اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
شهدت العاصمة الفرنسية باريس واحدة من أكثر الحوادث إثارة للجدل في السنوات الأخيرة، بعد أن تمكن لصوص محترفون من تنفيذ عملية سطو جريئة داخل متحف اللوفر، مستهدفين قاعة أبولون الشهيرة التي تضم مجوهرات ملكية ذات قيمة تاريخية. غير أن المفاجأة لم تكن في تفاصيل السرقة وحدها، بل في ظهور رجل بملابس كلاسيكية وقبعة فرنسية في موقع الجريمة، ما منح المشهد طابعًا مسرحيًا غير مألوف وأثار تساؤلات واسعة حول دلالاته، وفقًا لموقع دويتشه فيله الألماني.
'رجل القبعة' في اللوفر: مراهق أنيق يتحول إلى أيقونة بعد سرقة التاج الفرنسي
وبينما انشغلت الأنظار بعملية السطو الجريئة على مجوهرات التاج الفرنسي داخل متحف اللوفر في 19 أكتوبر، خطف شاب أنيق الأضواء على نحو غير متوقع. فقد ظهر في صورة التقطتها وكالة أسوشيتد برس وهو يرتدي بذلة من ثلاث قطع وقبعة 'فيدورا' كلاسيكية، ليُلقب على الفور عبر مواقع التواصل بـ'المحقق الفرنسي'.
لكن المفاجأة أن هذا المحقق لم يكن سوى طالب ثانوي يبلغ من العمر 15 عامًا، يُدعى بيدرو إلياس غارزون ديلفو، الذي تحول إلى ظاهرة على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد كشفت شبكة سي إن إن تفاصيل قصته.
بيدرو، الذي يعيش في بلدة رامبوييه على بعد نحو 30 ميلًا جنوب غرب باريس، أوضح أنه لم يكن له أي علاقة بالتحقيقات، ولم يعثر بالطبع على المجوهرات المسروقة التي قُدرت قيمتها بنحو 88 مليون يورو (102 مليون دولار). كل ما حدث أنه كان يخطط لزيارة المتحف مع والدته وجده، لكنهم فوجئوا بإغلاقه بعد عملية السطو، ليصادف وجود مصور صحفي التقط له الصورة التي انتشرت لاحقًا على 'تيك توك' وحصدت نحو ستة ملايين مشاهدة.
وأوضح الشاب المهتم بالتاريخ أنه يتبنى منذ عام تقريبًا أسلوبًا كلاسيكيًا مستوحى من أزياء أربعينيات القرن الماضي، بعد أن ارتدى زي المقاوم الفرنسي جان مولان في احتفالات الكرنفال. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا الطابع جزءًا من شخصيته اليومية، حتى في المدرسة. والدته، فيليسيتيه غارزون ديلفو، أكدت أن 'الجمال والأناقة قيمة أساسية في عائلتنا'، مشيرة إلى أن نشأتها بين متحف وبيت مليء بالقصص جعلها تنقل هذا الحس لابنها.
ولفتت صحيفة لوموند إلى أن الشاب بيدرو لا يملك ملابس رياضية مثل معظم أقرانه، لكنه يهوى اقتناء قطع فريدة من حول العالم، مثل ساعة سوفييتية قديمة اشتراها من كلكتا وأصلحها بقطع من بلغاريا، أو بذلة مفصلة لأول مرة وهو في الثانية عشرة أثناء إقامته في بنغلادش. هذه الخلفية العائلية المتنقلة، حيث يعمل والده دبلوماسيًا، جعلته يطمح مستقبلًا إلى دخول عالم السياسة الدولية أو الجيش، معترفًا بأن 'الزي الرسمي قد يكون جزءًا من جاذبيته'.
ورغم مظهره الكلاسيكي، يبقى بيدرو شابًا من جيله، يتفاعل مع أصدقائه ويستمتع بالاهتمام الذي حظي به. يقول بابتسامة: 'أعتقد أن لدي الكثير من الهالة حول شخصيتي الآن'. وبينما تواصل السلطات الفرنسية تحقيقاتها في سرقة القرن، يبقى 'رجل القبعة' رمزًا ثقافيًا فريدا في أسلوبه الذي حمل إليه نصيبه من الشهرة على نحو غير متوقع، جمع بين الموضة والتاريخ والصدفة في لحظة واحدة أمام أبواب متحف اللوفر بينما كان يسأل موظفي الأمن عن سبب إغلاق المتحف الذي ذهب لزيارته برفقة والده.


































