اخبار مصر
موقع كل يوم -الدستور
نشر بتاريخ: ٢٨ أب ٢٠٢٤
'أعتبر نفسي محظوظًا لأنني كنت قريبًا من قلب 'الدكتور زكي نجيب محمود' وعقله، فكان يستقبلني في شقته المطلة على كوبري الجامعة بالجيزة، ويرحب بي أيما ترحيب، هو وزوجته الأستاذة 'الدكتورة منيرة حلمي'، شقيقة الكاتبة 'سعاد حلمي' رئيس تحرير مجلة 'حواء'، آنذاك.
وكنت أجلس إليه مجلس الطالب من شيخه، وأنا أحاوره لأتعرف على آرائه في أهم القضايا الفكرية والثقافية والأدبية، بل وفي القضايا العامة التي تشغل الساحة وأود أن أنقل حكمه عليها لقراء صفحة 'أخبار الأدب' بجريدة 'الأخبار' في عِزّ مجدها، عندما كانت 'الأخبار' توزِّع في يوم 'الأربعاء' نحو 750 ألف نسخة، في حين كانت توزع يوم 'الأحد' مليون نسخة، ويوم 'السبت' مليون وربع المليون، توزعها 'أخبار اليوم'، جريدتنا الأسبوعية.وقد حرص 'الدكتور زكي نجيب محمود' على أن يستدعيني ذات صباح لكي أشهد جلسة الصلح التي ستتم في داره، بعد أقل من ساعتين، بينه و'الشيخ محمد الغزالي' بوساطة 'الناشر محمد المعلم' صاحب 'دار الشروق'، وبحضوره هو وابنه 'المهندس إبراهيم'.ولا تزال صورة هذا اللقاء محفورة في ذاكرتي.
وقد عَرَضَ عليّ 'المهندس إبراهيم المعلم' ذات يوم أن ينشر لي كتابًا يوثق ما جرى في ذلك اللقاء التاريخي، إلا أنني لم أتمكن من ذلك حتى اليوم'.. بهذه الكلمات أستعاد الكاتب الصحفي مصطفي عبد الله بعض من كواليس لقاء المفكر الكبير زكي نجيب محمود وأستاذ الفلسفة (1 فبراير 1905م - 8 سبتمبر 1993م) ورئيس تحرري مجلة الفكر المعاصر في عهد عبد القادر حاتم؛ والداعية والمفكر الإسلامي محمد الغزالي السقا ( 22 سبتمبر 1917م - 9 مارس 1996م)؛ وذلك بعد سجال دار على صفحات الصحف بين الفيلسوف والداعية؛ وتتطور بموقف الشيخ الغزالى من كتاب زكي نجيب محمود 'خرافة الميتافيزيقا' (الطبعة الأولى)؛ والذي أعيد تسميته في الطبعات اللاحقة إلى موقف من الميتافيزيقا.
فى الوقت نفسه؛ لم تكن معركة الشيخ محمد الغزالي مع الفيلسوف المصرى والمفكر الكبير زكي نجيب محمود هي الأولي؛ بل كانت له معاركه مع كبار الأدباء والمفكرين فى مصر ؛ منها خلافه الشهير مع الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ، والشاعر الكبير صلاح جاهين، والمفكر الكبير وشهيد الكلمة دكتور فرج فودة.
؛ وهو ما كشف عنه الكاتب مصطفي عبد الله فى حديثه لـ'الدستور'، عندما قال أن اللقاء كان لمناقشة وتسوية الخلاف بين زكي نجيب محمود الرجل العلماني الذى كان أحد المنتمين للفلسفة المؤمنة وكان متزنا جدا فى فلسفته؛ وبين الشيخ محمد الغزالي الذى غضب من مقولاته فكانت بينهم قطيعة طويلة ؛ وقتها سعي الناشر محمد المعلم للصلح بينهما، والقيام بدور الوساطة، وعندما لمس الشيخ الغزالي ان لدي الدكتور زكي رغبة في ان يستقبله في بيته حدث هذا اللقاء.
مصطفي عبد الله؛ يتابع حديثه عن جلسة الصلح بين الفيلسوف والشيخ والتي استمرت لمدة ساعة في منزل الفيلسوف بالقرب من كوبرى الجامعة؛ حيث يظهر فى الصورة الشيخ الغزالي من الفيلسوف الدكتور زكي نجيب محمود بإعتباره هو الذى سعى للصلح والاقتراب؛ وأن ما يحتظف به في ذاكرته عن هذه الجلسة؛ انها كانت هادئة فى الغاية ؛ ولم يحدث فيه أى عتاب بين الطرفين بل تجاوزا خلافتهما وبدأ يتناقشان فى قضايًا جديدة.
ولفت 'عبدالله' إلي أن زوجة الفيلسوف الدكتورة منيرة حلمي استقبلت الشيخ محمد الغزالي إستقبالًا يليق به كواحدة قادرة على القيام بمهام عملها كأستاذة جامعية على نقس قدر قيامها بدورها كزوجة.
يقول الكاتب الصحفي مصطفي عبد الله، إن ما حدث بعد هذا اللقاء أن أتصل به المهندس ابراهيم المعلم طالبًا منه صدور هذا اللقاء في كتاب حول اللقاء؛ لعدة أسباب منها توثيق تواجده الى جانب الدكتور زكي نجيب محمود في منزله وهو في مستهل حياته العملية كناشر؛ ولكن ما كان منه أن هذا اللقاء لا يتجاوز نشره فى صفحة من صفحات الصحف؛ وليس أكثر من ذلك، وأنه نشرها فى صحيفة الأخبار كمحرر أدبي بها.
من بين سطور العلاقة الممتدة بين الكاتب الصحفي مصطفي عبد الله، والمفكر الفيلسوف الدكتور زكي نجيب محمود، أنه أول من استكتبه فى مجلة الفيصل وصرف له مكآفاة 130 جنيه؛ وقت تولى رئاسة تحريرها الكاتب الصحفي جلال العشرى؛ الذى يعد احد تلاميذ زكي نجيب محمود.