الجدري يهدد أمريكا بعد انتشاره بين المثليين .. ومسئولو الصحة يحذرون | القصة الكاملة

يظن الكثيرون من القانطين في دول العالم الثالث، أن الدول المتقدمة تسير بها الأمور دون خلل، وأن مجتمعاتها مثالية، ولكن المطلع على واقع تلك الدول، والولايات المتحدة على سبيل المثال، يجد أن تلك المجتمعات مليئة بالكوارث في العديد من المجالات، ولكن تقدمها وقوتها الاقتصادية العسكرية تجعلنا لا ننظر لتلك النقاط، وفيما يخص الملف الطبي، فما تكاد تنتهى أزمة حتى تأتي كبرى، وأحدث تلك الأزمات عودة انتشار مرض الجدري داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display(sadabody6); });

وبعد ارتفاع أعداد المصابين بالجدري إلى رقم مقلق في ولاية شيكاغو، خرج مركز السيطرة على الأمراض والوقاية الفيدرالي ليحذر من مخاطر هذا المرض، ومؤشرات عن عودة انتشاره بقوة داخل المجتمع الأمريكي، وأطلق تحذيرا موجها إلى الأطباء، ضمن إجراءات احترازية تهدف إلى رصد تطورات انتشار المرض، وسرعة التعامل مع المناطق المنتشر بها، مع تفعيل إجراءات التطعيم، وهنا نرصد تفاصيل تلك الأزمة.

الجدري ينتشر في شيكاغو

ووفقا لما نشرته صحيفةnpr الأمريكية، فقد أصيب عشرات الأشخاص بمرض الجدري في شيكاغو في أوائل شهر مايو تقريبًا، مما دفع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى تحذير الأطباء من احتمال عودة ظهور مرض الجدري، خصوصا وأن أولئك الذين كانوا يراقبون مرض الجدري عن كثب، كانت الزيادة في الحالات الأمريكية مفاجأة.

وذكر تقرير الصحيفة الأمريكية، أن رصد تلك الحالات، تزامن مع الإبلاغ عن حالات جديدة مؤخرًا في أوروبا، وقد كان مسؤولو الصحة الأمريكيون يحذرون من أن معدلات التطعيم المنخفضة ضد الجدري في أجزاء كثيرة من البلاد ترك الأشخاص المعرضين للخطر بشكل خاص، وهو ما تحدث عنه الدكتور ديميتر داسكالاكيس، نائب منسق الاستجابة الوطنية لمرض الجدري في البيت الأبيض قائلا: 'لقد أطلقنا جرس الأنذار حول احتمال زيادة عدد حالات الإصابة بالجدري لعدة أشهر، ولكن لم يتم الإبلاغ عن الحالات في شيكاغو حتى بدأ الناس يقولون يا إلهي، نحن في خطر من عودة الظهور'.

الظروف مهيئة لانتشار المرض مع انخفاض التطعيم

ويقول مسئولو وزارة الصحة، إن تفشي المرض في شيكاغو نما الآن إلى أكثر من 30 حالة جدري، ورغم أن هذه الأرقام أقل بكثير من الصيف الماضي، إلا أنها تظهر أن مرض الجدري لم يختف تمامًا، وإن الظروف في الولايات المتحدة مهيأة لزيادة الصيف، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات لتفاديها.

فوفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يعيش أكثر من نصف مليون شخص معرضون للخطر في مناطق ذات معدلات تطعيم منخفضة، وهذا يعرضهم لخطر تفشي المرض بشكل كبير ومستدام يمكن أن يستمر لأشهر، خصوصا إذا ظهر مرض الجدري مرة أخرى.

منتشر بين المثليين

وذكرت صحيفةnpr الأمريكية، أنه خلال تفشي المرض في الولايات المتحدة الذي بدأ الربيع الماضي، كانت معظم حالات مرض الجدري في الرجال المثليين وثنائيي الجنس وغيرهم من الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، ويقول داسكالاكيس: 'هذا يتحرك بشكل أساسي من خلال التلامس الوثيق مع الجلد ، غالبًا في سياق النشاط الجنسي وغالبًا ما يكون مرتبطًا بالنشاط الجنسي بين الرجال'.

