ردود مصرية على تصريحات سموتريتش حول حشر سكان غزة قرب مصر

علق الخبير السياسي حسن سلامة، على تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، حول رغبة إسرائيل لتحقيق 'انتصار كامل' في غزة خلال أشهر، وحشر سكانها في محور موراج جنوبا قرب مصر.

وقال حسن سلامة في تصريحات لـ RT، إن 'التصريحات الصادرة عن سموتريتش تصريحات مستفزة مثل صاحبها وبها تبجح وفجاجة، كما أوضحت بشكل صريح أهداف سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تصفية القضية الفلسطينية'.

وتابع سلامة: مصر حريصة على أن تحقق السلام في المنطقة بأكملها والأطراف الأخرى ليست حريصة على تحقيق السلام، مضيفاً إسرائيل تمثل حرب إبادة للقضية الفلسطينية ، وتدمر السلام في المنطقة بأسرها.

وأضاف: 'أعتقد أن هذا الإجراء وما سيتبعه من عملية عسكرية موسعة تهدف لاحتلال القطاع ستلقى حالة من حالات الاستهجان الشديد من جانب العالم' .

من جانبه، وصف الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش حول تدمير غزة وحشر سكانها في محور موراج جنوباً تمهيداً لتهجيرهم إلى دول أخرى بأنها إعلان صريح عن نية ارتكاب جريمة حرب، مؤكداً أن هذه التصريحات تشكل دليلاً دامغاً على نية إسرائيل تطبيق سياسة التطهير العرقي بدعم أمريكي مباشر.

وأوضح مهران في حديث خاص لـRT عربية أن محور موراج الذي يفصل بين رفح وخان يونس، والذي يمتد من البحر غرباً حتى الحدود الشرقية لقطاع غزة، يُمثل جزءاً من استراتيجية إسرائيلية متكاملة لتقسيم القطاع وفرض سيطرة عسكرية كاملة عليه، مشيراً إلى أن حشر السكان في هذا المحور الضيق يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وتحديداً المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر النقل القسري للسكان المدنيين.

وأضاف أن ما نشهده اليوم هو تطبيق عملي لما يسمى بخطة ترامب لتهجير الفلسطينيين، وهي خطة يجري تنفيذها على مراحل، بدأت بتدمير غزة بشكل ممنهج، ثم حصار السكان في محور موراج، وصولاً إلى المرحلة الثالثة وهي تهجيرهم خارج فلسطين بحجة عدم وجود بنية تحتية صالحة للحياة الآدمية، وهو تدمير متعمد نفذته إسرائيل طوال أشهر الحرب.

استهداف متعمد للوجود الفلسطيني

ولفت الدكتور مهران إلى أن تصريحات سموتريتش الأخيرة تكشف عن نوايا مبيتة لإنهاء الوجود الفلسطيني في قطاع غزة، موضحاً أن إسرائيل تستغل الدعم الأمريكي غير المحدود في عهد ترامب لتنفيذ مخططات التهجير التي لم تكن تستطيع تنفيذها في ظل إدارة بايدن التي كانت، رغم انحيازها لإسرائيل، ترفض فكرة التهجير الجماعي للسكان.

وأشار مهران إلى أن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي تتزامن مع تحركات عسكرية ميدانية لفرض سيطرة كاملة على محور موراج، وهو ما يؤكد أن الأمر ليس مجرد تصريحات إعلامية، بل خطة عملية تجري على الأرض بدعم رسمي من أعلى المستويات في الحكومة الإسرائيلية.

وشدد الخبير الدولي على أن حشر السكان الفلسطينيين في منطقة محدودة مع قطع المساعدات الإنسانية عنهم، يشكل جريمة تجويع جماعي وعقاب جماعي وفقاً لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

المجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية

ودعا الدكتور مهران المجتمع الدولي، وخاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى التحرك الفوري لوقف هذه الجريمة التي ترتكب أمام أعين العالم، مؤكداً أن الصمت الدولي على هذه التصريحات والممارسات يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل للاستمرار في سياساتها العنصرية ضد الشعب الفلسطيني.

وحذر من أن تنفيذ خطة تهجير سكان غزة سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة بأكملها، وسيفتح الباب أمام موجات لجوء جديدة ستؤثر على دول الجوار أولاً ومن ثم على أوروبا.

كما أكد على ضرورة تفعيل آليات الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك إرسال قوات حفظ سلام دولية لحماية المدنيين في غزة من عمليات التهجير القسري، ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين على الجرائم التي يرتكبونها في حق المدنيين الفلسطينيين.

محور موراج.. خطة للتهجير وليس للأمن

وفي تعليقه على الأبعاد الاستراتيجية لمحور موراج، أوضح الدكتور مهران أن هذا المحور يمثل استمراراً لسياسة إسرائيلية قديمة قائمة على تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى كانتونات معزولة للسيطرة عليها بشكل أكثر فعالية.

واردف ان الادعاءات الإسرائيلية بأن محور موراج يهدف إلى تحقيق الأمن ومنع تهريب السلاح هي ادعاءات واهية، فالهدف الحقيقي هو فصل رفح عن باقي قطاع غزة لتسهيل السيطرة عليها وتهجير سكانها، خاصة أن الإجراءات الإسرائيلية تأتي في سياق تنفيذ خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة.

وختم الدكتور مهران تصريحاته بالتأكيد على أن ما تقوم به إسرائيل في غزة يرقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية وفقاً للقانون الدولي، ويتطلب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي قبل فوات الأوان، خاصة في ظل تصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي تؤكد عزمهم على تنفيذ خطة التهجير الجماعي لسكان غزة.

واعتبر محمد مخلوف ، خبير شؤون الأمن القومي المصري، في تصريحات خاصة لروسيا اليوم، تصريحات وزير المالية الاسرائيلي بمثابة تهديد لكافة الاتفاقيات التطبيع مع مختلف الدول العربية وتصعيد في غاية الخطورة وهو الأمر المرفوض في كافة القوانين الدولية ، وتهدد الأمن والسلم الدوليين ، وارى أن هذه التصريحات أضغاث أحلام للوزير الإسرائيلي.

وأكد مخلوف أن إسرائيل تكبدت خسائر فادحة في حربها بقطاع غزة، مشددا أن تل أبيب الخاسر الأكبر في حال توسيع الحرب البرية في غزة واحتلال القطاع.

وحول خطة الوزير الإسرائيلي لتهجير فلسطيننا قطاع غزة الي 3 دول دون أن يسمهم هو أمر مرفوض ، من جانب القيادة السياسية المصرية وجميع الدول العربية والمجتمع الدولي

وأشار إلى أن احتلال غزة بشكل كامل في غاية الخطورة ويهدد أمن إسرائيل أولاً ويزيد التعاطف للمقاومة وخاصة حركة حماس من جانب المجتمع الدولي

وحول توزيع المساعدات الإنسانية ، أكد مخلوف ان أطنان المساعدات موجودة في مدينة العريش المصرية ومن الصعب إدخالها في ظل الحرب الدائرة بالقطاع محذرا من سلاح التجويع الذي تستخدمه إسرائيل تجاه سكان القطاع

وأوضح ان كل يوم في الحرب يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية بالقطاع وبالتالي يجب إنهاء هذه الحرب في اقرب وقت

وأشار ألى ان تصريحات الوزير الإسرائيلي فيما يتعلق باحتلال غزة مرفوضة ويجب إدانتها بشكل دولي لانها تصريحات تعتبر تهديد لحقوق الإنسان في فلسطين ويجب التصدي لها قبل استكمال المجازر الإسرائيلية في حق سكان القطاع

المصدر: RT