الجامعات الأهلية على أجندة الحوار الوطني| الخبراء يكشفون أبرز مشكلاتها.. ويؤكدون أهميتها وتكاملها مع الحكومية

انطلقت جلسات الحوار الوطني حيث كان قد كلَف الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أبريل 2022، خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، المؤتمر الوطني للشباب، والذي يتم تنظيمه تحت مظلة الأكاديمية الوطنية للتدريب، بالتنسيق مع كافة تيارات وفئات المجتمع لإدارة حوار وطني حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة.

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمة مسجلة له قبل بدء جلسة الحوار الوطني إنه يتطلع أن يجنى الحوار رؤى واضحة لصالح الوطن، وانه لديه يقين راسخ بأن أمتنا المصرية، تمتلك من القدرات والإمكانيات، التي تتيح لها البدائل المتعددة، لإيجاد مسارات للتقدم في كافة المجالات، سياسيا واقتصاديا ومجتمعيا وأن مصرنا الغالية، تمتلك من كفاءات العقول، وصدق النوايا، وإرادة العمل، ما يجعلها في مقدمة الأمم والدول.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display(sadabody6); });

ودعا الرئيس عبدالفتاح السيسي جميع المشاركين في جلسات الحوار الوطني إلي ضرورة اقتحام المشكلات والقضايا وتحليلها، وإيجاد الحلول والبدائل لها وأن يكون الحوار شاملا وفاعلا وحيويا يحتوى كافة الآراء، ويجمع كل وجهات النظر، ويحقق نتائج ملموسة ومدروسة، تجاه كافة القضايا على جميع المستويات.

ومن المنتظر أن يفتح الحوار الوطني مناقشة واسعة في العديد من الملفات في 3 محاور وهي 'سياسية - اجتماعية - اقتصادية'، حيث تم تشكيل عدد من اللجان داخل كل محور تختص بمناقشة موضوعات محددة، وتجمع جميع أطراف الموضوع، لوضع الرؤى والحلول، واستشراف معوقات التنفيذ، ومحاولة تذليلها، ثم عرض الحلول والتوصيات بعد انتهاء الجلسات على الرئيس السيسي لاتخاذ إجراء.

يبدأ الحوار الوطني جلساته المختلفة في توقيت مهم جدا للبحث عن حلول غير تقليدية في ظروف غير طبيعية محليا وعالميا، وتولى جلسات الحوار الوطني اهتماما كبيرا بملف الجامعات الأهلية.

ويعد التعليم حجز الزاوية الإساسي والضمانة الحقيقية لإنجاز أهداف التنمية المستدامة، لذلك يلقى اهتمام كبير من قبل الدولة والقيادة السياسية حيث ان التنمية الشاملة المستدامة لا تعتمد على رأس المال المادى فقط، بل انها تحتاج إلي وجود قوى عاملة مدربة ومؤهلة وقادرة على الإنتاج الأكثر والأجدر، هذه القوى هى رأس المال البشرى الذى يتراكم من خلال التعليم.

وشهدت مصر خلال العام الماضي بدأ الدراسة الدراسة في 12 جامعة منبثقة عن الجامعات الحكومية وبلغت تكلفة إنشاء وتجهيز المرحلة الأولى 39 مليار جنيه وفقآ البيانات الرسمية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ولذلك لتكون اداة مساعدة للجامعات المصرية الإستقبال الطلاب وحرصت الوزارة علي تنوع البرامج الدراسية الموجودة في تلك الجامعات وأن تكون موافقة لما يتطلبة سوق العمل، وتهدف الجامعات الأهلية إلى المنافسة العالمية فى مجال العلوم والتكنولوجيا وتنمية الثقافة، والحفاظ على الهوية المصرية وتعزيز الروابط مع الدول العربية والأفريقية، من خلال تقديم تعليم يدعم الابتكار ويخلق جيلا قادرا على الريادة إقليمياً وعالمياً.

وتشمل البرامج الدراسية في الجامعات الأهلية الجديدة تخصصات الطب، والصيدلة، وريادة الأعمال الإلكترونية، والتسويق الرقمي والعمليات الإلكترونية، والمساحة والجيومعلوماتية، وعلوم الحاسب وبرامج الذكاء الاصطناعي، وهندسة الطيران والفضاء، وهندسة العمارة، والهندسة الطبية الحيوية، والهندسة المدنية، والهندسة الكيميائية، وهندسة الحاسوب، وهندسة البناء والإدارة، والهندسة الكهربائية، وهندسة البترول.

وتعد ابرز المشكلات الجامعات الأهلية هو تخوف اولياء الأمور من عدم انتظام الدراسة بتلك الجامعات خصيصآ مع انها حديثة العهد كما تردد ايضآ شكاوى بشأن ارتفاع مصروفاتها الدراسية ووجود بعض المشاكل الإدارية بسبب قلة الموظفين.

وحول هذا الأمر صرح الدكتور السيد قنديل القائم بأعمال رئيس جامعة حلوان الاهلية بأن العملية الدراسية بالجامعة تسير بانتظام وبكفاءة ممتازة وأن العاملين فيها يحرصون على تلبية كافة احتياجات الطلاب لخلق مناخ تعليمي ممتاز .

