اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٥ أيار ٢٠٢٥
شكّل الكشف الصادم عن تبديد وزارة الدفاع البريطانية لأكثر من 200 مليون جنيه إسترليني على سفر وإقامة كبار مسؤوليها، بحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل، ضربة موجعة لثقة الرأي العام في نزاهة المؤسسة العسكرية البريطانية، وأثار عاصفة من الغضب في الأوساط السياسية والإعلامية والشعبية.
في قلب هذه الفضيحة، يبرز التناقض الحاد بين الرفاهية المفرطة التي يتمتع بها كبار قادة وزارة الدفاع وبين المعاناة اليومية التي يعيشها الجنود البريطانيون. فالتحقيق يكشف عن:
رحلات جوية خاصة باهظة التكاليف
إقامات فندقية في فنادق فاخرة من فئة 5 نجوم
ولائم فاخرة على نفقة دافعي الضرائب
كل ذلك تحت ذريعة 'المهام الرسمية'، بينما يعاني الجنود من:
ثكنات متدهورة تفتقر إلى التدفئة والصيانة
تجهيزات تدريبية غير كافية
ضغط نفسي وبدني متزايد دون مقابل لائق
أزمة أخلاقية
تجاوزت الفضيحة بعدها المالي لتطرح أسئلة أخلاقية عميقة حول القيادة العسكرية والسياسية في بريطانيا:
كيف يُعقل أن يُطلب من الجنود التضحية والالتزام والانضباط، بينما ينعم القادة بامتيازات لا تتناسب مع واجب الخدمة ولا مع ظروف البلاد الاقتصادية؟
هذا التناقض يهدد بتقويض المعنويات داخل الجيش البريطاني، ويزرع الشعور بالظلم والإحباط في نفوس الجنود، خصوصًا في ظل تجاهل مستمر لمطالبهم بتحسين ظروفهم المعيشية.
بحسب ديلي ميل، لم يكن التقرير مجرد فضح للوقائع، بل صرخة مدوية تطالب بمحاسبة شاملة، وإعادة رسم خارطة الإنفاق داخل وزارة الدفاع. ويتوقع مراقبون أن يؤدي هذا الكشف إلى:
ضغط برلماني على الحكومة لفتح تحقيق مستقل وشفاف
مطالبة بإصلاح شامل لسياسات الإنفاق العسكري
إعادة تخصيص الموارد لصالح الجنود وبيئتهم المعيشية
هل تستجيب الحكومة؟
تكمن خطورة هذه الفضيحة في توقيتها السياسي والاقتصادي الحرج، حيث تعاني المملكة المتحدة من تحديات مالية متفاقمة، وتُفرض سياسات تقشفية على مختلف القطاعات العامة. وهذا ما يجعل تساهل الحكومة أو تقاعسها عن التحرك ثمنه غالٍ على المستويين السياسي والمجتمعي.
الفضيحة باختصار هي اختبار حقيقي لمدى التزام الحكومة البريطانية بمبادئ العدالة والمساءلة والإنصاف تجاه من يضحّون من أجلها في ساحات القتال.