بسبب «تغيرات المناخ».. بعوضة خطيرة تجتاح أوروبا

تتسبب تغيرات المناخ المتطرفة في تحولات وتغييرات عميقة في طبيعة النظم الحيوية والبيئية وكذلك آليات عملها. على سبيل المثال في أوروبا والمناطق الشمالية للكوكب، يشهد انتشارًا متزايدًا لمزيد من الأنواع الحيوية التي كان وجودها مقتصرًا لفترات طويلة على البلدان الجنوبية.

يعتبر البعوض أحد الأمثلة البارزة، وخاصة البعوض المعروف بالنمر الآسيوي (المعروف أيضًا باسم بعوضة الغابة) وبعوضة الحمى الصفراء. وتتميز هاتان البعوضتان بقدرتهما على نقل الفيروسات والأمراض الخطيرة.

وبالتالي، يشكل انتشار هذه الأنواع الحيوية المعرضة لحمل الأمراض تحديًا صحيًا جديدًا، حيث يمكن أن يؤدي ظهورها في المناطق التي كانت تعتبر غير معتادة لها إلى زيادة انتشار الأمراض والتهديد للصحة العامة. لذا، يُعتبر التعامل مع هذه الظاهرة ومكافحة انتشار الأمراض المنقولة عن طريق البعوض تحديًا هامًا في سياق التغيرات المناخية العالمية.

صدر تحذير من المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، التابع لهيئة الصحة بالاتحاد الأوروبي، بشأن زيادة مخاطر الأمراض التي تنقلها البعوض في ظل تغير الظروف المناخية. يشير المركز إلى أن هذه الأنواع من البعوض تنتشر بشكل متزايد في أوروبا.

وتُعتبر هذه الأنواع من البعوض ناقلة معروفة لفيروسات مثل الشيكونغونيا، وزيكا، وحمى الضنك، وغرب النيل، والحمى الصفراء، وغيرها. ويتم انتشارها في مناطق شمال وغرب القارة الأوروبية.

ويعكس هذا التحذير أهمية التصدي لتأثيرات التغير المناخي على انتشار البعوض والأمراض التي يحملونها. ويُشدد على ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية والمكافحة المناسبة للحد من انتشار هذه الأمراض وحماية الصحة العامة في المناطق المتأثرة.

توضح التقارير الصادرة عن المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن تغير المناخ سيؤدي إلى زيادة درجات الحرارة في أوروبا وزيادة تواتر الفيضانات، كما ستزداد فترات الصيف وارتفاع درجات الحرارة خلالها. وهذه الظروف المناخية المتغيرة تعمل على تهيئة بيئة أكثر ملاءمة لانتشار أنواع البعوض الغازية، مثل بعوضة النمر الآسيوي التي تتميز بتصميمها المخطط بالأسود والأبيض.

وفي السابق، كانت بعوضة النمر الآسيوي توجد في ثماني دول أوروبية، ولكن الآن يتم رصدها في 13 دولة. هذا يشير إلى توسع نطاق انتشار هذه البعوضة في أوروبا خلال العقد الماضي.

هذه المعطيات تعكس الأهمية المتزايدة لمواجهة تحديات التغير المناخي والتأثيرات المترتبة على البيئة والصحة العامة. يتطلب الأمر تعاوناً دولياً وجهوداً مشتركة للتصدي لهذه الظاهرة وتخفيف تأثيرها من خلال تبني سياسات وتدابير تهدف إلى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتعزيز الاستدامة البيئية.

أكد الخبراء أن انتشار أنواع البعوض الغازية، مثل بعوضة النمر الآسيوي، في مناطق جديدة من العالم يعكس تأثير تغير المناخ على النظم البيئية. ويشددون على أن التغير المناخي أصبح تهديدًا وجوديًا يهدد حياة الكائنات الحية على الأرض ويؤثر على البيئة بشكل عام.

لمواجهة هذا التحدي، يعتبر التحرك الدولي العاجل ضرورة ملحة. يجب اتخاذ إجراءات جادة للحد من تغير المناخ وتخفيف آثاره، بما في ذلك تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وتعزيز الاستدامة البيئية في جميع جوانب الحياة البشرية.

بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعرفة والتكنولوجيا لمكافحة تغير المناخ وتخفيف تأثيراته. يعد التوعية العامة والتربية البيئية للجمهور أيضًا أمرًا هامًا لزيادة الوعي بأهمية حماية البيئة واتخاذ إجراءات للحد من تغير المناخ.

إن مواجهة التحديات المتعلقة بتغير المناخ يتطلب التعاون والجهود المشتركة من جميع الأفراد والمجتمعات والدول حول العالم، للحفاظ على صحة البيئة والحياة الطبيعية للأجيال الحالية والمستقبلية.