أحمد زويل "أسطورة الكيمياء".. أول عالم عربي يفوز بـ"نوبل"

في كل عام تتجه أنظار العالم نحو السويد حيث تُعلن جوائز نوبل في عدد من التخصصات، وبالتزامن مع إعلان جائزة نوبل في الكيمياء التي فاز بها هذا العام كل من ديفيد بيكر وديميس هاسابيس وجون م. جامبر، تلك الأسماء التي اعادت إلى الأذهان، العالم المصري أحمد زويل “أسطورة الكيمياء” الذي يعد أول عالم مصري وعربي يحصل على جائزة نوبل.

ولد العالم أحمد زويل في مدينة دمنهور بمصر عام 1946، وتلقى تعليمه في محافظة كفر الشيخ ثم التحق بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية وحصل على البكالوريوس بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف عام 1967 في الكيمياء ثم عمل معيدًا بالكلية وحصل على درجة الماجستير عن بحث في علم الضوء.

وبعد ذلك انتقل إلى الولايات المتحدة في منحة دراسية وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر ثم عمل باحثًا في جامعة كاليفورنيا 'بركلي' ثم انتقل للعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا 'كالتك'، ثم تدرج في المناصب العلمية الدراسية داخل جامعة كالتك إلى أن أصبح أستاذًا رئيسيًا لعلم الكيمياء بها.

وفي 21 أكتوبر عام 1999 دخل العالم أحمد زويل التاريخ من أوسع أبوابه عندما حصد جائزة نوبل في الكيمياء، ليصبح أول عربي يفوز بهذه الجائزة المرموقة، وجاء تكريمه تتويجًا لرحلة علمية استثنائية شقت طريقها من جامعة الإسكندرية إلى قمة المجد العلمي في الولايات المتحدة.

استطاع العالم الراحل أحمد زويل، من خلال أبحاثه الرائدة أن يطور طريقة جديدة لدراسة التفاعلات الكيميائية باستخدام تكنولوجيا الفيمتو ثانية، وهي وحدة زمنية ضئيلة للغاية (أجزاء من المليون مليار من الثانية)، حيث اخترع ميكروسكوب يقوم بتصوير أشعة الليزر في زمن مقداره فمتوثانية وهكذا يمكن رؤية الجزيئات أثناء التفاعلات الكيميائية، وهذا الاكتشاف فتح الباب أمام العلماء لمراقبة التفاعلات الكيميائية أثناء حدوثها بالضبط، مما أدى إلى تطوير العديد من المجالات العلمية من الكيمياء إلى الطب والصناعة.

وبعد حصوله على جائزة نوبل في الكيمياء، نجح الدكتور أحمد زويل في تأسيس 'مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا'، وهو مشروع يهدف إلى تطوير التعليم والبحث العلمي في مصر، حيث أُنشئ المشروع في مدينة 6 أكتوبر بعد الحصول على موافقة رئيس الوزراء بالإضافة إلى ذلك، نشر زويل أكثر من 350 بحثًا علميًا في مجلات علمية متخصصة مثل مجلة 'ساينس'.

لم يحصد “زويل” على جائزة نوبل فقط، بل حصل على العديد من الأوسمة والجوائز العالمية، بما في ذلك 31 جائزة دولية تقديرًا لأبحاثه الرائدة في علوم الليزر والفيمتو، منها جائزة ماكس بلانك الألمانية، جائزة وولش وهاريون هاو الأمريكيتين، جائزة الملك فيصل العالمية، قلادة النيل العظمى، جائزة هوكست الألمانية، وقلادة بريستلي التي تعد أرفع وسام أمريكي في الكيمياء.

وفي أغسطس عام 2016 توفي العالم المصري أحمد زويل بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 70 عامًا.