اخبار مصر
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ١٩ أيار ٢٠٢٥
نشر الكاتب الصحفي أحمد الدريني، عبر حسابه على فيسبوك، صورة قال إنها الأخطر وتعد واحدة من أكثر القرائن التي تشير إلى أن مصر هي التي كشفت إيلي كوهين.
ووفقا للدريني يظهر في الصورة أمين الحافظ رئيس سوريا آنذاك، وميشيل عفلق المفكر البعثي، وصلاح البيطار رئيس وزراء سوريا الأسبق، وإيلي كوهين.
وأوضح أنها التقطت أثناء استقبالهم للفريق علي علي عامر رئيس هيئة أركان القيادة العربية الموحدة، وقد نشرتها مجلة 'الجندي' السورية في العاشر من سبتمبر 1963.
يوضح الكاتب الصحفي البارز، أنه لدى فحص الجهات المسؤولة في مصر لصور الزيارة للقائد علي علي عامر، 'لفت إيلي كوهين نظر أحدهم، غالبا من ضباط المخابرات العامة المصرية، وتم تقصي الأمر وأبلغت القاهرة دمشق على الفور'.
وأكد أن هذه الصورة تمثل التصاعد الأكثر منطقية لكشف هوية إيلي كوهين، الذي كان يهوديا مصريا من مواليد الإسكندرية، وتورط في فضيحة 'لافون' التي نفذتها إسرائيل في مصر وكشفتها المخابرات العامة وأحبطتها.
وتابع: 'قيل إن إيلي كوهين لم تتم إدانته في 'لافون' ضمن اليهود الذين ألقي القبض عليهم، لكن الضوء تسلط عليه في أعقابها، إلى أن فر خارج البلاد، وزرعته إسرائيل في الأرجنتين كسوري من سوريي المهجر، قبيل إعادة توطينه مرة أخرى في سوريا الروايات حول كشف إيلي كوهين متعددة، وقد حرصت دمشق ألا تتيح المجال لرواية القاهرة، بداعي الغيرة، وبسبب التوتر بين العاصمتين في أعقاب الانفصال بين البلدين، وكي لا تحصد المخابرات المصرية الإعجاب وتحقق الأفضلية على نظيرتها السورية'.
ولتأكيد استنتاجه استشهد الدريني بما أورده الكتاب الإسرائيلي 'جاسوس من إسرائيل' الذي صدر بعد إعدام إيلي كوهين، وأشار مؤلفاه وهما صحفيان إسرائيليان 'بن بورات' و'يوري دان'، أن إسرائيل فضلت ألا ترسل كوهين لسوريا إلا بعد الانفصال حتى لا تلتقطه العيون المصرية المنتشرة في سوريا، بما ينعش ذاكرة البعض لاستدعاء صورته، خاصة مع نشاطه السابق في الخمسينات في الإسكندرية.
كما أشار إلى كتاب 'وحيدا في دمشق' للإسرائيلي 'شموئيل شيغف' حيث يشير إلى رواية 'روبرت داسا' أحد المتهمين في قضية لافون، والذي أفاده أثناء تأليف الكتاب بأن 'الشرطة' المصرية، المخابرات غالبا، سألت عن إيلي كوهين بعد اعتقاله في سوريا وعن تاريخه الحركي.
وقال الكاتب الصحفي: 'بل لقد حملت الصحف المصرية آنذاك سخرية من رواية أمين الحافظ رئيس سوريا والتي أفاد فيها بأنه كشف إيلي كوهين لأنه طلب منه قراءة الفاتحة فارتبك، فشك في إسلامه. وكان مما جاء من السخرية المصرية: إيلي كوهين يعرف عن الإسلام أكثر من أمين الحافظ!'.
وقال أن هناك روايتين إضافيتين تخصان مصر، إحداهما تفيد بأن رفعت الجمال/ رأفت الهجان هو الذي تعرف على إيلي كوهين نظرا لسابق معرفتهما السابقة في الإسكندرية وقد أبلغ مصر على الفور لما رآه.
أما الأخرى فتشير إلى دور غامض إلى اللواء أمين هويدي، الذي ترأس جهاز المخابرات العامة في ستينيات القرن الماضي، لكنها دون تفاصيل، مضيفا 'في حين تشير ثرثرة جانبية خطيرة إلى الجاسوس المصري الأرميني 'كيبوراك يعقوبيان' الذي أرسلته مصر لقلب إسرائيل عبر البرازيل بنفس تكنيك زراعة إيلي كوهين بالضبط في سوريا عبر الأرجنتين، في تزامن بين العمليتين مثير جدا وهو ما يزيد عندي من شواهد أن المخابرات المصرية التقطت العملية وفهمتها سريعا، لأنها كانت تنفذها على الضفة الأخرى!'. واستكمل: 'ليس من الصعب كضابط مخابرات ذكي أن تستنج أن يهوديا مصريا يزعم أنه مسلم سوري يقوم بأعمال تجسس بعد مجيئه لسوريا من بيونس آيرس.. إذا كنت أنت أرسلت أرمينيا إلى ساوباولو يزعم أنه يهودي لينزرع في إسرائيل!'.
وأكد: 'ربما كان الأمر مزيجا من هذه الروايات، أو أن بعضها أفضى إلى بعض، لكنها الرواية الأكثر تماسكا في ظل رواية سورية مهلهلة، ورواية سوفيتية تنسب الفضل للاستخبارات السوفيتية تقنيا في كشف الجاسوس الذي شكت سوريا في وجوده بسبب موجات الإشارة الصادرة من أحد المربعات في دمشق'.
ونوه إلى رواية أخرى تفيد بأن السفارة الهندية في سوريا اشتكت من التشويش الذي يتعرض له مقرها بسبب بعض الإشارات، فالتفت السوريون إلى موضع تمركز جاسوس محتمل يقف وراء نزيف المعلومات الصارخ الذي يتعرضون له 'فاستعانوا بالسوفييت وتقنياتهم، بينما كان المصريون هم الذين حددوه على وجه الدقة عبر الأرشيف القريب المسجل في ذاكرة أحدهم، سواء رفعت الجمال أو أمين هويدي، أو ضابط يقظ'.
وذكر أن إيلي كوهين نفسه عمل مع الوحدة 131 في المخابرات العسكرية الإسرائيلية 'أمان'، ثم ألحق بالوحدة 188بالموساد، والتي شكلت نواة المجموعة 'سيزاريا' الخاصة بالاغتيالات والأعمال القذرة، وكل هذا حين كان في مصر قبل فراره منها.
وحول تعامل إسرائيل مع قصة كوهين قال: 'تعاملت إسرائيل تاريخيا مع قصة إيلي كوهين كعمل دعائي جيد لما يمكن أن تصل إليه استخباراتها، ولوفائها لعملائها فقد حاولت إسرائيل سرقة جثمانه من مقابر اليهود بغوطة دمشق، إلا أن جواسيسها انكشفوا ومعهم الجثة'.
المصدر: القاهرة 24