله هو أرحم الراحمين، ويذكر ذلك فيما يأتي: