اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
أثار قرار وزير الثقافة د. أحمد فؤاد هنو إنهاء ندب الدكتورة رانيا يحيى مديرًا للأكاديمية المصرية فى روما في 31 أغسطس المقبل، أي بعد عام واحد فقط من تولي المنصب، حالة غضب في الأوساط الثقافية.
واستنكر الكاتب الصحفي سليمان جودة قرار وزير الثقافة بإنهاء ندب مديرة الأكاديمية المصرية في روما، الذي أثنى على جهودها خلال الفترة التي تولت فيها المسؤولية.
وقال جودة في منشور عبر فيسبوك: “لا أعرف الدكتورة رانيا يحيى، مديرة الأكاديمية المصرية فى روما، ولم يحدث أن التقينا من قبل، ولكنى أعرف أنها ذهبت مديرة للأكاديمية قبل عشرة شهور بالكاد، فأضاءتها بعد إظلام ملأها على مدى سنوات”.
وأضاف: “هذا تحديدًا هو ما دفعنى إلى الإشارة هنا يوم 21 من هذا الشهر إلى ما قدمته هناك فى روما ولا تزال تقدمه، لأن أهم ما فى الأكاديمية كنافذة لنا فى الغرب، أننا نستطيع من خلالها أن نتكلم مع الآخرين بما يفهمونه، بدلًا من أن نظل نتكلم مع أنفسنا هنا بما نعرفه.. والأهم أيضًا أن الأكاديمية بقيت طوال الشهور العشرة تقول للإيطاليين ولغيرهم من الأوربيين، أن لدى مصر ثقافة غنية، وأن ما يشاهدونه فى الأكاديمية عن تنوع حضارتنا مجرد شىء من أشياء، وأنهم مدعوون لزيارة المحروسة ليروا أرض الحضارة والثقافة رأى العين”.
وتابع: 'شىء آخر دفعنى إلى الكتابة قبل أسبوع تقريبًا، هو أنى عرفت أن وزارة الثقافة رشحت ثلاثة أسماء ليتولى واحد منها موقع مدير الأكاديمية !.. ولم يحدث من قبل أن ذهب مدير للأكاديمية ثم عاد بعد شهور.. لم يحدث.. بل إن الذين كانوا يذهبون من المدراء السابقين للفسحة والراحة وعدم الانشغال بتقديم أى شىء كان يجرى المد لهم بسهولة!!.. فما بالك إذا كانت المديرة الحالية تعمل بكل ما تستطيعه من قوة من أول يوم؟'.
وأكمل جودة: 'أما المفاجأة الأكبر فكانت أن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، لم يعجبه فيما يبدو أن يقال عن أحد سواه فى الوزارة إنه يعمل.. فماذا فعل؟.. أصدر قرارًا فى نفس يوم نشر المقال فى هذا المكان بإنهاء ندب الدكتورة رانيا مديرًا للأكاديمية فى 31 أغسطس، ووصلتنى صورة من القرار من مكتبه بعد دقائق من إصداره! لم أصدق.. ولا أصدق!'.
وواصل الكاتب الصحفي: 'فلا معنى للقرار سوى أن طه حسين كان يعنى ما يقول وهو يكتب فى صدر أحد مؤلفاته: إلى الذين لا يعملون ويضيرهم أن يعمل الآخرون! هذا بالضبط هو ما يقوله قرار وزير الثقافة بإنهاء ندب مديرة ظلت فى مكانها تعمل وتعمل. وإذا قلت إن فى القرار طاقة سلبية هائلة فلن أكون مبالغًا فى شىء، لأن أى متابع لنشاط الأكاديمية طوال الشهور العشرة، سوف يصيبه معنى القرار بالكثير من الإحباط!.. وإذا كان وزير الثقافة يغار من نجاح مرؤوس عنده إلى هذا الحد، فلا أمل فى ثقافة ولا فى شىء فى وزارته'.
وختم جودة بالقول: 'الحمد لله أن فى البلد سلطة أعلى من سلطة الوزير. سلطة تستطيع أن تتدخل إذا شاءت لتعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، حتى لا يفقد الذين يعملون فى مواقعهم فى البلد ما يتبقى لديهم من أمل'.
وقالت الكاتبة الصحفية نشوى عثمان، عبر صفحتها على فيسبوك: “أنا أعرف المبدعة المتميزة والأكاديمية والمديرة الشاطرة د. رانيا يحيى.. واللي بيحصل مش مفهوم فعلًا”.
وقالت المخرجة سوزان عباس: “بعد أقل من 10 شهور لتولي د. رانيا يحيى رئاسة الأكاديمية المصرية بروما أنهى وزير الثقافة انتدابها وقرر رجعوها إلى مصر، بعد أن أعادت الروح للأكاديمية بأنشطة وإنجازات رائعة لم يقم بها أي ممن سبقوها في هذا المنصب”.
وأضافت عباس، في منشور عبر فيسبوك: “د. رانيا يحيى فنانة مبدعة متميزة مجتهدة وشاطرة وواجهة مشرفة لمصر في أوروبا.. يمكن عشان كده أنهوا انتدابها؟! كنت بقول لها دايما لما كانت بتبقى ضيفة عزيزة على النيل الثقافية أنتِ وزيرة الثقافة القادمة.. يقوموا يعملوا فيها كده.. ليه طب كده؟”.
ومن جانبه، قا الكاتب الصحفي محمود حامد: “ماهذا؟ الدكتورة رانيا يحيى أعادت الحياة إلى الأكاديمية المصرية فى روما.. فتكون مكافأتها قرار من هنو بإنهاء انتدابها للأكاديمية! وزارة الثقافة ليست عزبة يديرها د. هنو كما لو كان قد ورثها عن أهله”.
وأضاف حامد في منشور عبر فيسبوك: “هل سيتحرك د. مدبولى أو سيتصرف وفق شعار «لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم»؟ ليس عيبا أن يعترف د. مدبولى بمنتهى الشجاعة بسوء اختيار بعض الوزراء، ولكن العيب كل العيب هو الصمت على ما يسيء للعمل الناجح الذى يرفع اسم مصر عاليًا”.
وتابع: “بصراحة، فوضى بعض الأعمال الوزارية فاقت الحدود.. والذى يجب إنهاء وجوده فى الوزارة هو د. هنو”.
من هي الدكتورة رانيا يحيى؟
الدكتورة رانيا يحيى هى أول موسيقية وعضو هيئة تدريس بأكاديمية الفنون المصرية تتولى منصب مدير الأكاديمية المصرية للفنون فى روما.
كما أنها عميد المعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون السابقة، وأستاذة ورئيسة قسم فلسفة الفن وعلومه بالمعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون، ونائب مقرر لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه بالمجلس الأعلى للثقافة، وعازفة فلوت بأوركسترا أوبرا القاهرة.
نالت د. رانيا يحيى العديد من الجوائز وشهادات التقدير فى عدد من المسابقات والمهرجانات، آخرها جائزة الدولة للتفوق.
وحصلت على بكالوريوس الكونسرفتوار بتقدير عام ممتاز مع مرتبة الشرف ١٩٩٨، كما حصلت على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة.
كما حصلت يحيى على الدكتوراه فى فلسفة الفنون من المعهد العالى للنقد الفني.