بعد فيديو طبيبة النساء.. كيف تتعامل المستشفيات مع "كريمى النسب"؟

منذ ساعات قليلة، انتشر مقطع فيديو لطبيبة نساء وتوليد تتحدث عن عدد من الحالات التي تواجهها خلال عملها، ومن بينها حالات أطفال السِفاح (الأطفال الذين يولدون نتيجة علاقات غير شرعية)، والذين يمكن أن يمتد تواجدهم في حضّانات المستشفيات إلى أن يُتموا العامين، أو لحين ترتيب أماكن لهم في دور رعاية الأيتام للاعتناء بهم.

وبعد حديث الطبيبة عن تلك القضية، نفتح ملف أطفال السِفاح وكيفية تعامل المستشفيات معهم، ودور مراكز الرعاية معهم، وتعامل وزارة التضامن الاجتماعي مع هذه الحالات.

بداية رحلتنا كانت في أحد المستشفيات الحكومية بالجيزة، وهي النافذة الأولى التي يطل منها طفل السِفاح على الدنيا، وهناك، التقينا نهلة ياسر، أخصائية اجتماعية بالمستشفى، والتي تروي تفاصيل رحلة الأطفال 'كريمي النسب' من الشارع إلى دور الرعاية.

أوضحت أن الإجراءات تبدأ عند العثور على الطفل؛ حيث يتم استدعاء الإسعاف لنقله إلى أقرب قسم شرطة لتحرير محضر رسمي، ثم يُنقل إلى المستشفى للاطمئنان على حالته الصحية، وإذا كان غير مكتمل النمو، يُحجز في قسم المبتسرين.

وعن خطوات الطفل للذهاب إلى دور الأيتام؛ شرحت أنه تتم مخاطبة القسم ليقوم بتحرير محضر بواقعة الطفل، ثم نرسله مركز رعاية الأمومة والطفولة في المنيب، مرفقًا معه تقرير طبي مكتوب فيه اسم الطفل (الذي وضعه له قسم الشرطة في المحضر والذي يكون اسمًا محايدًا لا يدل على إسلاميته أو مسيحيته، رغم أنه تتم كتابة الجميع في شهادة الميلاد مسلمي) بحالته الصحية ووزنه، (لأن هناك أطفالًا يكون وزنهم أقل من المعدل الطبيعي، فلا يتم تسلمهم لأنهم غير مكتملي النمو وليس لديهم مستشفى لرعايته).

وبعد تحسن حالة الطفل، يتواصل المستشفى مع مركز رعاية الأمومة والطفولة لاستلامه، حيث يتم إعداده للرعاية الأولية، وتُعين له مربية مسئولة عن رعايته، مع متابعة دورية من المركز لضمان حالته الصحية ثم يتم نقل الأطفال لاحقًا إلى وزارة التضامن الاجتماعي لتوزيعهم على دور الرعاية المناسبة بعد فحص دقيق، بحسب حديث 'نهلة' مع 'الدستور'.

وعن أبرز الحالات التي شهدتها، سردت قصة أم تركت طفلتين بعد ولادتهما في المستشفى، وهربت: 'ورغم محاولاتنا لتسليمها الطفلتين، رفضت تمامًا، وتم تحويلهما لاحقًا إلى الرعاية'، مشيرة إلى أهمية تدوين بيانات الأمهات عند دخولهن المستشفى لتجنب ضياع حقوق الأطفال، موضحة: 'مفيش حالات ولادة من غير بطاقات الأم والأب وقسيمة الزواج'.

واختتمت أن بعض الجمعيات الخيرية تتعاون مع الشرطة لاستصدار قرارات نيابية، ما يُسهم في توفير بيئة آمنة ومستقرة للأطفال المجهولين.

قال محمود شعبان، مدير الإدارة العامة للأسرة والطفولة بوزارة التضامن الاجتماعي، إن الأطفال مجهولي النسب يُطلق عليهم 'كريم النسب' (بداية من عام 2021، تنفيذًا لتوصيات الرئيس السيسي)، ويتم إدماجهم في دور الرعاية التابعة للوزارة بعد تواجدهم عامين بدور رعاية صحية تابعة لوزارة الداخلية، وخلال هذه الفترة، تُصدر أوراق ثبوتية للأطفال، بما في ذلك شهادات الميلاد واختيار أسمائهم.

وأوضح 'شعبان'، في تصريحات سابقة لـ'الدستور'، أن الوزارة تتلقى هؤلاء الأطفال من المستشفيات أو مراكز الشرطة، وتكون مسئولة عن اختيار أسماء لهؤلاء الأطفال وإصدار رقم قومي لهم، من خلال لجنة عليا مكونة من 13 عضو؛ ممثلين عن وزارة التضامن والداخلية والأحوال المدنية والصحة ووزارة الأوقاف ووزارة التربية والتعليم، وغيرها من الجهات المعنية.

وعن دور الرعاية الصحية التي تحدث عنها 'شعبان'، أعلنت وزارة الصحة عن منظومة متكاملة لرعاية 'كريمي النسب'، تشمل التطعيمات والرعاية الصحية المجانية في 39 دارًا للرعاية.

وأوضح الدكتور أشرف عبدالعليم، مساعد وزير الصحة والسكان لشئون التحول الرقمى وتكنولوجيا المعلومات، أن بيانات الأطفال تُسجل رقميًا بالتعاون مع وزارة التضامن، مع إصدار شهادات ميلاد وأرقام قومية لضمان حصولهم على الخدمات.

وحرصًا من المجلس القومي للطفولة والأمومة على تقليص أعداد الأطفال المعثور عليهم،أعلنت الدكتورة سحر السنباطي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، عن إطلاق تطبيق 'نبتة مصر' في مايو 2021، لتسهيل تواصل المواطنين مع المجلس والإبلاغ عن الحالات المتعلقة بالأطفال، وهو يتيح خدمات الإبلاغ عن تعرض الأطفال للخطر، والمفقودين، والمعثور عليهم، بالإضافة إلى تقديم الدعم والمشورة الأسرية بسرية تامة.

وأوضحت 'السنباطي'، في تصريحات سابقة، أن التطبيق يقدم معلومات صحية ونفسية وقانونية، بجانب إرشادات للتربية الإيجابية لدعم الأسرة المصرية، وأن التطبيق يعمل جنبًا إلى جنب مع خط نجدة الطفل (16000)، الذي يستقبل الشكاوى والاستفسارات على مدار الساعة، إلى جانب قنوات تواصل عبر واتساب على الأرقام: 01102121600 و01016609579، والتطبيق متاح للتنزيل عبر App Store وGoogle Play.