اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
أحيا الفنان صابر الرباعي حفل ختام الدورة الحالية من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، وسط تفاعل جماهيري كبير، ووسط هذه الأجواء، تحدث الرباعي لـ «الرئيس نيوز» عن رؤيته لتراث أم كلثوم، وعلاقته بالجمهور المصري، وتجربته الغنائية.
كما تحدث عن رغبته في خوض تجربة التمثيل، وعن موقفه من «الترند» ووسائل التواصل الاجتماعي.
إلى نص الحوار..
بداية.. ما الذى يعنيه لك الغناء لأم كلثوم بمهرجان الموسيقى العربية؟
الغناء لأم كلثوم شرف ومسؤولية كبيرة جدًا، فإرثها الفني خط أحمر لا يجوز المساس به، أنا أعتبر غناء أعمالها بمثابة الوقوف أمام ذاكرة الأمة، لأنها ليست مجرد مطربة عظيمة، بل ظاهرة فنية وإنسانية جمعت في صوتها هيبة الملوك وحنين العشاق، وعندما أغني لها أشعر أنني أستحضر تاريخًا كاملًا من المجد الفني العربي، فكل جملة موسيقية في تراثها تحمل روح عصر، وكل كلمة من كلمات أغانيها تحمل قدسية فنية لا تُمس.
البعض يعيد توزيع أغاني أم كلثوم بروح العصر.. ما رأيك في هذه الظاهرة؟
أنا مع التجديد ولكن لست مع التعديل، يمكن أن نضيء تراث أم كلثوم من زوايا مختلفة، لكن لا يجوز أن نغير ملامحه، هذا التراث منطقة ممنوع اللمس، لأنه ليس مجرد أغاني جميلة، بل هو هوية وذاكرة جماعية لأجيال كاملة، الأصالة لا تتعارض مع التجديد، بل تتكامل معه، لكن من الضروري أن يظل الأصل واضح مصان من العبث.
هل ترى أن الذكاء الاصطناعي قد يهدد الفن الإنساني؟
الذكاء الاصطناعي قد يكون أداة مساعدة مفيدة في بعض المراحل التقنية، مثل المزج الصوتي أو تحسين جودة التسجيل، لكن الخطر الحقيقي يظهر حين يتحول إلى بديل عن الإنسان، الفن لا يُبنى على الحسابات الدقيقة، بل على الروح والمشاعر، الآلة مهما بلغت دقتها لا تستطيع أن تفهم ارتجاف صوت مطرب يغني من وجدانه أو دمعة تختبئ في نغمة واحدة، وأعتبر الفن بلا روح يصبح مجرد «صوت جميل بلا حياة»، وأنا أرفض أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الفنان لأنه لا يمكن برمجة الإحساس.
حدثنا عن الأغاني التي قدمتها في حفلك الأخير بالأوبرا؟
اخترت مجموعة من روائع أم كلثوم التى أحبها كثيرًا، مثل «أنت عمري» و«سيرة الحب» و«الأطلال»، وحرصت على أن أقدمها بإحساس صادق دون أن أغيّر في شكلها، كما غنيت مجموعة من الأغاني الخاصة بس التي يحبها الجمهور.
كيف توفق بين المدرسة الكلاسيكية والأغاني الخفيفة الحديثة؟
أنا ابن المدرسة الكلاسيكية والمواويل، لكن في الوقت نفسه أحب التنوّع، قدمت أغاني خفيفة مثل «سيدي منصور» و«برشا»، لكنها لم تخرج عن إطار صابر الرباعي، الفن بالنسبة لي ليس قالبًا جامدًا، بل توازن بين الأصالة والمعاصرة، بين الجذور والهواء الطلق، أحب أن أواكب العصر، لكن دون أن أُفرّط في هويتي الفنية التي صنعتها عبر السنوات.
وما رأيك في فكرة طرح الأغاني المنفردة بدل الألبومات؟
أنا من أنصار طرح الألبومات الكاملة، لكن يجب أن نعترف أن زمن الانتظار الطويل انتهى، الجمهور اليوم لا يصبر عامًا أو أكثر في انتظار ألبوم،.لذلك أفضّل طرح أغاني منفردة «سينجل» على فترات، ثم أجمعها لاحقًا في ألبوم، بهذه الطريقة أحافظ على التواصل الدائم مع الجمهور، وأظل حاضرًا فنيًا وإعلاميًا.
في رأيك، ما سبب صعوبة اختيار الأغاني حاليًا؟
