اخبار مصر
موقع كل يوم -الدستور
نشر بتاريخ: ٣١ أب ٢٠٢٤
صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، كتاب للناقدة الشاعرة دكتورة رشا الفوال تحت عنوان “تشظيات القلق وسؤال الحرية.. قراءات جمالية في شعر العامية المصرية'، والتي نالت عنه الفوال جائزة المسابقة الأدبية المركزية، والتي تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة.
وكشفت مؤلفة الكتاب الدكتورة رشا الفوال ملامح الكتاب في تصريحات خاصة لــ'الدستور'، قائلة: “الإبداع الشعري يُعد خبرة حسية طويلة تنطوي على كثير من العناصر الشعورية واللاشعورية. ولأن العملية الإبداعية كانت وربما مازالت من الموضوعات التي يحيط بها الكثير من مظاهر الغموض؛ فمن الممكن أن يدخل النقد النفسي إلى مجال الإبداع الأدبي الذي يقع مابين الإرادة والتلقائية”.
أوضحت الفوال: “النقد النفسي للأدب يتم من خلال تفسير النصوص الأدبية بهدف الكشف عن جمالياتها، وحتى نستطيع الوصول إلى الشخصية اللاشعورية للشعراء -التي نعني بها رغبتهم في التعبير عن العاطفة- ومدى قدرتهم على توصيلها إلى المتلقي، ففي دراسة الأدب والفن بعامة ــ من المنظور النفسي ــ ثلاث تيارات، الأول يسمى الدراسة الموضوعية للأدب التي تحاول تكميم الظاهرة الإبداعية مستعينة في ذلك بمنهج العلوم الطبيعية والإحصاء”.
أضافت: “الثاني يُسمى التيار التحليلي الذي يهتم بنظرية التحليل النفسي والاستفادة منها في فهم الأعمال الأدبية، بهدف الكشف عن البناء النفسي للمؤلف وعلاقته بالعمل الإبداعي، والثالث التيار النفسي الاكلينكي التحليلي الذي يسعى للإستفادة من التراث النفسي وعلم النفس المرضي والاكلينكي بنظرته للشخصية داخل العمل الأدبي من حيث قربها أو بعدها من الحالة المرضية وصلتها بالمؤلف”.
تابعت: “وإذا نظرنا إلى علاقة القلق بالإبداع، لوجدنا أنفسنا في مجابهة عدد من الباحثين والعلماء يرون أن القلق ينعكس بشكل سلبي على الإبداع، فمن الشائع أن يوصم الشاعر القلق بصبغة انفعالية معرفية سالبة، في حين نرى أن القلق يحفز العملية الإبداعية، من أين يأتي إذًا التعارض بين الإبداع والقلق في أذهان الناس؛ خاصة إذا كان الإبداع من أرقى صور النشاط الإنساني الأسمى في تميزها وتفردها”.
استطردت: “لأن جوهر الإبداع هو الإنفعال، يمكننا القول بأن القلق والإبداع وجهان لعملة واحدة؛ فالمبدع يستخدم تساؤلاته عن الحرية ليغير العالم المهدد بطريقة إبداعية، والدواوين محل الدراسة ــ الكتاب ــ قائمة على فكرة(الصراع) الداخلي مع(الذات)، والخارجي مع(الآخر) والحياة بوجه عام، والحزن المحرض على التردد والشك أحيانًا، والوحدة النفسية وما يصاحبها من آلام وبكائيات لا تنتهي أحيان أخرى؛ فمن تشظيات القلق في الدواوين: القلق من الوحدة النفسية، القلق من الزمن وتداعياته، القلق من فناء الذات بالموت أو بالرحيل، القلق من الطبيعة وما يؤدي إليه من اتباع الشعراء لآليات الدفاع، القلق من المستقبل والإحساس بالعدم والاغتراب وما ينتج عنه من إحساس الشاعر بالأسى النفسي والضيع والحيرة والعجز، والقلق من القمع الأيديولوجي والإملاء الثقافي”.
“رشا الفوال”، شاعرة وناقدة، لها العديد من الإصدارات الشعرية نذكر من بينها دواوين “حبنا قامت صلاته بالعامية” و“قبل ذهابي” نصوص نثرية، ديوان “ألف حيلة وحيلة” بالعامية ديوان “ياللا هانرسم” للأطفال، ديوان “عرض مضحك” بالعامية ديوان “موت الوجع.. عن الوطن والناس”
كما صدر لـ رشا الفوال الكتاب النقدي الأول، بعنوان “العنف من أعلى وأزمة هوية الأنا في الرواية العربية: مقاربة نقدية من منظور التحليل النفسي” عام 2021، والكتاب النقدي الثاني بعنوان “أزمة هوية الذات بين المكان كأصل والمكان كغواية في شعر أحمد فؤاد نجم”، أما الكتاب النقدي الثالث فصدر بعنوان “صورة الذات وجدلية الصراع مع الآخر: مقاربة نقدية من منظور نفسي في الرواية العربية”.