اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أثارت واقعة احتجاز طالبة داخل أحد الفصول في مدرسة نيو كابيتال بمنطقة التجمع الخامس لمدة 3 ساعات متواصلة موجة غضب بين أولياء الأمور، خاصة بعد اتضح أن الهدف من هذا التصرف هو الضغط على ولي أمرها لسداد المصروفات المتأخرة.
احتجاز طالبة مدرسة نيو كابيتال
واقعة احتجاز طالبة مدرسة نيو كابيتال وُصفت بأنها «عنف نفسي» فجّرت نقاشًا واسعًا حول غياب الوعي التربوي في بعض المدارس الخاصة، وحدود ما يمكن أن يُسمى «حق المدرسة» في مواجهة التزامات أولياء الأمور.
قرارات وزارة التعليم بشأن واقعة حبس طلاب مدرسة نيو كابيتال
وقررت وزارة التربية والتعليم وضع مدرسة «نيو كابيتال» تحت الإشراف المالي والإداري، وذلك بعد المخالفات التي ارتكبتها المدرسة بحق عدد من طلابها بسبب تأخر سداد المصروفات الدراسية، بالإضافة إلى إحالة جميع المسؤولين المتورطين للتحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالهم.
خبير تربوي: أضرار نفسية تنتظر طالبة التجمع.. وهذه الطرق علاج الأزمة
وقدم الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أستاذ التقويم التربوي بجامعة عين شمس، قراءة نفسية في واقعة حبس طالبة مدرسة التجمع بسبب عدم دفع المصروفات الدراسية.
وأوضح الخبير التربوي أن من الوقائع التي تتجاوز حدود العقل والمنطق الإنساني قيام إحدى المؤسسات التربوية — وليست العقابية — بحبس طالبة داخل أحد الفصول الدراسية لمدة تجاوزت ثلاث ساعات في يومين بسبب تأخر والدها عن سداد المصروفات الدراسية بشكل نقدي.
وأردف: لا شك أن مثل هذا التصرف غير التربوي يعد انتهاكا صارخا لكل القيم الإنسانية، ويترتب عليه تأثيرات نفسية وتربوية واجتماعية خطيرة، من بينها: إحساس الطالبة بالإهانة الشديدة والنظرة السلبية لذاتها وشعورها بأنها أقل من زملائها، إصابة الطالبة بالهلع والرعب من المدرسة، نتيجة لربطها بشكل لاشعوري بين مكان التعلم والتعليم ومشاعر الخوف والرعب والعقاب التي مرت بها داخل هذا المكان.
بالإضافة إلى احتمال إصابة الطالبة بأمراض جسمية أو تفاقمها في ضوء منعها من ممارسة حقوقها الطبيعية من مأكل ومشرب ودخول الحمام، فقدان الطالبة الإحساس بالأمن والأمان داخل المدرسة التي تحولت من مكان للحماية والرعاية إلى مكان للعقوبة وتوقيع الأذى، وكراهية الطالبة للمدرسة، وبالتالي فقدانها الرغبة في الذهاب إليها.
كذلك شعور الطالبة بالخزي والخجل أمام زملائها وأفراد المجتمع، خاصة بعد انتشار الخبر عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، واحتمال تعرض الطالبة للتنمر والسخرية من قبل زملائها بسبب واقعة حبسها، وانخفاض دافعية الطالبة للتعلم وبالتالي انخفاض مستواها الدراسي نتيجة ارتباط الدراسة لديها بمشاعر الألم والخوف.
بجانب فقدان الطالبة الثقة في الكبار داخل المؤسسة التعليمية، سواء كانوا معلمين (لم يدافعوا عنها أو يقوموا بحمايتها) أو إداريين (تسببوا في إيذائها)، اكتساب الطالبة سلوكيات العدوانية أو التمرد على أي قوانين في ضوء احساسها بالظلم، وتشويه الصورة الذهنية لدى أفراد المجتمع عن المدرسة.