لأن الكم أصبح ضخمًا جدًا، لكن الكيف هو ما يبحث عنه الجمهور، الأغنية اليوم يجب أن تكون مميزة ومختلفة كي تترك أثرًا، الجمهور لم يعد يكتفي بلحن جميل، بل يريد فكرة وشعورًا وصدقًا، لذلك أتعامل مع كل أغنية وكأنها مشروع فني مستقل يحتاج دراسة وتفكيرًا.
أغنية «سيدي منصور» ما زالت تحقق نجاحًا بعد أكثر من عقدين.. كيف ترى ذلك؟
«سيدي منصور» هي أيقونة خاصة في مشواري، لأنها كانت سببًا في محبة الناس لي في العالم العربي كله، قدمتها بروح تونسية خالصة، وهي تمثل فخرًا كبيرًا لي، لأنها جمعت بين الإيقاع الشعبي والهوية التونسية، وسعادتي مضاعفة بعد اختيارها ضمن قائمة أفضل خمسين أغنية في القرن الحادي والعشرين. هذا وسام على صدري كفنان تونسي عربي الهوى.
ماذا يمثل لك الجمهور المصري؟
الجمهور المصري محطة الانطلاق والاختبار الحقيقي لأي فنان عربي، غنيت في مصر منذ بداياتي، وكنت دائمًا أشعر أن حب هذا الجمهور يمنحني طاقة مختلفة، حين أرى التفاعل الكبير في حفلاتي، أدرك أنني أسير في الطريق الصحيح، مصر هي منصة الفن العربي، ومن يكسب قلوب جمهورها ينجح في الوطن العربي كله.
في زمن «التريند».. كيف تحافظ على هويتك الغنائية؟
الـ«تريند» لغة العصر، لكن لا يمكن أن يكون حاكمًا على الفن، أنا لا أختار أغنياتي بناءً على عدد المشاهدات أو نسب التفاعل، بل على قيمة العمل نفسه، النجاح الحقيقي ليس «هاشتاج» أو رقمًا، بل تاريخ فني متراكم يشهد لك لا عليك، أنا أؤمن أن الأغنية التي تصنعها بصدق ستعيش، حتى لو لم تتصدر القوائم في يومها الأول.
وما معيارك في اختيار الأغاني الجديدة؟
أختار الأغنية التي تلمس قلبي أولًا، وتكون قريبة من صوتي وشخصيتي، يجب أن تحتوي على كلمة جديدة ولحن مبتكر، دون أن تفقد الدفء الإنساني، أحب أن أتنوع في اختياراتي، لكن لا أقبل أن أُقدّم أغنية لا تشبهني. كل عمل أقدمه يجب أن يحمل جزءًا من روحي.
هل السوشيال ميديا أصبحت مقياس النجاح بالنسبة لك؟
لا، ليست مقياسًا نهائيًا، طبعًا أتابعها وأهتم بها لأنها وسيلة تواصل مهمة مع الجمهور، لكنها ليست «ترمومترًا» لنجاحي، النجاح الحقيقي يُقاس بالحفلات والتفاعل المباشر، وبالقدرة على الاستمرار لسنوات طويلة، هناك فنانون عاشوا على أغنية واحدة، وهناك من صنعوا تاريخًا بأغاني كثيرة، وأنا أفضّل أن أكون من الفئة الثانية.
تحدثت سابقا عن رغبتك في التمثيل.. هل الأمر جدي؟
نعم، أتمنى خوض تجربة التمثيل في عمل مناسب وقريب من شخصيتي، ربما عمل كوميدي أو رومانسي، أنا لا أبحث عن البطولة بقدر ما أبحث عن التجربة التي تضيف لي، أتمنى التعاون مع فنانين مثل أحمد حلمي أو محمد هنيدي، لأنني أحب روحهم المرحة وخفة دمهم المميزة، كما أطمح لعمل تونسي يجمعني بصديقي ظافر العابدين.
وختاما.. ما جديدك الغنائي خلال الفترة المقبلة؟
انتهيت مؤخرًا من تسجيل أربع أغاني جديدة لألبومي القادم، أتعاون فيها مع خالد عز، هاني عبد الكريم، منعم، عمر الحضري، وعمر الشاذلي، والألبوم متنوع اللهجات والإيقاعات، لأنني أحب أن أكون قريبًا من كل جمهور عربي، من الخليج إلى المحيط، خاصة أن وسائل الإنتاج تغيرت كثيرًا، والسوشيال ميديا اختصرت المسافات، لكن الاستمرار هو التحدي الأصعب، فالحضور الرقمي لا يغني عن الوجود الحقيقي على المسرح.





 
  
  
 

 
  
  
  
  
  
  
  
  
 
































 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 