اخبار مصر
موقع كل يوم -بوابة الأهرام
نشر بتاريخ: ٢٨ حزيران ٢٠٢٣
تحتفل مصر بذكرى ثورة 30 يونيو العظيمة، تلك الثورة التي خلّصت المصريين من الجماعة الإرهابية التي كادت أن تؤدي بالوطن إلى الهاوية، فتنبه المصريون إلى خطورة الوضع القائم، والتحمت صفوفهم لإزاحة الإرهاب عن حكم البلاد.
وبعد مرور 10 سنوات على الثورة، لازالت تتكشف الأحداث والحقائق لتثبت أن قرار المصريين كان عين الصواب والحكمة.
في تصريحات خاصة لـ'بوابة الأهرام'، قال المؤرخ والكاتب الصحفي محمد الشافعي، إن يوم ثورة 30 يونيو يوم مجيد متعدد العطاءات تحرص كل دول العالم على أن تحتفي وتحتفل بأيامها المجيدة التي تحمل ذكرى تضحيات وإنجازات الشعوب وتمتلك مصر عددًا لا نهائيا من الأيام المجيدة لدرجة أن كل يوم من أيام العام يحمل العديد من التضحيات والإنجازات التي تستحق الاحتفاء ولو ركزنا فقط على تاريخ مصر الحديث وخاصة منذ بداية الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 لوجدنا أننا أمام عدد هائل من الأيام المجيدة.
وأضاف الشافعي 'وإذا توقفنا أمام تاريخ مصر المعاصر بداية من ثورة يوليو 1952 لوجدنا أنفسنا أمام العشرات من الأيام المجيدة و يحتل يوم الثلاثين من يونيو مكانة بارزة بين تلك الأيام المجيدة، وذلك لأنه متعدد العطاءات وكلها عطاءات مفصلية في تاريخ هذا الوطن العظيم، فبعد كبوة يونيو 1967 ظن أكثر المتفائلين أن الجيش المصري سيحتاج إلى بعض السنوات لاجتياز تلك الكبوة ولكن جيش مصر العظيم فعل ما لم ولن يفعله أي جيش في العالم حيث قام من الكبوة إلى المواجهة والمقاومة في عشرين يوم فقط من خلال معركة راس العش التي بدأت مساء الثلاثين من يونيو 1967 واستطاع ثلاثون بطلا من أبطال الصاعقة المصرية التصدي لقول من المدرعات الصهيونية وتدمير أكثر من عشر مدرعات وقتل وإصابة كل من كان فيها.
والأهم منع مخططات العدو في احتلال مدينة بورفؤاد التي تقع جغرافيا في شبه جزيرة سيناء على الشاطئ الشرقي لقناة السويس وظلت هذه المدينة محررة حتى تم تحرير كل سيناء بعد حرب أكتوبر 1973، وعندما اشتدت ضربات الجيش المصري ضد قوات العدو في كل مكان من سيناء لجأ هذا العدو إلى ضرب المدنيين بالطيران في العمق المصري في محاولة لخفض الروح المعنوية للمصريين وكان لابد من مواجهة هذه الأفعال الخسيسة عن طريق بناء حائط الصواريخ والذي يعد ملحمة عملاقة يندر تكرارها، حيث التحم عمال واحد وعشرين شركة مع أبطال القوات المسلحة في صراع رهيب مع الزمن ومع الضربات المجنونة لطيران العدو واستطاع هؤلاء الأبطال الانتهاء من بناء حائط الصواريخ يوم الثلاثين من يونيو 1970ليبدأ بعدها مباشرة أسبوع تساقط طيران العدو وليتم قطع الذراع الطولى لهذا العدو والتي تفاخر بها طويلا وقد كان حائط الصواريخ أهم عناصر الحسم في تحقيق انتصار أكتوبر 1973'.
وتابع 'أما يوم الثلاثين من يونيو 2013 فقصة أخرى حيث ثار المصريون دفاعا عن هويتهم التي حاولت جماعة الإخوان العبث في جيناتها فمن المعروف أن الهوية المصرية تقوم على التنوع والتعدد حيث اختلطت الكثير من الحضارات والثقافات مثل المصرية القديمة والإغريقية والرومانية والقبطية والإسلامية العربية في البوتقة المصرية وانصهرت كل هذه العناصر بحيث يستحيل فصل أي عنصر من عناصر عن بقية العناصر، وجاءت جماعة الإخوان في عام الرمادة التي سطت فيه على الحكم في مصر، وحاولت العبث في تركيبة الهوية الوطنية المصرية..عن طريق فصل أحد العناصر وتسييده عنوة على بقية العناصر..فاستشعر المصريون خطرا عظيما على هويتهم التي حفظت لهم جيناتهم الوطنية على مدى آلاف السنين وعندما تتهدد الهوية الوطنية يصبح البشر كائنات هلامية بلا أي معالم ولذلك ثار المصريون ضد هذه المحاولة البائسة للعبث بهويتهم ولكل هذا يستحق يوم الثلاثين من يونيو أن نحتفل ونحتفي به كواحد من أيامنا المجيدة متعددة العطاءات'.