عبدالمنعم سعيد: الحرب بين حماس وإسرائيل قد تتطور إلى حرب إقليمية شاملة

أكد الدكتور عبدالمنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ، خلال مشاركته في صالون معهد التخطيط القومي الذي عقد اليوم الأربعاء، أن المنطقة العربية تمر بمرحلة إصلاح متزايدة منذ عام 2015، متوقعًا أن تستمر هذه المرحلة حتى عام 2030، وأوضح أن الإصلاح، رغم التحديات، يظل القضية الأساسية التي تسعى الدول العربية لتحقيقها، حيث تقوم على أربعة أبعاد رئيسية، أبرزها تعزيز الهوية الوطنية التي تميز كل شعب عن غيره من الشعوب.

وأشار سعيد إلى أن التصعيد الذي شهدته المنطقة منذ 7 أكتوبر 2023 جاء في إطار محاولات عرقلة مسار الإصلاح العربي، مشددًا على أن الصراعات المتزايدة لا تهدف فقط إلى التصعيد العسكري، وإنما أيضًا إلى إضعاف الدول التي تنتهج سياسات تحديث وتنمية مستقلة بتخطيط من قوى إقليمية تتزعمها إيران.

كما لفت إلى طبيعة الصراع بين القوميتين العربية واليهودية، موضحًا أن لكل منهما منابع تاريخية مختلفة، فالقومية العربية هى إسلامية بالأساس فى حين أصبحت إسرائيل امتدادًا للاستعمار الغربي، مستغلة في ذلك الاضطهاد الذي تعرض له اليهود في أوروبا، وأضاف أن المشروع الصهيوني عمل على جمع اليهود من مختلف الدول الأوروبية وهو ما ساهم في إضعاف الهوية الوطنية داخل إسرائيل نفسها.

وأوضح، أن استمرار هذا النزاع يؤدي إلى زيادة النزعات التوسعية في المنطقة، مشيرًا إلى أن إسرائيل دمرت الجيش السوري، وهاجمت لبنان، ووجهت عمليات عسكرية عنيفة ضد قطاع غزة لخدمة أطماعها التوسعية، كما أشار إلى أن تزامن ذلك مع انتخاب رئيس أمريكي جديد قد يؤثر على توازنات القوى في المنطقة، ما يجعل الصراع مفتوحًا على سيناريوهات متعددة.

أكد سعيد أن إيران سعت إلى إحباط المسار الإصلاحي الذي بدأ يتشكل في المنطقة العربية، عبر إعادة ربط القضايا الداخلية للدول العربية بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ووضع علاقات دول المنطقة على سيف القضية الفلسطينية، وأضاف أن إسرائيل استغلت المواجهات الحالية لتحقيق أهدافها التوسعية، وبدأت بالفعل في تنفيذ مخططات التهجير القسري، وهو المشروع الذي سبق أن اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إطار خطته لحل القضية الفلسطينية.

وأشار، إلى أن الحرب بين حماس وإسرائيل قد تتطور إلى حرب إقليمية شاملة، لا تستهدف فقط الفصائل الفلسطينية، بل قد تمتد إلى إيران وأطراف إقليمية أخرى، محذرًا من أن استمرار التصعيد يشكل تهديدًا مباشرًا للملاحة في البحر الأحمر، مما يؤثر بشكل كبير على حركة المرور عبر قناة السويس، وهو ما يشكل خطرًا على التجارة العالمية واستقرار الاقتصاد الإقليمي.

وشدد الدكتور سعيد على أن المنطقة بحاجة إلى رؤية إصلاحية واضحة وشاملة، تهدف إلى تحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية، بعيدًا عن محاولات بعض القوى الإقليمية والدولية استغلال الصراعات لتحقيق مصالحها، وأضاف أن بناء تحالف عربي قوي يقوم على التحديث والاستقرار، هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الراهنة، وحماية الدول العربية من التأثيرات السلبية للصراعات الإقليمية والدولية.