اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٥
وفقًا لصحيفة ستارز آند سترايبس الأمريكية، استهلكت الولايات المتحدة حوالي ١٤٪ من مخزونها من صواريخ الاعتراض عالية الارتفاع (ثاد) خلال الصراع مع إيران في يونيو ٢٠٢٥، وفق تقرير صادر عن المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي.
هذا الاستهلاك السريع للصواريخ، التي تشكل جزءًا أساسيًا من نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي، أثار مخاوف بشأن قدرة الولايات المتحدة على مواجهة التهديدات المستقبلية، خاصة مع الحاجة إلى فترة تتراوح بين ثلاث إلى ثماني سنوات لإعادة تزويد المخزون.
خلال الصراع الذي استمر ١٢ يومًا، أطلقت الولايات المتحدة ٩٢ صاروخًا من طراز ثاد للدفاع عن إسرائيل ضد الصواريخ الباليستية الإيرانية متوسطة المدى، مما شكل ما يقرب من نصف الصواريخ الاعتراضية المستخدمة في المواجهة. هذا الاستخدام المكثف أبرز أهمية النظام في حماية الحلفاء، لكنه كشف أيضًا عن نقاط ضعف في القدرة على الاستمرار في ظل هجمات مكثفة.
نجاح الدفاع الصاروخي وتحدياته
ونجحت أنظمة ثاد، إلى جانب الصواريخ الإسرائيلية أرو-٢ وأرو-٣، في تدمير ٢٠١ من أصل ٥٧٤ صاروخًا إيرانيًا أطلقت خلال الهجوم. ومع ذلك، أظهر التقرير أن معدل الإصابات الإيرانية ازداد بنسبة طفيفة (بين ١٪ إلى ٤٪) عندما كانت أنظمة ثاد تمثل أكثر من ٦٠٪ من الصواريخ الاعتراضية المستخدمة، مما يشير إلى قيود محتملة في النظام خلال الفترات التي يتعرض فيها لضغط شديد.
على الرغم من ذلك، أكد المحلل آري سيكوريل، مدير السياسة الخارجية في المعهد، أن الدفاع كان ناجحًا إلى حد كبير، حيث فشل حوالي ١٠٪ فقط من محاولات الاعتراض، مع إصابة ٥٧ صاروخًا لمناطق مأهولة، بينما سمح لمعظم الصواريخ الإيرانية (٣١٦ صاروخًا) بضرب مناطق غير مأهولة. هذا النجاح، رغم فعاليته، يبرز الحاجة الملحة لتعزيز المخزونات لضمان الاستعداد لصراعات مستقبلية.
تحديات إعادة التزويد والتداعيات الاستراتيجية
يُنتج نظام ثاد بواسطة شركة لوكهيد مارتن، ويقدر سعر الصاروخ الواحد بحوالي ١٢٫٧ مليون دولار. وفقًا للتقرير، حصلت الولايات المتحدة على ١١ صاروخًا في عام ٢٠٢٤، ومن المتوقع استلام ١٢ صاروخًا إضافيًا بحلول نهاية العام، مع توقعات باستلام ما بين ٢٥ إلى ٣٧ صاروخًا بحلول نهاية السنة المالية ٢٠٢٦. ومع ذلك، فإن معدل الإنتاج الحالي يعني أن إعادة ملء المخزون قد تستغرق ما بين ثلاث إلى ثماني سنوات. هذا التحدي يتفاقم بسبب التزامات الولايات المتحدة بتزويد حلفاء مثل السعودية (بصفقة بقيمة ١٥ مليار دولار تشمل سبع بطاريات ثاد و٣٦٠ صاروخًا) وقطر (بصفقة دفاعية بقيمة ٤٢ مليار دولار تشمل أنظمة ثاد). هذه الالتزامات قد تجبر الولايات المتحدة على اتخاذ قرارات صعبة بين تعزيز مخزونها الخاص وتلبية طلبات الحلفاء.
الآثار الإقليمية والدولية
استهلاك مخزون ثاد في الصراع مع إيران أرسل إشارة قوية إلى إيران وروسيا والصين بأن الولايات المتحدة ملتزمة بحماية حلفائها في الشرق الأوسط، خاصة إسرائيل. لكن هذا الاستخدام المكثف أثار مخاوف المحللين الدفاعيين بشأن جاهزية الولايات المتحدة في مناطق أخرى، مثل آسيا والمحيط الهادئ. قرارات استهداف المنشآت النووية الإيرانية وجماعة الحوثيين في اليمن أظهرت التزامًا أمريكيًا بالتصدي للتهديدات، لكنها كشفت أيضًا عن الحاجة إلى استراتيجية أكثر شمولًا لإدارة الموارد العسكرية. بعض الخبراء يرون أن استخدام صواريخ ثاد في إسرائيل قد يدفع الكونجرس إلى تخصيص تمويل إضافي لتعويض النقص، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية للحفاظ على هذه القدرات الدفاعية في مواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة.