بالتزامن مع زيارة بن زايد لمصر.. نستعرض تاريخ العلاقات بين مصر والإمارات

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وتشهد العلاقات بين البلدين تطورًا ملحوظًا، وتعكس التفاهم والتعاون الثنائي الذي يتمتع به البلدان.

على هامش هذه الزيارة، شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد عرض قوات الصاعقة، وذلك خلال فعاليات حفل تخرج دفعة جديدة في الأكاديمية والكليات العسكرية لعام 2024، كما قام الرئيس السيسي ونظيره الإماراتي بافتتاح المقر الجديد للأكاديمية العسكرية في العاصمة الإدارية، بالتزامن مع تخريج الدفعات الجديدة.

تعود العلاقات المصرية الإماراتية إلى ما قبل عام 1971، عندما اجتمعت الإمارات السبع لتكون دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقد دعمت مصر هذه الخطوة وأيدت بشكل كامل الاتحاد الذي أُقيم بين الإمارات، ومنذ ذلك الحين قامت العلاقات بين البلدين على أسس الشراكة الاستراتيجية في جميع المجالات.

وفي السنوات الأخيرة، تزايدت الاستثمارات الإماراتية في مصر، حيث أصبحت الإمارات واحدة من أكبر المستثمرين في السوق المصرية، تتضمن هذه الاستثمارات العديد من القطاعات، مثل العقارات، الطاقة، السياحة، والبنية التحتية. تسهم هذه الاستثمارات في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز النمو الاقتصادي في مصر.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 68 مليار دولار تقريبًا خلال 22 عامًا فقط، وارتفع حجم التبادل التجارى بين البلدين، ليسجل4.9 مليار دولار بدلا من 3 مليارات دولار سجلها التبادل التجارى عام 2022، وسجلت الصادرات المصرية إلى الإمارات ارتفاعًا ملحوظًا، حيث بلغت 1.8 مليار دولار خلال الأشهر الإحدى عشرة الأولى من عام 2022، مقارنة بـ1.4 مليار دولار في نفس الفترة من عام 2021، مما يمثل زيادة بنسبة 14.4%.

وتتضمن أهم صادرات مصر إلى الإمارات اللؤلؤ والأحجار الكريمة والمجوهرات، بالإضافة إلى الآلات والأجهزة الكهربائية، والملابس، والخضروات، ومنشآت جاهزة الصنع، أما بالنسبة للواردات المصرية من الإمارات، فهي تتضمن الوقود والزيوت المعدنية ومنتجات تقطيرها، واللدائن ومصنوعاتها، واللؤلؤ والأحجار الكريمة، والنحاس ومصنوعاته، والأسماك.

وفيما يتعلق بالاستثمارات الإماراتية في مصر، فقد قفزت إلى 5.7 مليار دولار، خلال العام المالي 2021/ 2022، بعد أن كانت 1.4 مليار دولار في عام 2020-2021، محققة زيادة بنسبة 300.8%.

علاوة على ذلك، فإن التفاهم السياسي بين مصر والإمارات يعد أحد العوامل الرئيسية في تعزيز العلاقات بين البلدين، ويتبنى كل من مصر والإمارات سياسات متوافقة تجاه القضايا الإقليمية والدولية، مما سهم في تعزيز التعاون الأمني والدفاعي بينهما.

أما على المستوى العسكري، يعكس التطور المستمر في العلاقات الإماراتية المصرية، والتوافق بين قيادتي الدولتين بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية، والتعاون المتواصل لمواجهة المخاطر التي تهدد الأمن القومي العربي، أن الشراكة الاستراتيجية بينهما تمثل رصيدًا كبيرًا للأمة العربية وتعزز من قدرتها على مواجهة التحديات.

وتؤكد القيادة المصرية بشكل دائم أن أمن مصر القومي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بأمن منطقة الخليج العربي عمومًا ودولة الإمارات خصوصًا، وقد تجلى ذلك بوضوح في تصريحات القادة العسكريين المصريين ومؤسسة الرئاسة، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية في مجال التعاون العسكري وتطويرها من خلال الزيارات المتبادلة بين وفدي البلدين في مجالات متعددة، مما أدى إلى إحداث نقلة نوعية في العلاقات العسكرية، وفقًا لما ذكرته الهيئة العامة للاستعلامات.

وكما زادت المناورات والتدريبات المشتركة بين مصر والإمارات، سواء على البر أو البحر أو الجو، مما يعزز التعاون العسكري بين البلدين، وفي ظل الأزمات التي تعصف بالمنطقة، بدأت الدولتان في تنفيذ شراكات مستمرة في مجال التعاون العسكري، حيث تشارك الجيشان في عمليات تدريب عسكرية مشتركة وتعزيز قدرات القوات المسلحة لمواجهة التحديات المختلفة.

وتجسد مشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في افتتاح قاعدتي 'محمد نجيب العسكرية' في شمال مصر في يوليو 2017، والتي تعد أكبر قاعدة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وقاعدة 'برنيس' في يناير 2020، عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والإمارات، وقوة الروابط الدفاعية والعسكرية بينهما.