اخبار مصر
موقع كل يوم -بوابة الأهرام
نشر بتاريخ: ٨ حزيران ٢٠٢٣
تحمل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي 'AI' مخاوف كثيرة في المستقبل القريب،وتطرح كثيرا من التساؤلات في مقدمتها مخاوف استخدامها في طمس هويتنا وتراثنا الفني؟' وعما إذا كان يمكنا الاستفادة منها، وماذا إذا أطاحت بصناع الموسيقى بمرور الوقت، وهل ستكون مؤشر لضياع تراث كبار عمالقة التأليف الموسيقيمن أصحاب التراث باعتبارأن ما سيصل للجيل الجديد هي الأعمال المقدمة لرموز الفن باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي 'AI'.
كما تفرض تساؤلات أخرى، عما إذا كان هؤلاء المبدعون على قيد الحياةسيقبلون هذه الأعمال المقدمة لهم بهذه التقنية الجديدة، هل ستمنح الفرصة لأنصاف ومعدومي الموهبة من أخذ فرص لا يستحقونها؟.
المايسترو المتميز ناير ناجي يؤكد لـ 'بوابة الأهرام' أن ما يحدث الآن من استخدامات بتقنية الـ AI على الموسيقى هو بمثابة 'تجريب' سبق ومررنا به في كثير من الأمور الحياتية، فهناك كثير من الجراحات الدقيقة تحدث في القلب والكلى عن طريق 'الروبوت' لكنها لم تغن عن وجود العنصر البشري من كبار الجراحين على حد وصفه.
ويضيف ناجي في حديثه: صحيح أن لدينا شغفا كبيرا بالتكنولوجيا واستخدامتها لكن إحساس الإنسان عمره ما فقد، ومثال آخر عن مصانع السيارات فأغلبها حاليًا يعمل بالروبوت لكن العنصر البشري هو الذي يقوم برسم برامج تحريكها، والحقيقة أن أجور الأشخاص التي تعمل في هذا المجال باهظة جدًا فلا يزال الإبداع قادما من البشر، وهو ما يعني أن مسألة الاستغناء عن البشر تمامًا لن تحدث على المستوى القريب.
ومثلًا في مجال عملنا الموسيقي والتي بالمناسبة نستخدم به التكنولوجيا بشكل كبير من خلال مكتبة الأصوات والتي أستطيع من خلالها أن أقدم ما أريده بصوت الأوركسترا الرائع بدون وجودها من الأساس لكن في الوقت ذاته عندما يحضر الإنسان ونستخدم الأوركسترا 'لايف' يكون هناك فروق شاسعة ومميزة، لذلك أعتقد أن هذه المحاولات داخل صندوق التجريب ولن تحل محل 'الإنسان'.
'نعم هذا يحدث بالتجريب' هكذا يؤكد المايسترو ناير ناجي، مشيرًا إلى رؤيته لأكثر من فيديو منفذ في اليابان لروبوت يقود الأوركسترا لكنها في إطار التجريب أيضًا، ويضيف: شاهدت في طوكيو عام 2018 'روبوت خاص بإحدى الشركات العالمية الكبرى' كان يجلس وسط طلبة المدارس يتحدثون معه وهو يرد عليهم، وكان 'يحجل على رجل واحدة' وهذه مسألة تقنيًا صعبة جدًا، وكان يلعب أيضًا 'كرة سلة' ويحرز الأهداف في السلة، وهذا كله في إطار التجريب في النهاية لكن هل هذا الروبوت مثلًا سيحل محل لاعب كرة السلة العالمي 'مايكل جوردن' أو محل قائد كبير في الأوركسترا 'لا أعتقد ذلك'.
'لدينا أماني مع مخاوف الذكاء الاصطناعي أو عدمه بالاهتمام بصناعة المؤلف الموسيقي والإبداع فيه' هكذا يعلق المايسترو المخضرم مجيبًا على تساؤل نحو ضرورة توافر الشغف وحب الإبداع لدى صناع الموسيقى كنوع من توفير الحماية ضد مخاطر هذه التقنية.
يواصل ناير ناجي حديثه مضيفًا أن هذا الأمر بمثابة حلم يومي ولكن هناك تساؤل هام لابد أن نشير إليه يتعلق بالسوق والعرض والطلب 'وأقصد هل أنا كمتلقي سوف استمتع أو اشتري الأغنية المقدمة بالذكاء الاصطناعي؟، فهذه مسألة هامة جدًا، يعني ممكن ننبهر على سبيل المثال أن تقنية الـ AI وضعت صوت أم كلثوم على أغنية لحسن شاكوش، فقد تحمل الفكرة إبهار تكنولوجي لكن أنا كمتلقي هل أذهب لشراء هذا المنتج لا أعتقد فهي تجربة تشاهد لكن أطلبها هذا أمر مستبعد.
يؤكد المايسترو ناير ناجي، أننا في ثقافتنا الشرقية بشكل عام لدينا أزمة في حقوق الملكية الفكرية، ويضيف: في كثير من الأحيان أكون كاتب توزيعات لأعمال خاصة وأتفاجأ أن أشخاصا يعزفونها ومسجلينها على اليوتيوب وعمر ما حد كلمني واستأذن مني، لذلك أعتقد أننا لابد أن نجد حلولا لمثل هذه الأمور قبل تخوفنا من مسألة الذكاء الاصطناعي، واضرب مثلًا بما حدث مع الموسيقار الدكتور راجح داوود في موسيقى مسلسل 'سره الباتع' فالأمر مهزلة بكل المقاييس.
لمزيد من الموضوعات المتعلقة بتأثير الذكاء الاصطناعي على الأغنية:
https://gate.ahram.org.eg/News/4325497.aspx
https://gate.ahram.org.eg/News/4304347.aspx
https://gate.ahram.org.eg/News/4303598.aspx
https://gate.ahram.org.eg/News/4303604.aspx
https://gate.ahram.org.eg/News/4306953.aspx