اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الحب في الله هو من أعظم كرامات الله تعالى التي يختص بها عباده، مؤكداً أن من لم يعرف طعم الحب في الله لم يذق طعم الإيمان الحقيقي، وأنه بالحب عرف نفسه، وبالحب عرف الله.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الاثنين، أن حديث النبي ﷺ الوارد في 'صحيح مسلم' عن أبي هريرة رضي الله عنه، يبيّن مكانة المحبوبين في الله عند الله وملائكته، حيث قال ﷺ: 'إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلاناً فأحبّه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيُحبّه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض'.
وأوضح الشيخ خالد الجندي أن الحديث الجليل يدل على أن الملائكة لا تملك التصرف أو المبادرة، بل هم مكلّفون بأوامر ربهم، حتى في الحب والبغض، فليس للملك أن يحب أحداً من تلقاء نفسه، بل كل حب أو بغض يصدر عنهم هو بتكليف مباشر من الله تعالى، مصداقاً لقوله عز وجل: 'وما نتنزل إلا بأمر ربك'.
وأشار الشيخ الجندي إلى أن هذا يعلّمنا أن مكانة الإنسان عند الله ليست فقط بما يراه الناس من ظواهر، بل بما يعلمه الله من صدق السريرة، والإخلاص في العمل، والمحبة الخالصة في القلب، موضحا 'الملائكة، مع علو منزلتهم وطهارة خلقتهم، يخافون ربهم ويعلمون هيبته، ولا ينطقون إلا بإذنه، فما بالك بنا نحن البشر؟'.
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن من أعظم المشاهد التي تقع يوم القيامة أن يخاطب العبد ربه عز وجل، واصفًا هذا المشهد بأنه 'شيء فوق الخيال'، ويدل على شرف ومكانة العبد عند الله.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال تصريحات سابقة له، أن مخاطبة الله لعبده يوم القيامة تعني أن هذا العبد قد دخل في دائرة الأمن والرحمة، لأن الله عز وجل قال عن بعض الناس: 'ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم'، لافتا إلى أن أن عدم مخاطبة الله لعبده يوم القيامة علامة على غضب إلهي شديد.
وأضاف خالد الجندي 'لو ربنا سبحانه وتعالى خاطبك، فأنت في حيز الرحمة، لأنك سمعت كلام الرحمن، فكيف تسمع كلام الله ثم تلقى في النيران؟! لا يمكن، هذا شرف عظيم، ولذة لا توصف، بل هو أعظم شرف أن يكلمك ربك جل جلاله'.
واستشهد الشيخ خالد الجندي بقصة سيدنا موسى عليه السلام، عندما سأله الله: 'وما تلك بيمينك يا موسى؟'، فكان بإمكانه أن يجيب بكلمة واحدة: 'عصاي'، لكن موسى عليه السلام أطال في الجواب وقال: 'هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى'، موضحًا أن سيدنا موسى أراد إطالة الحديث مع الله، وأنه كان يتلذذ بسماع كلام ربه، وهو ما وصفه الجندي بـ'الأنس الإلهي'.
وأشار الجندي إلى أن العبد يوم القيامة سيقف بين يدي الله يخاطبه قائلًا: 'يا رب، ألم تُجرني من الظلم؟'، أي ألم تضمن لي حمايتك من أن يُظلمني أحد؟ فيجيبه الله: نعم، لأن الله لا يظلم أحدًا، ولا يُظلم عنده أحد، مستشهدًا بقوله تعالى: 'وهو يُجير ولا يُجار عليه'، أي أن الله هو من يمنح الحماية، ولا أحد يستطيع أن يحمي غيره من الله.
وأردف بتأمل لغوي جميل حول معنى 'الجار'، قائلًا: 'الجار سُمّي جارًا لأنه يُجاورك في السكن، أي أنت في حمايته، وهو في حمايتك، هذا هو معنى الجيرة والمجاورة، أن يعيش الناس في أمن متبادل، حماية ورحمة'.
وأكد الشيخ خالد الجندي، أنه على كل إنسان أن يسعى في دنياه ليكون من الذين يخاطبهم الله يوم القيامة، لأن هذه المخاطبة هي أعظم درجات القرب الإلهي.