اخبار مصر
موقع كل يوم -الدستور
نشر بتاريخ: ٨ أيلول ٢٠٢٤
أكد عدد من الخبراء والأحزاب السياسية، أهمية الوجود المصري في الصومال، لإعادة استقرار منطقة القرن الإفريقي، ويؤكد أيضا على مصداقية الدور المصري المتواصل في مناطق التنمية الاستراتيجية في القارة الافريقية.
وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الوجود المصري في الصومال لن يقتصر على الوجود العسكري فقط، بل وجود بهدف تقريب وجهات النظر بين الأطراف الصومالية المصرية وهناك مذكرة وأيضا معاهدة الآن لحسن الجوار، ومصر تسجل حضورها في القرن الإفريقي، مشيرا إلى أن لقاءات رئيس مجلس الوزراء المصري، وغيره من الوزراء، تساهم في استعادة الدور المصري الكبير في الصومال وهو ما سيواجه بتحديات من قبل إثيوبيا.
وأكد 'فهمي'، في تصريحات خاصة لـ'الدستور'، أن العلاقات بين مصر والصومال علاقات تاريخية كبيرة ولكن أيضا هناك تحركات لأطراف مناوئة للسياسة المصرية، لافتا إلى أن منطقة القرن الإفريقي وعرة وصعبة وبها تعقيدات وهناك صراعات ومعارك سابقة بين الصومال وإثيوبيا في هذا السياق.
من جهته قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر حريصة على احتواء أي أزمات في كافة الدول المحيطة بقا لا سيما وصلت رؤيتها ومحاولات سعيها الجاد للتوصل لحلول للأزمات في الصومال، اعتمادا على التاريخ الطويل من العلاقات المصرية الصومالية، مشيرا إلى أن الوجود المصري في الصومال ليس بجديد عن الرؤية ووجهة النظر المصرية، التي تؤكد حرصها على وحدة الشعب الصومال، ولاعتبارات أخرى تتعلق بتوطيد دعائم الأمن والاستقرار.
من جانبه أكد الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي، في تصريحات خاصة لـ'الدستور'، أن الوجود المصري في الصومال يأتي في إطار الحفاظ على الاستقرار الإقليمي وحماية المصالح العربية المشتركة.
وأوضح 'مهران' أن تواجد القوات المصرية في الصومال يستند إلى أسس قانونية راسخة في القانون الدولي، حيث يأتي بناءً على طلب الحكومة الصومالية الشرعية وفي إطار جهود حفظ السلام والأمن الإقليميين.
وأضاف أن مصر بصفتها دولة محورية في المنطقة، لديها مسؤولية تاريخية في دعم استقرار دول الجوار، خاصة في ظل التحديات الأمنية التي تواجهها منطقة القرن الأفريقي.
كما لفت إلى ان الوجود المصري يحترم تمامًا سيادة الدولة الصومالية، فهو يأتي في إطار التعاون الثنائي والدعم الفني والعسكري، وليس بهدف فرض أي أجندة سياسية.
وأشار الخبير الدولي إلى أن التحركات الإثيوبية الأخيرة في المنطقة تشكل تحديًا للاستقرار الإقليمي.، معتبرا ان محاولات إثيوبيا للتدخل في شؤون أرض الصومال تثير مخاوف جدية، فهي تمثل انتهاكًا لمبادئ القانون الدولي وتهدد وحدة الأراضي الصومالية، هذا بالإضافة إلي ان الموقف المصري الداعم للصومال يأتي كرد طبيعي على هذه التحديات، ويهدف إلى الحفاظ على توازن القوى في المنطقة وحماية المصالح العربية المشتركة.
وحول دور مصر في تدريب ومساعدة القوات الصومالية، أكد الدكتور مهران ان هذه الجهود تأتي في إطار بناء القدرات الوطنية الصومالية، وتعزيز قدرة الدولة على مواجهة التحديات الأمنية بنفسها.
وشدد على أن الدور المصري في الصومال يمثل نموذجًا للتعاون العربي-الإفريقي البناء، مؤكدا أنه يساهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي، ويدعم جهود التنمية والأمن في منطقة حيوية لمصر والعالم العربي، أنه من المهم ان يدرك المجتمع الدولي أهمية هذا الدور المصري في الحفاظ على الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، حيث أن استقرار هذه المنطقة له تأثير مباشر على الأمن الإقليمي والعالمي
من جانبه أعرب حزب الإصلاح والتنمية، برئاسة محمد أنور السادات عن دعمه الكامل للدولة المصرية في خطواتها نحو دعم الأشقاء في الصومال في هذه المرحلة وحرصها على تعزيز وحدة البلاد واعتباره أحد أولوياتنا وأيضا تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين القاهرة ومقديشيو.
وثمن الحزب جهود الخارجية المصرية وما تضمنه خطابها لمجلس الأمن من توصيف دقيق للنهج الإثيوبى الذى تنتهجه إثيوبيا مع دول الجوار والمهدد لاستقرار الإقليم بسياسات أحادية مناقضة للقانون الدولى تهدف إلى تكريس الأمر الواقع وغرس بذور الفتنة والخلاف بين الدول الأشقاء دون إرادة سياسية للوصول لحلول عاقلة ومنصفة.
من جهته قال ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، إن الوجود المصري في الصومال وجودا طبيعيا فرضه العلاقات التاريخية بين البلدين التى تمتد إلى آلاف السنين وايضا فرضته جماعة الدول العربية واتفاقية الدفاع العربى المشترك التي تربط بين القاهرة ومقديشو، لافتا أن التحديات التى تمر بها الصومال فرضت على مصر شقيقتها الكبرى ان تتعاون معها للتغلب على تلك التحديات وخاصة بعد توقيع اتفاقية للتعاون العسكري بين مصر والصومال الذي وقعه رئيسا البلدين خلال زيارة رئيس الصومال الأخيرة للقاهرة.
وأكد الشهابي، في تصريحات خاصة لـ'الدستور'، أن الوجود المصري في الصومال وتدريب الجيش المصرى لكوادر من جيشها وإرسالها مساعدات مختلفة تنبع من اهتمام مصر بقضايا امتها العربية، ومن أجل في تعزيز قدرات الجيش الصومالي وقوات الأمن خاصة في مواجهة العمليات الإرهابية والحركات الانفصالية.
ولفت رئيس حزب الجيل، إلى أن التواجد المصري فى الصومال انطلق من مشاركة مصر لفترة طويلة في قوات الاتحاد الإفريقي، والتي تحل محل قوات أديس أبابا في السودان، والتي تنتهي مهمتها بنهاية هذا العام، وهذا يؤكد على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين واهتمام مصر بكل التحديات التى تواجه الصومال سواء كانت أمنية وسياسية ودفاعية، مؤكدا أن بداية هذا الاهتمام والتعاون بين البلدين الشقيقين كان منذ انهيار الدولة الصومالية.