اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
أكد اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، أن الانقسام الفلسطيني يُعد 'كارثة ونكبة' حقيقية، مشيرًا إلى أن مصر سعت طوال السنوات الماضية لدعم جهود المصالحة الفلسطينية، إدراكًا لأهمية القضية وضرورة إنقاذها رغم تأخر الوقت بفعل فلسطيني وليس مصري.
وقال الدويري، خلال استضافته في برنامج «الجلسة سرّية» على شاشة «القاهرة الإخبارية»، إنه قبل عملية طوفان الأقصى تم عقد حوارين في فبراير ومارس 2021 داخل جهاز المخابرات العامة بالقاهرة، بحضور جميع الفصائل الفلسطينية، موضحًا: «حاولنا القفز على فكرة الحكومة القائمة والتركيز على طرح حجر يحرك المياه الراكدة، اسمه حجر الانتخابات».
وأضاف أن الفصائل الفلسطينية اتفقت خلال هذه الحوارات على إجراء انتخابات، وتم استضافة جميع المسؤولين عن العملية الانتخابية، بمن فيهم رئيس لجنة الانتخابات المركزية، كما تم التوافق مع الرئيس محمود عباس (أبو مازن) على إصدار مرسوم رئاسي بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، بالإضافة إلى ميثاق شرف انتخابي.
إلا أن رفض إسرائيل السماح بإجراء الانتخابات في القدس الشرقية عطل العملية بأكملها، بحسب الدويري، موضحًا أن الرئيس أبو مازن تمسك بموقفه الرافض لإجراء الانتخابات من دون القدس، قائلًا: «الانتخابات تأتي بمن تأتي، لكن لا بد من تغيير الوضع الكارثي في الضفة من تهجير واستيطان، وفي غزة من حروب متتالية».
السيسي: إعمار غزة أمن قومي مصري
وتطرق الدويري إلى جهود مصر في دعم قطاع غزة، موضحًا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي اعتبر إعادة إعمار غزة مسألة أمن قومي مصري. وأشار إلى أن اللواء عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة، زار غزة في تلك الفترة لإجراء محادثات مع الفصائل حول المصالحة والإعمار، بحضور يحيى السنوار قائد حركة حماس، وتم الاتفاق على عقد جلسات للمصالحة تليها خطوات للإعمار.
وأضاف أن الرئيس السيسي أعلن خلال مؤتمر باريس لدعم التحول الانتقالي في السودان تقديم نصف مليار دولار من أموال الشعب المصري لإعمار غزة، وبدأت مصر بالفعل تنفيذ عدد من المشروعات، من بينها تدشين ثلاث مدن مصرية على أرض القطاع، لكنها دُمرت لاحقًا خلال الحرب الأخيرة.
القضية الفلسطينية بعد 'طوفان الأقصى'
وفي سياق متصل، قال الدويري إن القضية الفلسطينية تراجعت كثيرًا بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، واصفًا العملية بأنها «خلطت أوراق المنطقة بأكملها، وليس المصالحة فقط». وأضاف: «بعد تقييم الأمور، أصبحت القضية الفلسطينية قضية إنسانية، والهدن الحالية هدفها إدخال المساعدات، بينما الحل السياسي ابتعد تمامًا، وحل الدولتين غير منظور على الإطلاق».
وأشار إلى أن مصر استضافت في يوليو 2023 مؤتمر العلمين بحضور الرئيس أبو مازن وإسماعيل هنية، في محاولة لإحياء المصالحة مجددًا، وتم تشكيل لجنة لمناقشة الأسس التي تبني عليها القاهرة رؤيتها للمصالحة، إلا أن المتغيرات السياسية والأمنية اللاحقة عرقلت هذا المسار.
وقال اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، إن الضفة الغربية تنتهي بعد طوفان الأقصى، والسيادة الإسرائيلية ستفرض على ما لا يقل عن 30% منها، خاصة غور الأردن.
وأضاف، أن قطاع غزة دمر بالكامل، وفكرة التهجير ما زالت قائمة في الذهن الأمريكي والإسرائيلي، وأن 'المخططات الأمريكية والإسرائيلية في تهجير سكان غزة إلى سيناء ما زالت قائمة وعلينا مواجهتها بكل ما نملك من وسائل'.
وأكد الدويري، أن القضية الفلسطينية تعود إلى السطح بالشق الإنساني فقط.
وأشار اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، إن عملية طوفان الأقصى كانت عملية نوعية غير مسبوقة ولكن غير محسوبة، والرد الإسرائيلي كان نوعي غير مسبوق ومحسوب، ونتجه عنه دمار غزة.
وأضاف، أن مصر لم تكن تعلم بهذا الأمر، وكل ما يثار عن أن مصر كانت تعلم بـ7 أكتوبر افتراء، مؤكدا أن قيادة حماس في الخارج لم تكن تعلم بهذا الأمر، وليس لمصر علاقة بالأمر نهائيا.