اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
لم يكن افتتاح المتحف المصري الكبير حدثًا أثريًا عاديًا، بل كان عرسًا مصريًا عالميًا يليق بحضارةٍ علّمت الدنيا معنى الخلود. تلك الحضارة التي لم تُكتب على الورق فقط، بل نُقشت على الصخر، وزرعها الأجداد في وجدان الأرض لتثمر فخرًا في قلوب أحفادهم بعد آلاف السنين.
اليوم، يقف الأحفاد على أرضٍ كانت بالأمس مسرحًا لمجد الأجداد، يرفعون راية مصر ويحيون من صنعوا التاريخ. هنا مصر… حضارتها لا تموت، ورسالتها لا تُنسى. مشهد يجمع الماضي بالحاضر، الإنجاز بالتاريخ، والعلم بالإيمان، في لحظةٍ تقول للعالم كله إن مصر لا تزال قلعةً للعظمة.
وراء هذا الحدث التاريخي مجهود ضخم من جميع قطاعات الدولة، كلٌّ في موقعه يؤدي دوره بإخلاص؛ من وزارة السياحة والآثار، إلى الداخلية، والدفاع، والإعلام، والثقافة، والري، والبنية التحتية، وصولًا إلى وزارة الطيران المدني، التي حملت على عاتقها مهمة استقبال رؤساء الدول وكبار الزوار والوفود الرسمية من مختلف أنحاء العالم، منذ لحظة دخول طائراتهم المجال الجوي المصري وحتى استقبالهم في صالات الوصول والمغادرة، بكل دقة وتنظيم يليق باسم مصر ومكانتها.
كل ضيف تطأ قدماه أرض الكنانة يشعر أنه يدخل بيت التاريخ، وأنه بين شعبٍ يعرف كيف يصنع من كل مناسبة لوحة فخر وطنية. وما بين الوجوه المبتسمة والعيون الساهرة، تتجلى مصر الجديدة… تجمع بين الأصالة والتطور، بين العراقة والتنظيم الحديث.
هذا الافتتاح ليس مجرد مناسبة أثرية، بل رسالةٌ من مصر إلى العالم بأنها ما زالت مهد الحضارة الإنسانية، ورسالةٌ للداخل بأننا نستطيع، إذا اتحدنا وعملنا بإخلاص، أن نصنع ما يليق بنا. كل وزارة، وكل إدارة، وكل يدٍ شاركت في هذا الإنجاز، أعادت كتابة التاريخ بخطٍ جديد لتقول للأجداد:
“نمتم مطمئنين… فالأحفاد ما زالوا على العهد.”
ولا عجب أن تكون وزارة الطيران المدني محورًا تتكامل حوله جهود الدولة، فهي دائمًا نموذج في الأداء والانضباط، خاصة مع افتتاح مطار سفنكس الدولي ورفع كفاءته لاستقبال الضيوف. فما شهدناه ونشهده وسنشهدُه بإذن الله لم يكن مجرد استعدادات، بل ملحمة وطنية تثبت أن مصر حين تريد تُبهر، وحين تعمل تُدهش العالم.
فالحضارة ليست في الآثار فقط، بل في أبنائها، في إخلاصهم وعزيمتهم، وفي إيمانهم بأنهم امتداد لأعظم حضارة عرفها الإنسان.
وكما قال حافظ إبراهيم على لسان مصر:
“وقف الخلق ينظرون جميعًا، كيف أبني قواعد المجد وحدي.”
فلنكن نحن الأحفاد امتدادًا لهذا المجد، نحافظ على إرث الأجداد ونصنع مجدنا بصمتٍ وإخلاص، نرفع رايتنا كما رفعها الأجداد، لتظل حضارتنا وحضورنا مرآةً لعظمة وطنٍ علّم العالم أن المجد لا يُورث، بل يُصنع.
وخير ختام ما نوهت عنه قادتنا السياسية بصدد افتتاح هذا الصرح العظيم 'إن افتتاح المتحف المصري الكبير ليس مجرد حدث ثقافي أو أثري، بل هو رسالة من مصر إلى العالم تؤكد أن هذه الأمة قادرة على صنع التاريخ كما كانت دائمًا، وأنها تسير بخطى واثقة نحو مستقبلٍ يليق بعظمة ماضيها.'


