كما قدم أستاذ التقويم التربوي بجامعة عين شمس الأساليب التربوية المقترحة لعلاج تلك التأثيرات السلبية والتعافي منها: إعادة النظر في المؤهلات الدراسية لكافة العاملين بالمدارس بمختلف أنماطها والتأكد من سلامتهم النفسية، تنظيم دورات للتوعية القانونية والنفسية للعاملين بالمدارس، إجراء جلسات دعم نفسي وعلاج سلوكي للطالبة لمساعدتها على تجاوز المشاعر السلبية المرتبطة بتلك الخبرة المؤلمة.
كذلك، أشار إلى ضرورة نقل الطالبة إلى مدرسة أخرى حتى تتخلص من المشاعر والأفكار السلبية المرتبطة بالمدرسة، وتوقف جميع المحيطين بالطالبة عن تذكيرها بالواقعة أو الحديث عنها للحفاظ على استقرارها النفسي، وتدعيم ثقة الطالبة في نفسها من خلال التركيز على نقاط قوتها ومواهبها وانجازاتها، وتقديم اعتذار رسمي وشخصي من إدارة المدرسة للطالبة ووالديها.
مؤسس جروب معًا لغدٍ مشرق: ما حدث في مدرسة نيو كابيتال «عنف نفسي» يهدد سلامة الأطفال
وفي هذا الشأن، أعربت رودي نبيل، ولية أمر ومؤسس جروب معًا لغدٍ مشرق التعليمي، عن استيائها الشديد من الواقعة المؤسفة التي شهدتها مدرسة نيو كابيتال بمنطقة التجمع الخامس، بعدما تعرضت طالبة للاحتجاز المتكرر داخل أحد الفصول كوسيلة ضغط على ولي أمرها لتسديد المصروفات المتأخرة.
وقالت مؤسس جروب معًا لغدٍ مشرق التعليمي، في تصريحات خاصة لـ«الرئيس نيوز»، إن ما جرى «يمثل تعديًا تربويًا وقانونيًا خطيرًا على حقوق الطفل»، مشيرة إلى أن الطالبة تعاقبت على ذنبٍ لا دخل لها فيه، في سلوك «يتنافى تمامًا مع القيم التربوية، ومع القوانين المنظمة للعملية التعليمية في مصر».
وأضافت أن المدرسة لجأت إلى أساليب غير تربوية وغير قانونية للضغط على ولي الأمر، بدلًا من اتباع الطرق التعاقدية والإدارية المتاحة، لافتة إلى أن إصرار بعض المدارس على قبول المصروفات نقدًا فقط ورفض الدفع الإلكتروني أو البنكي يخلق عقبات متعمدة أمام أولياء الأمور ويزيد من حدة الأزمات.
وأكدت مؤسس «معًا لغدٍ مشرق» أن الواقعة كشفت عن قصور في وعي بعض الإدارات التعليمية بخطورة المساس بالحالة النفسية للطلاب، مشددة على أن استخدام الطفل كوسيلة ضغط لتحصيل المستحقات «يمثل شكلًا من أشكال العنف النفسي والابتزاز المعنوي، الذي لا يمكن تبريره بأي حال».
وشددت على أهمية تعزيز دور الأخصائي الاجتماعي والنفسي داخل المدارس، وتفعيل برامج الدعم النفسي والتربوي للطلاب، خاصة من يتعرضون لمواقف ضاغطة أو مؤذية.
وفيما يتعلق بالآثار النفسية الواقعة على الطالبة، أوضحت نبيل أن «ما حدث قد يترك آثارًا نفسية عميقة، تتراوح بين الإحساس بالمهانة والوصم الاجتماعي وفقدان الثقة بالنفس والمدرسة»، داعية ولي الأمر إلى تقديم دعم نفسي عاجل للطالبة عبر مختصين لضمان تجاوزها تلك التجربة القاسية واستعادة إحساسها بالأمان داخل بيئتها التعليمية.
واختتمت رودي نبيل تصريحاتها بالتأكيد على أن التعليم رسالة سامية لا يجوز تحويلها إلى أداة ضغط مالي، مشيرة إلى أن «المدرسة يجب أن تكون ملاذًا آمنًا للطفل، لا وسيلة عقاب أو ابتزاز»، مطالبة وزارة التعليم بـ تشديد الرقابة على المدارس الخاصة وإلزامها بقبول جميع وسائل الدفع الحديثة، حفاظًا على كرامة الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء.


































