اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي وتنويع مصادر الإمدادات، سلطت صحيفة أجروكونسلت الأوكرانية الضوء على إعلان مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، عن توقعاتها بوصول شحنات قمح من فرنسا ودول أوروبية أخرى اعتبارًا من السبت 21 يونيو 2025. يأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد المخاطر الجيوسياسية وتقلبات إمدادات البحر الأسود، مما دفع القاهرة إلى تكثيف جهودها لتأمين احتياطياتها الاستراتيجية.
بناءً على مصادر إعلامية إنجليزية موثوقة، بما في ذلك تقارير من رويترز وذا ويك، يستعرض هذا التقرير تفاصيل هذه الشحنات، دوافع مصر لتوسيع شبكة مورديها، وتأثير هذه الخطوة على استقرار السوق المحلي.
تفاصيل الشحنات الفرنسية المتوقعة
ذكرت رويترز نقلًا عن جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، المشتري الحكومي للحبوب، أن مصر تتوقع وصول سفينة محملة بحوالي 60 ألف طن متري من القمح الفرنسي إلى ميناء الإسكندرية، مع بدء التحميل من ميناء لا باليس الفرنسي يوم السبت 21 يونيو 2025. وأضافت ذا ويك أن شحنتين إضافيتين من القمح الفرنسي من المتوقع وصولهما في أواخر يونيو وأوائل يوليو، كجزء من جدول استيراد مؤجل يغطي الفترة من يوليو حتى نهاية العام. لم يتم الكشف عن الحجم الإجمالي للشحنات، لكن الجهاز أكد اكتمال جميع الإجراءات اللوجستية، بما في ذلك شهادات التصدير والوثائق المالية، لضمان التدفق السلس للإمدادات.
استراتيجية تنويع الموردين
يأتي هذا الإعلان في إطار استراتيجية مصر لتقليل الاعتماد على مصادر القمح التقليدية، مثل روسيا وأوكرانيا، اللتين شكلتا حوالي 82% من واردات مصر خلال السنوات الخمس الماضية. وفقًا لـبلومبيرج، تسعى مصر إلى تأمين إمدادات مستقرة من خلال التفاوض مع موردين أوروبيين جدد قادرين على التعامل مع سفن ذات سعة كبيرة. وأشار جهاز مستقبل مصر إلى أنه في 'مفاوضات متقدمة' لتأمين مئات الآلاف من الأطنان من دول أوروبية أخرى، دون الكشف عن هويتها. هذه الخطوة تعكس محاولات القاهرة للتكيف مع التقلبات العالمية، خاصة بعد تأخير شحنة روسية بقيمة 430 ألف طن كان من المقرر وصولها في أكتوبر 2024، والتي أُعلن لاحقًا عن وصولها في نوفمبر.
ويشير تقرير صحيفة ذا إيكونوميك تايمز إلى أن مصر، التي تستهلك حوالي 15 مليون طن من القمح سنويًا، تعتمد على الواردات لتغطية ما يقرب من نصف احتياجاتها، مع تخصيص حوالي 8.25 مليون طن سنويًا لبرنامج الخبز المدعوم الذي يخدم أكثر من 70 مليون مواطن. وفي ظل ارتفاع أسعار الحبوب عالميًا بنسبة 60% منذ بداية الحرب الروسية-الأوكرانية، تسعى مصر إلى تجنب تقلبات السوق الفورية من خلال عقود مباشرة طويلة الأجل.
تأثير الشحنات على الأمن الغذائي
تُعد هذه الشحنات الفرنسية جزءًا من جهود مصر لضمان استقرار إمدادات القمح، وهو سلعة استراتيجية ارتبطت تاريخيًا بالاستقرار الاجتماعي في البلاد. وفقًا لـذا ويك، يهدف جهاز مستقبل مصر إلى تعزيز الاحتياطيات الاستراتيجية لتغطية احتياجات البلاد حتى منتصف عام 2026، مما يقلل من مخاطر النقص في ظل الأزمات العالمية. وأكدت رويترز أن الواردات الأوروبية، إلى جانب شحنات الزيوت النباتية التي تصل بانتظام إلى ميناء الإسكندرية، تساهم في استقرار السوق المحلي.
كما أشارت بلومبرج إلى أن مصر نجحت مؤخرًا في تنويع مصادرها، حيث تلقت شحنة قمح هندية في يونيو 2022، وأبرمت صفقة بقيمة 500 مليون دولار مع الإمارات لتأمين إمدادات القمح لخمس سنوات. هذه الجهود تُظهر مرونة الاقتصاد المصري في مواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك ارتفاع الأسعار وتغيرات المناخ التي أثرت على إنتاج الحبوب المحلي.
وتبرز توقعات مصر بوصول شحنات قمح فرنسية اعتبارًا من السبت 21 يونيو 2025 التزام القاهرة بتعزيز أمنها الغذائي في ظل التحديات الجيوسياسية والاقتصادية. من خلال تنويع مصادر الإمدادات والتفاوض على عقود مباشرة، تسعى مصر إلى تقليل المخاطر المرتبطة بتقلبات السوق العالمية وضمان استقرار برنامج الخبز المدعوم. مع استمرار وصول الشحنات الأوروبية، تظل مصر في صدارة الدول التي تتكيف بفعالية مع التحديات العالمية، مما يعزز استقرارها الاقتصادي والاجتماعي.