غليان ينتظر أسعار الطاقة في أغسطس.. روسيا تعمق من أزمات الدول المستوردة

أحدثت الأزمة الروسية الأوكرانية سلسلة من الصدمات في أسواق الطاقة العالمية والعلاقات الدولية في تلك الأسواق، بما في ذلك سوق النفط العالمي.

وأعلنت روسيا طواعية أنها سوف تخفض إمدادات النفط للأسواق العالمية بمقدار 500 ألف برميل يوميًا في أغسطس الجاري، عن طريق خفض الصادرات، بالإضافة إلى الالتزامات المعلنة لخفض الإنتاج.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display(sadabody6); });

وقال نائب رئيس وزراء روسيا ألكسندر نوفاك - وفقا لقناة 'روسيا اليوم' الفضائية، اليوم الثلاثاء - إن إجراء خفض الصادرات النفطية تم اتخاذه في إطار الجهود المبذولة لضمان التوازن في سوق النفط.

وأضاف نوفاك أن شركات النفط الروسية ستقرر بنفسها ما إذا كانت ستخفض الإنتاج أو التصدير، لكن بشكل عام، تتمثل مهمة روسيا في خفض إمدادات النفط إلى الأسواق العالمية بمقدار 500 ألف برميل يوميًا.

ومن جانبه، أوضح وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولجينوف أن روسيا بدأت في يوليو الماضي بخفض حجم صادرات النفط كجزء من الالتزامات الطوعية، وتعتزم الوفاء بذلك بالكامل في أغسطس الجاري.

وفى بداية الأزمة الروسية الأوكرانية فى فبراير 2022، انخفض إنتاج الخام الروسى بنحو 1 مليون برميل يوميا، ولكن بخلاف معظم التوقعات، أثبت الإنتاج الروسى مرونته وتعافيه بشكل سريع، حيث نجحت شركات النفط الروسية فى إيجاد مشترين جدد لصادراتها النفطية من خارج الدول الصناعية الكبرى وعلى وقع تلك المعطيات كان الانخفاض في الإنتاج الروسي من النفط الخام والمتكثفات محدوداً، حيث انخفض هذا الإنتاج في شهر ديسمبر 2022 بمقدار 230 ألف برميل/يوم ليصل إلى 10.8 مليون برميل يوميا مقارنة بمستويات ما قبل حدوث الأزمة خلال الفترة (يناير) - (فبراير) 2022 البالغة 11 مليون برميل يوميا.

أما فيما يخص صادرات النفط الخام الروسية، فقد انخفض متوسطها السنوي إلى مستوى أقل من 3 مليون برميل يوميا للمرة الأولى، غير أن متوسط تلك الصادرات قد بلغ نحو 3.4 مليون برميل يوميا خلال الفترة من مارس - ديسمبر 2022 وهو مستوى مرتفع بشكل هامشي مقارنة بمستوى بلغ 3.3 مليون برميل يوميا قبل بداية الأزمة.

وقد تغيرت خارطة تجارة النفط العالمية بشكل كبير فى ظل الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث أدت تداعيات تلك الأزمة إلى انخفاض صادرات النفط الخام الروسية المنقولة بحراً إلى دول الاتحاد الأوروبى بنسبة بلغت 70% تقريباً (14) مليون برميل يوميا خلال الفترة فبراير- نوفمبر 2022 وأعادت روسيا توجيه صادراتها بشكل رئيسى إلى الدول الآسيوية لا سيما الصين والهند التى ارتفعت حصتهما من صادرات النفط الروسية إلى ما يقرب من %70 في شهر نوفمبر 2022 مقارنة بأقل من 20% فى فترة ما قبل الأزمة، ليظل إجمالى صادرات النفط الخام الروسية المنقولة بحراً دون تغيير على نطاق واسع.

في هذا الصدد، قال محمد عبد المجيد الخبير الاقتصادي، إن تمديد الخفض التطوعي البالغ مليون برميل يوميا، الذي بدأ تطبيقه في شهر يوليو الماضي لشهر آخر، ليشمل شهر أغسطس يجعل تحقيق فائض الميزانية السعودية في العام الحالي أكثر صعوبة في ظل التخفيض الطوعي لإنتاج النفط.

وأضاف عبد المجيد- خلال تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أن العجز بالموازنة السعودية لن يكون كبيرا هذا العام، في ظل أن توزيعات الأرباح الأساسية من 'أرامكو' ثابتة، وتمثل ثلث الدخل البترولي للحكومة السعودية، وهو ما يعطي نوعا من الاستقرار النسبي لمستويات الدخل في الميزانية.

وأشار عبد المجيد، إلى أن عجز الميزانية السعودية في العام الحالي سيكون ضئيلا، بفضل التوزيعات الإضافية التي أقرتها 'أرامكو'.

وسبق، و أعلنت السعودية، أكبر مُصدر للخام في العالم، تمديد الخفض الطوعي للإنتاج ليشمل شهر أغسطس، مما بدد تأثير المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي واحتمالات رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة.

وقالت وكالة الأنباء السعودية، إن المملكة ستمدد الخفض الطوعي لإنتاج النفط بمعدل مليون برميل يوميا لشهر آخر في أغسطس.

وارتفعت حينها- أسعار النفط بشكل كبير في تعاملات الثلاثاء الموافق 4 يوليو 2023،بأكثر من 2% في ظل تقييم السوق تأثير خفض السعودية وروسيا إنتاجهما من النفط خلال أغسطس الجاري، وذلك بالتزامن مع ضعف آفاق الاقتصاد العالمي.

وقد ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 2.1% لتصل إلى 76.25 دولار للبرميل، كما صعدت أسعار العقود الآجلة للخام الأمريكي بنحو نفس النسبة إلى 71.23 دولار للبرميل.

كما أعلنت أيضا وزارة الطاقة الجزائرية، عن خفض إنتاجها من النفط بمقدار 20 ألف برميل إضافي بداية من شهر أغسطس الجاري.

وأوضحت وزارة الطاقة الجزائرية، أن 'الخفض الطوعي بـ20 ألف برميل يوميا يأتي إضافة إلى خفض قدره 48 ألف برميل تقرر في أبريل الماضي، وخفضنا الطوعي لإنتاج النفط يأتي دعما لجهود السعودية لتحقيق الاستقرار في الأسواق'.

والجدير بالذكر أن روسيا بدأت في مارس الماضي خفضًا طوعيًا في إنتاج النفط بمقدار 500 ألف برميل يوميًا من متوسط ​​فبراير، وتم تمديد فترة سريان هذا التخفيض عدة مرات، أولًا حتى شهر يونيو شاملًا، ثم حتى نهاية العام، وبعد اجتماع 'أوبك+'، الذي عُقِد في 4 يونيو الماضي في فيينا، تم تمديد قرار خفض الإنتاج طواعية حتى نهاية عام 2024.