شهادات حية.. فايننشال تايمز: السودانيون يفرون إلى مصر هربًا من الجحيم

قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، إن السودانيين يهربون من الرعب والخوف من بلدهم إلى مصر بحثا عن الأمان متجهين إلى مدينة أسوان المصرية على الحدود بعد ما تحولت السودان لمسرح كبير من الدم.

وقالت سالي عبد المحمود سودانية هاربة من الخرطوم لصحيفة 'فايننشال تايمز'، إن الانفجارات حطمت زجاج منزلهم في الخرطوم وأصيبت سيارتها بشظايا فيما سقطت قذيفة على المنزل المجاور لهم.

وقالت عبد المحمود التي فرت من السودان الذي مزقته الحرب إلى مصر مع زوجها وأطفالها الأربعة هذا الأسبوع، إن ابنها الصغير كلما وقع انفجار أو سمع طلقات رصاص يقول “إننا سنموت جميعًا”.

وقالت الصحيفة، إن ما لا يقل عن 40 ألف مدني سوداني توجهوا إلى مصر عبر الوصول إلى أسوان في جنوب مصر برا مثل حالة أسرة سالي عبد المحمود التي كانت تسافر وتنام في حافلة معظم الأسبوع الذي استغرقته للوصول إلى مصر.

وتابعت 'فايننشال تايمز'، أن الصراع والاشتباكات بين طرفي النزاع في السودان تسبب في انقطاع الكهرباء والمياه، وبات على السودانيين داخل الأراضي السودانية المخاطرة والخروج إلى الشوارع الخطرة بحثًا عن الطعام والأدوية الشحيحة.

وقالت عبد المحمود التي التقتها الصحيفة في مقهى بالقرب من محطة السكك الحديدية في أسوان حيث تستعد للذهاب الى القاهرة، إن مقاتلي قوات الدعم السريع أطلقوا صواريخ من بطارية مضادة للطائرات خارج منزلها مباشرة مضيفة 'حطمت قوات الدعم السريع بابنا واضطررنا بعدها إلى المغادرة لأن المنزل لم يكن آمنًا'.

ومن جانبها قالت كلثوم أبو القاسم، التي فرت مع ابنتها وشقيقها وأفراد آخرين من عائلتها: 'عشنا في الخرطوم ورأينا كل القتال وبعد ثمانية أيام من اندلاع الاشتباكات، نفد خزان المياه لدينا ، لذا اضطررنا إلى المغادرة '.

وقالت 'فايننشال تايمز'، إنه على الرغم من إعلان هدنة جديدة مدتها أسبوع وبدأت يوم الخميس الماضي، قال سكان الخرطوم الفارين من السودان، إن الاشتباكات لم تهدأ، حيث تعرضت مدينة الخرطوم للتدمير والخراب وهي المدينة التي يقطنها ستة ملايين نسمة بالأرض كما اندلع القتال في أماكن أخرى في السودان، بما في ذلك دارفور في الغرب، وقالت الأمم المتحدة إن نحو 334 ألف شخص نزحوا داخلياً وفر أكثر من 100 ألف إلى الدول المجاورة.