اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٥ كانون الأول ٢٠٢٥
تشهد قناة السويس تطورًا جديدًا يعيدها إلى قلب حركة التجارة العالمية، بعد أن أعلنت شركات الشحن الكبرى المنضوية تحت ما يعرف بتحالف المحيط الثاني عن استئناف رحلاتها عبر الممر المصري الحيوي.
هذه العودة تأتي بعد فترة من التراجع بسبب التوترات الأمنية في البحر الأحمر، وتؤكد أن مصر ما زالت قادرة على الحفاظ على موقعها الاستراتيجي في التجارة الدولية.
ووفقًا لموقع وورلد بورتس المتخصص في شؤون الشحن البحري، فإن سفن عملاقة بدأت بالفعل العودة إلى المسار التقليدي عبر القناة بعد توقف دام قرابة عامين، وهو ما يعكس ثقة متجددة في قدرة القاهرة على تأمين الممر الملاحي العالمي الحيوي.
ولم يأتِ القرار بمعزل عن التطورات السياسية والأمنية في المنطقة. فقد ساهم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في الأشهر الماضية في تهدئة المخاوف الأمنية، ما شجع شركات الشحن على إعادة النظر في استخدام القناة.
وفقًا لموقع ياهو فاينانس، فإن الشركة الفرنسية 'سي إم إيه سي جي إم' كانت من أوائل المبادرين، حيث أعادت تشغيل خطوطها شرقًا عبر البحر الأحمر، في خطوة اعتُبرت اختبارًا لمدى استقرار الأوضاع.
كما أن شركات التأمين لعبت دورًا محوريًا في هذا القرار، إذ وافقت على تغطية السفن والطاقم بشرط اتخاذ إجراءات أمنية إضافية.
وفقًا لموقع إندكس بوكس، فإن هذه العودة جاءت بعد مشاورات مكثفة بين شركات النقل والجهات الضامنة، ما يوضح أن القرار ليس اقتصاديًا فقط، بل يرتبط أيضًا باعتبارات أمنية دقيقة، و'من بين السفن التي عادت بالفعل بنجامين فرانكلين، التي تُعد من أكبر سفن الحاويات في العالم'.
تمثل قناة السويس شريانًا أساسيًا للتجارة العالمية، حيث يمر عبرها أكثر من عشرة في المئة من حجم التجارة الدولية. عودة تحالف المحيط الثاني إلى القناة تعني استعادة مليارات الدولارات من الرسوم التي فقدتها مصر خلال فترة التحويل إلى طرق بديلة مثل رأس الرجاء الصالح.
وفقًا لموقع وورلد بورتس، فإن هذه العودة ستساعد على تخفيف الضغط عن الموانئ الأوروبية التي عانت من ازدحام شديد بسبب طول الرحلات عبر الطرق البديلة.
كما أن القرار يعكس ثقة متجددة في قدرة مصر على تأمين الممر الملاحي، وهو ما يعزز مكانة القناة كمصدر رئيسي للعملة الصعبة، ويمنح الاقتصاد المصري دفعة قوية في وقت يحتاج فيه إلى تعزيز الإيرادات.
القرار يحمل أيضًا أبعادًا جيوسياسية واضحة. فعودة السفن العملاقة إلى قناة السويس تعني أن الشركات العالمية ترى في مصر شريكًا موثوقًا، رغم التوترات الإقليمية.
وفقًا لموقع فاينانس ياهو، فإن استئناف الرحلات عبر السويس جاء نتيجة توافق دولي على ضرورة الحفاظ على استقرار الممرات البحرية، خاصة بعد أن أثرت الهجمات على السفن في البحر الأحمر على حركة التجارة بشكل واسع. هذا يعكس أن قناة السويس ليست مجرد ممر اقتصادي، بل هي أيضًا ورقة سياسية بيد القاهرة، يمكن استخدامها لتعزيز مكانتها في المفاوضات الإقليمية والدولية.
ورغم العودة، فإن التحديات لا تزال قائمة. شركات الشحن تتعامل بحذر، حيث بدأت بخطوط محدودة لاختبار الأوضاع الأمنية.
وفقًا لموقع إندكس بوكس، فإن شركات التأمين ما زالت تضع شروطًا صارمة، منها وجود فرق أمنية على متن السفن، وتنسيق دائم مع السلطات المصرية لضمان سلامة العبور.
كما أن المنافسة مع طرق بديلة مثل رأس الرجاء الصالح لم تنتهِ تمامًا، إذ ما زالت بعض الشركات تفضل المسار الأطول لتجنب المخاطر الأمنية، رغم ارتفاع التكلفة والوقت.
وبالنسبة لمصر، فإن عودة تحالف المحيط الثاني إلى قناة السويس تمثل انتصارًا اقتصاديًا وسياسيًا. فهي تعيد للقناة مكانتها العالمية، وتؤكد أن القاهرة قادرة على إدارة الأزمات الإقليمية بما يحافظ على مصالحها الاستراتيجية.
أما بالنسبة للمنطقة، فإن القرار يعكس بداية مرحلة جديدة من التوازن، حيث تسعى القوى الكبرى إلى ضمان استقرار الممرات البحرية، إدراكًا لأهميتها في الاقتصاد العالمي.
ووفقًا لموقع وورلد بورتس، فإن هذه العودة ستعيد الثقة إلى شركات النقل البحري التي كانت مترددة في استخدام الممر المصري.
ووفقًا لموقع ياهو فاينانس، فإن القرار يعكس أيضًا رغبة أوروبية في تقليل الاعتماد على الطرق البديلة التي أثقلت كاهل الموانئ.
أما وفقًا لموقع إندكس بوكس، فإن شركات التأمين ترى أن هذه العودة خطوة أولى نحو استقرار طويل الأمد، لكنها مشروطة باستمرار الإجراءات الأمنية الصارمة.
مقارنة مع قناة بنما
وتقول تقارير ياهو فينانس: “من المفيد هنا الإشارة إلى مقارنة مع قناة بنما، التي تواجه تحديات مختلفة تتعلق أساسًا بندرة المياه وتأثير التغير المناخي على مستويات البحيرات التي تغذي القناة.
وأدت هذه الأزمة البيئية هناك إلى تقليص عدد السفن المسموح بعبورها يوميًا، ما أثر على حركة التجارة بين الأمريكتين وآسيا. بالمقابل، فإن قناة السويس لا تواجه مثل هذه المشكلة البيئية، لكنها تواجه تحديات أمنية وسياسية مرتبطة بالمنطقة.
هذه المقارنة توضح أن كل قناة لها طبيعتها الخاصة من التحديات، وأن نجاح مصر في تأمين السويس يمنحها ميزة تنافسية عالمية في ظل الأزمات التي تواجه الممرات الأخرى”.


































