اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في قلب صحراء دارفور، حيث تندفع رياح الشمال الحارّة عبر السهول الجافة، تختلط قصة الثراء المدفون بالصراعات الدموية، لتصبح الأرض الغنية بالذهب مسرحًا للنزاع والمعاناة، وفقًا لتقارير نيو بوليتكس البريطانية.
الذهب وسلاح الحرب
لم يكن الذهب في دارفور مجرد ثروة طبيعية؛ بل أصبح «وقودًا للنار». منذ أوائل الألفية الثالثة، واندلاع التمردات ضد الحكومة المركزية في الخرطوم، تحولت المناجم غير الرسمية إلى مصدر دخل للمليشيات المسلحة، وعلى رأسها قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي. أسس الأخير شركة التعدين 'الجنيد' عام 2009، إلا أن الشركة تحولت سريعًا إلى آلة للنهب وتمويل العنف.
مع اندلاع الحرب الأهلية في أبريل 2023، سيطرت ميليشيا الدعم السريع على معظم مناجم الجنوب الغربي، حيث يُستخرج الذهب بيد أطفال ونساء تحت التهديد، وتُستخدم الإيرادات لشراء أسلحة، وتجنيد مرتزقة، وتمويل الطائرات المسيرة والصواريخ. الذهب الخام يُهرب إلى تشاد وليبيا، ثم يُصهر ويُباع في أسواق عالمية، ليصل إلى مليارات الدولارات تُستثمر في أبراج فاخرة وشركات وهمية خارج السودان.
دارفور تحترق والضحايا يصرخون
النيران لا تقتصر على الرمال، بل تمتد لتطال المدنيين والنازحين. في قرى نائية، يحكي عمال المناجم عن القرى التي تُحرق وسرقة الذهب من بين أيديهم، بينما يشهد العالم في برلين مظاهرات أمام وزارة الخارجية الألمانية تطالب بتحقيقات دولية حول التمويل الخارجي للحرب عبر الذهب.
الذهب في المحاكم الأوروبية
أصبحت المحاكم الأوروبية، خاصة في برلين، مرآة لمعاناة دارفور وتحويلات الذهب المشبوهة. محكمة الجنايات الدولية في لاهاي أدانت بعض قادة الميليشيات بارتكاب جرائم حرب، بينما تسعى هيئات قانونية أوروبية لتتبع الأموال المستثمرة في مشاريع عقارية وبنوك في ألمانيا، في محاولة لمساءلة الشركات الأجنبية المتورطة في استغلال العمالة، بما في ذلك الأطفال.
النهاية المفتوحة
من الرمال السودانية إلى الأبراج الأوروبية، يظل الذهب لعنة على دارفور، بينما تواصل المليشيات السيطرة على المناجم، ويستمر نزف الدماء، وتتصاعد الدعوات الدولية لمحاسبة المسؤولين وقطع تدفقات الأموال المشبوهة. وبينما ينزف السودان، تكشف المحاكم الأوروبية الستار عن الوجه المظلم للثراء غير المشروع، وتظل القصة شاهدة على الثمن الباهظ للصراع على الذهب.


































