اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٠ كانون الأول ٢٠٢٥
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن التوبة ليست مجرد إحساس داخلي أو شعور بالندم، بل تتطلب فعلًا عمليًا يظهر صدق الرجوع إلى الله عز وجل، موضحًا أن التوبة الحقيقية تتطلب تحريك اللسان بالذكر والاستغفار، وليس الاكتفاء بالصمت أو مجرد الانكسار النفسي.
اللسان وصورة الإنسان
وأشار الشيخ خالد الجندي، خلال حلقة بعنوان 'حوار الأجيال' في برنامج 'لعلهم يفقهون' المذاع على قناة 'DMC'، إلى أن الإنسان قبل التوبة قد يملأ لسانه بالنكات البذيئة، والغيبة، والكلام السيئ، والتعليقات المستمرة التي قد تسيء له ولغيره، موضحًا أن البعض عند نيته التوبة يلتزم الصمت فجأة وكأن 'أبو السكيت' نزل عليه، متسائلًا عن جدوى هذا الصمت إذا لم يكن مصحوبًا بذكر الله وقراءة القرآن، مشددًا على أن تحريك اللسان هو العلامة الأولى على صدق التوبة العملية.
وأكد خالد الجندي، أن اللسان هو شاهد العبد في الدنيا، وأن من يملأ وقته بالكلام الفاسد ثم يتوب دون أن ينطق بذكر الله أو الاستغفار، يكون قد تخلى عن أهم مظاهر التوبة العملية، فضًلا عن أن تطهير اللسان من الكلام الفاسد يعد أول خطوة لتطهير القلب، وأن النطق بالذكر الصادق والاستغفار المستمر هما الطريق الأمثل لعودة الإنسان إلى الله وتحقيق التوبة الكاملة.
الذكر والاستغفار وأثرهما
وأشار الشيخ خالد الجندي، إلى أن حركة اللسان بالذكر والاستغفار وتلاوة القرآن تعمل على تصفية النفس والروح من آثار المعاصي السابقة، مؤكّدًا أن الصدق في النطق هو دليل على صحة العبودية وتمام الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، فضًلا عن أن من لا يتحرك لسانه بالذكر والعبادة، فإن التوبة تصبح مجرد شعور داخلي بلا أثر عملي، وهو ما لا يحقق الهدف الروحي المنشود.
وشدد الشيخ خالد الجندي، على أن الالتزام بالذكر والاستغفار اليومي، وتحريك اللسان بما يرضي الله، هو العلامة الحقيقية للتوبة الصادقة، مبينًا أن العملية لا تقتصر على مشاعر الندم، بل تشمل سلوك الإنسان وأقواله وأفعاله، بما يعكس التغيير الداخلي والخارجي على حد سواء، قائًلا: 'اللسان الطاهر هو مرآة القلب، ومن تطهر لسانه تطهر قلبه وروحه.'
التوبة طريق لتغيير الحياة
واختتم الشيخ خالد الجندي، بالتأكيد على أن التوبة الحقيقية هي التي تصاحبها حركة عملية للسان، سواء بالاستغفار، أو الذكر، أو قراءة القرآن، باعتبار أن هذه الأفعال هي التي تثبت صدق العبد في رجوعه إلى الله، معتبرًا أن الالتزام باللسان النقي يسهم في تطهير القلب وإعادة الإنسان إلى الطريق المستقيم، ويجعل التوبة تجربة روحية حقيقية وفاعلة في الحياة اليومية.


