ومدن مثل جاكسونفيل ، فلوريدا ، ممفيس ، تين ، سينسيناتي ، بالتيمور ، هيوستن ودالاس تقع في مقاطعات حيث لا يتم تطعيم العديد من الأشخاص المعرضين للخطر، وفقًا لتحليل مركز السيطرة على الأمراض، وتوجد مدن أخرى، بما في ذلك سان فرانسيسكو ونيويورك وواشنطن العاصمة ، في أماكن ذات معدلات تطعيم عالية ، حيث من المرجح أن يتم احتواء مرض الجدري بسرعة أكبر إذا ظهر مرة أخرى.

التطعيم يجب على جرعتين

وبشكل عام، تُظهر بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أن حوالي 23٪ فقط من 1.7 مليون شخص معرضين لخطر كبير في الولايات المتحدة قد تم تطعيمهم بالكامل بجرعتين من لقاحJYNNEOS، حيث يؤثر المرض بشكل غير متناسب على الرجال السود واللاتينيين، والذين يمثلون حوالي ثلثي الحالات في الولايات المتحدة.

وقد وجدت الدراسات الحديثة أن الحصول على جرعتين من اللقاح أكثر حماية من جرعة واحدة، ومع ذلك، حتى بين أولئك الذين تلقوا التطعيم في الصيف الماضي، العديد من الأشخاص الذين حصلوا على جرعتهم الأولى من اللقاح لم يعودوا أبدًا لجرعتهم الثانية، لأنهم اعتقدوا أننا انتهينا من تفشي المرض، بمجرد انخفاض عدد الحالات العام الماضي، وذلك كما يقول د.بوغوما تيتانجي ، أستاذ مساعد في الطب وأخصائي أمراض معدية في جامعة إيموري الأمريكية.

المناعة السابقة لا تحمى من المرض

وتظهر أدلة جديدة أيضًا أن الأشخاص الذين لديهم مناعة سابقة، إما من خلال التطعيم أو التعافي من العدوى، يمكن أن يصابوا بالجدري مرة أخرى، حيث تم تطعيم العديد من الأشخاص في مجموعات الجدري الأخيرة في شيكاغو وفي الخارج في فرنسا بشكل كامل، وهنا يقول داسكالاكيس إن هذا لا يعني أن التطعيم ليس مفيدًا، فحتى الآن، تُظهر الأدلة أن التطعيم الكامل فعال في مكان ما بين 66٪ و 86٪ في الوقاية من العدوى - ووفقًا للروايات المتناقلة، لذلك فإن الحالات الجديدة لمرض الجدري لدى الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل لم تكن شديدة.

تابع: 'لديهم فقط عدوى منخفضة الدرجة ، بعضها لا تظهر عليه أعراض تقريبًا، إذا لم يمنع ذلك العدوى ، فإنه يمنع الكثير من الأشياء السيئة التي حدثت في صيف عام 2022، وفي حين أن الولايات المتحدة شهدت معدلات وفيات منخفضة بسبب مرض الجدري ، إلا أنها يمكن أن تسبب مرضًا خطيرًا'، وهنا تقول تيتانجي: 'لا يزال المرض يمكن أن يتسبب في تشوه الجسم، ويمكن أن يسبب ألمًا شديدًا ، ويمكن أن يكون الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة قاتلاً، لذلك فإنه ليس حدثًا تافهًا'.

مطلوب حملة توعية

وذكرت الصحيفة الأمريكية، أنه مع بداية هذا الشهر، يحث مسؤولو الصحة المحتفلين على تعزيز الصحة الجيدة، ويقول داسكالاكيس: 'التوعية هي فرصة للتواصل مع الناس ومنع التأثيرات، ويجب أن يحصل الأشخاص المؤهلون للتطعيم ضد الجدري على جرعتين، ويجب أن يكون الجميع - بما في ذلك أولئك الذين أصيبوا بمرض الجدري من قبل - على دراية بالمخاطر، فإذا أصبت بطفح جلدي مضحك ، فقد يكون جدريًا ، لذا اذهب للاختبار، فالاختبارات أكثر وفرة وأسهل في الحصول عليها مقارنة بالصيف الماضي، وهذا ما نسعى أن ننشره لتوعية الناس'.

ومن وجهة نظر دسكالاكيس ، يبدو أن هناك عاصفة تختمر، ويمكن أن تتحد معدلات التطعيم المنخفضة، والمناعة السابقة التي توفر الحماية جزئيًا فقط ، والحفلات في الطقس الدافئ لإعطاء فرص انتشار مرض الجدري - ولكن هناك أيضًا طرق للحد من آثار تلك العاصفة، ويمكن أن يؤدي تحسين معدلات التطعيم والوعي بين المعرضين للخطر إلى منع حدوث موجة صيفية واسعة النطاق.