اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٥ نيسان ٢٠٢٥
شهدت أسعار الذهب في مصر اليوم تراجعًا ملحوظًا، بالتزامن مع انخفاض عالمي في سعر المعدن الأصفر. هذا التراجع جاء نتيجة مباشرة لتهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي قللت من الإقبال على الذهب كملاذ آمن، في ظل انحسار المخاوف الاقتصادية.
أكد سمير عبد العزيز، أحد تجار المجوهرات وخبير في أسواق الذهب بمحافظة الإسكندرية، أن سعر الذهب عيار 21 الأكثر تداولًا في السوق المصرية انخفض اليوم بقيمة 65 جنيهًا ليصل إلى 4755 جنيهًا للجرام. وأوضح أن هذا التراجع جاء بعد تسريبات عن نية الصين إعفاء بعض الواردات الأمريكية من الرسوم الجمركية، وهي خطوة فُهمت عالميًا على أنها تهدئة للحرب التجارية الممتدة منذ سنوات بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.
يرى عبد العزيز أن احتمال حدوث اتفاق فعلي بين الصين والولايات المتحدة سيؤدي إلى انخفاض كبير في أسعار الذهب على المستوى العالمي، وهو ما سينعكس بالطبع على السوق المحلية في مصر. وعلى النقيض، إذا تعثرت المفاوضات ولم يتم التوصل لاتفاق قريب، فقد تعاود أسعار الذهب الارتفاع وتصل إلى مستويات قياسية جديدة، كما حدث سابقًا عند تصاعد التوترات.
وأضاف عبد العزيز أن الذهب لا يزال يحتفظ بدوره كـملاذ آمن للمستثمرين والدول في فترات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي. وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار في الأيام الماضية كان مدفوعًا بتحرك الصين لتقليص حيازاتها من السندات الأمريكية وزيادة استثماراتها في الذهب، وهو ما عزز من مكانة المعدن النفيس عالميًا.
وحول النصيحة التي يقدمها للمواطنين، قال عبد العزيز إن من يملك ذهبًا يُفضل أن يحتفظ به في الوقت الحالي، لأن هناك توقعات بارتفاعه على المدى الطويل، خاصة إذا زادت التوترات السياسية واستمر إقبال الدول على شرائه. أما من يملك سيولة مالية، فيُنصح بالتريث وعدم الشراء الآن، إلا إذا كان هناك مناسبة تستدعي ذلك او يريد الاستثمار في الذهب وابقائه للمدي الطويل، لأن الأسعار قد تنخفض أكثر إذا تم توقيع اتفاق تجاري بين واشنطن وبكين.
ورغم الانخفاض المسجل اليوم، يتوقع الخبراء أن تظل أسعار الذهب في حالة من التذبذب خلال الفترة المقبلة، تأثرًا بتطورات السياسة النقدية الأمريكية، وأسعار الفائدة، إلى جانب المستجدات الجيوسياسية حول العالم.
لا شك أن أسعار الذهب لم تعد مرتبطة فقط بعوامل العرض والطلب المحلية، بل باتت جزءًا من لعبة الشطرنج الاقتصادية والسياسية بين القوى العالمية. وبينما يراقب المواطن المصري شاشات الأسعار يوميًا، تبقى النصيحة الأهم هي الحذر والتأني في قرارات الشراء أو البيع، في ظل سوق لا يعرف الاستقرار طويلًا.