كما أكد قنديل أن إتاحة الدراسة بالجامعات الأهلية يأتي من منطلق تطوير التعليم الجامعي وإعطاء الفرصة الأكبر للطلاب للالتحاق بالكليات ذات البرامج المختلفة، من خلال جامعة حلوان الأهلية مؤكداً دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي للجامعة، وحرصه على مصلحة الطلاب وتأهيلهم على أعلى مستوى لتحقيق أهداف التنمية المُستدامة والانطلاق نحو الجمهورية الجديدة.

وعلي جانب آخر يرى الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، وأستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس، التعليم في مصر في الفترة الأخيرة يتجه نحو العالمية وأن القيادة السياسية أولت اهتماما كبيرا بملف التعليم، وأن الجامعات الأهلية، على غرار الجامعات الدولية، وستخرج طالبا مؤهلا لسوق العمل، حيث انها تقدم برامج تعليمية تساعد الطلاب على اكتساب المهارات والقدرات اللازمة لسوق العمل والمؤسسات الكبرى.

واضاف شحاتة خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” أن الجامعات الأهلية تختلف عن الجامعات الحكومية واننا نمتلك 27 جامعة حكومية معظمها تقدم برامج تعليمية تقليدية، علي عكس الجامعات الأهلية الشابة التي تتسم بالبرامج المميزة التي تواكب تطور التعليم في العالم، مشيرا إلى أن الجمهورية الجديدة قائمة على العلم الحديث والتكنولوجيا والصناعة.

وأشار الخبير التربوي، إلى أن الجامعة الأهلية تختلف عن الجامعات الخاصة بأن هوامش ربحها قليلة، وانها تقبل الطلاب ممن يقل مجموعهم عن الجامعات الحكومية ومقابل هذا النقص يدفع زيادة في الرسوم، وان أن مصروفات الجامعة الأهلية تختلف حسب البيئة والمكان الموجود به الجامعة.

وتابع أن الجامعات الأهلية لها مكتب تنسيق خاص بها، بنفس الأوراق المطلوبة في الجامعات الحكومية، وفي بعض الأحيان يخضع الطلاب لاختبارات قدرات في اللغات الأجنبية واستخدام التكنولوجية المتقدمة، وأن مصر بها 12 جامعة أهلية، وهو عدد قابل للزيادة، حيث سيكون لكل جامعة حكومية، أخرى أهلية في كل المحافظات.

ومن جانبه قال الدكتور سليم عبدالرحمن الخبير التربوي وأستاذ المناهج بجامعة حلوان، أن الجامعات الأهلية غير هادفة للربح، وأن كل ما يتحصل منها من مصروفات يدفعها الطلاب يتم انفاقه على تطويرالجامعة والكلية من الداخل على عكس الجامعات الخاصة'.

وأضاف عبدالرحمن في تصريحات ل، “صدى البلد”، أن الجامعات الأهلية سوف تنهي الفزع التي تسببه الثانوية العامة وأن الدولة عملت علي انشاء الجامعات الأهلية والتكنولوجية ليكونوا بدائل وفرص امام الطلاب وهذا يعمل علي يفتح لقبول الطلاب لكي لا يكونوا عرضة لأي أمر سيء.

بينما أكدت الدكتورة سامية خضر استاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس علي أن الجامعات الاهلية تعمل علي خلق منافسة شريفة من حيث جودة التعليم المقدمة للطلاب حيث سوف تحرص الجامعات علي تقديم أفضل جودة وتطوير البرامج الدراسية لإجتذاب الطلاب وأن الجامعات الأهلية أحد الروافد الجديدة والمتميزة، التي تتيح فرص الحصول على تعليم عال بمستوى دولي، من خلال شراكات عالمية مع كبرى الجامعات الدولية.

واضافت الدكتورة سامية خضر خلال تصريحاتها لصدى البلد أن وجود الجامعات الأهلية يعد ضرورة لاستيعاب الزيادة على الطلب فى التعليم الجامعى فى مصر، مشيرة إلي انه تم إنشاء 12 جامعة أهلية جديدة، وهي: أسيوط الأهلية، بني سويف الأهلية، عين شمس الأهلية، المنصورة الأهلية، حلوان الأهلية، الزقازيق الأهلية، بنها الأهلية، قناة السويس الأهلية، شرق بورسعيد الأهلية، جنوب الوادي الأهلية، المنوفية الأهلية، المنيا الأهلية)، وذلك بخلاف بدء الدراسة في 3 جامعات أهلية فعليًّا (الجلالة، الملك سلمان الدولية، العلمين الدولية)، بجانب جامعة المنصورة الجديدة الدولية للعلوم والتكنولوجيا.

واكدت علي أن الجامعات الأهلية لن تكون بديلًا عن الجامعات الحكومية لأن التعليم الحكومي يعد الأساس، مؤكدًا حدوث تكامل مشترك بينهما من خلال الأساتذة الذين سيتم انتدابهم من الجامعات الحكومية للتدريس في الأهلية، منوها أن هذا سيصب في مصلحة الطلاب بالنهاية.