اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
مع تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، أصبحت محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدفع نحو وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار في غزة محط أنظار العالم.
المبادرة لا تقتصر على كونها خطوة محلية، بل تمثل محاولة لإعادة تشكيل ملامح السياسة الدولية في مرحلة ما بعد النزاع، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
ويستهدف ترامب من خلالها تعزيز صورته كصانع سلام له تأثير حقيقي على المستوى الدولي، مستفيدًا من دعم دول عربية وأوروبية للخطة.
دعم دولي واسع لرؤية ترامب
أصدرت إدارة البيت الأبيض إعلانات رسمية تحت عنوان “دعم دولي لرؤية ترامب الشجاعة في غزة”، أشارت فيها إلى إشادة عدد من الدول العربية والأوروبية بالخطة الأمريكية، وتأكيدها على التعاون لدعم التنفيذ.
وتتيح هذه الخطوة للولايات المتحدة تعزيز نفوذها الدبلوماسي، بما في ذلك المشاركة في صياغة ترتيبات أمنية للمنطقة، عبر إنشاء “مجلس سلام” دولي أو قوة تحقيقية مشتركة تضم دولًا عربية.
فرص دبلوماسية جديدة مع إيران
في خطوة متزامنة، أعلن ترامب عن عزمه العمل مع إيران بعد إبدائها دعمها لوقف إطلاق النار، ما يمهد لفرص دبلوماسية جديدة بين واشنطن وطهران، وفق تصريحات وسائل إعلامية.
ويرى مراقبون أن الإدارة الأمريكية تسعى من خلال هذه المبادرة لاستعادة الشرعية الدولية وتعزيز تحالفاتها التقليدية، مع فتح المجال لإعادة هندسة النظام الإقليمي، وفق تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS).
المبادرة الأمريكية تغير موازين التأييد الإقليمي
على الصعيد الإقليمي، سرعان ما رحبت دول عربية بخطة ترامب وأكدت تعاونها معها، ما يمنح واشنطن نفوذًا أكبر في ملف إعادة الإعمار وإدارة الحوكمة في غزة.
وتصف مصادر دبلوماسية المبادرة الأمريكية بأنها لا تقتصر على الوساطة فقط، بل تُعتبر قوة محورية في إعادة ترتيب توازنات النفوذ الإقليمي.
تحديات التنفيذ وقيود الواقع
ورغم الدعم الدولي، تواجه المبادرة عقبات عدة، منها مقاومة جماعات داخلية أو فصائل فلسطينية وإسرائيلية لا ترغب في التنازل عن مواقعها. كما يُعد تطبيق الاتفاقات بعد انتهاء النزاع الرسمي تحديًا لوجستيًا وسياسيًا، خصوصًا فيما يتعلق بإدارة غزة وضمان سلامتها وتأمين التجاوزات الأمنية المحتملة.
البعد السياسي والانتخابي
على الصعيد الأمريكي، قد ينظر البعض إلى موقف ترامب كجزء من سباق انتخابي، في محاولة لاستعادة الزخم الدولي والدعم الشعبي، ما يطرح تساؤلات حول مدى استدامة هذا النهج إذا تغيرت التوازنات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة.
السلام أداة نفوذ دولية
لا يقتصر دعم ترامب للسلام في الشرق الأوسط على مجرد وساطة أو إعلان نوايا، بل يمثل محاولة لتغيير المعادلة السياسية في المنطقة، عبر إبراز الولايات المتحدة كطرف فاعل في إعادة البناء الأمني والدبلوماسي بعد النزاع. نجاح أو فشل هذه المبادرة سيترك أثره على كيفية قراءة العالم لدور أمريكا كمرتكز للسلام أو كفاعل نفوذ في صراع التحالفات الإقليمية والدولية المستقبلية.