ترحيل دبلوماسي إيراني سابق من مصر دخلها بجواز عراقي

أمير موسوي أُوقف يومين في المطار بسبب 'خطأ في الإجراءات والأوراق الثبوتية' ولا شبهات سياسية للحادثة قبل أن تسمح له السلطات بالعودة لبغداد

بعد يومين من التوقيف رحَّلت السلطات المصرية مساء أمس الإثنين الدبلوماسي الإيراني السابق الذي يحمل الجنسية العراقية أمير الموسوي من أراضيها بعد توقيفه 'بسبب خطأ في الإجراءات والأوراق الثبوتية'، بحسب ما كشف عنه مصدر أمني لـ'اندبندنت عربية'.

وأنهى ترحيل الموسوي (68 سنة) الذي كان قادماً إلى مصر أول من أمس الأحد بدعوة من مركز بحوث جدالاً كبيراً عمَّ وسائل الإعلام الإيرانية والعراقية بعد توقيفه في مطار القاهرة، مما استدعى معه اتصالات دبلوماسية مكثفة مع السلطات في مصر.

بحسب مصدر أمني تحدث إلينا أُوقف الموسوي الذي يحمل الجنسيتين العراقية والإيرانية في مطار القاهرة الدولي أول من أمس الأحد بسبب 'اختلاف في الأوراق الثبوتية التي يحملها'، موضحاً أن زيارته لمصر وحصوله على فيزا للدخول وموافقة أمنية مسبقة تمت بناءً على دعوة من مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنمية للمشاركة في إحدى ندواته، إلا أن 'ما تم تقديمه من أوراق خلال وصوله إلى القاهرة كان غير ذلك'.

ونفى المصدر ذاته أن تكون دوافع 'توقيفه ومنعه من دخول البلاد سياسية'، مشيراً إلى أن عملية التوقيف كانت بسبب خلطه 'بين جنسيتيه الإيرانية والعراقية'، مما أدى إلى احتجازه موقتاً للتحقيق. وتابع 'غادر الموسوي الأراضي المصرية مساء أمس الإثنين عبر رحلة تابعة للخطوط الجوية العمانية المتجهة إلى بغداد'، مشدداً على أن 'الواقعة برمتها ضمن الإجراءات الروتينية المعتادة مع الزائرين، وأنه سُمح له بمغادرة البلاد بعد انتهاء التحقيقات'.

في الأثناء قال مصدر دبلوماسي في السفارة العراقية لدى القاهرة في حديث مقتضب إلينا إنه منذ أول من أمس الأحد كثفت كل من بغداد وطهران اتصالاتها مع القاهرة لـ'استيضاح' أسباب التوقيف، وهو ما أسهم في تسريع وتيرة الإجراءات والسماح له بالسفر.

وعقب تداول وسائل إعلام عراقية وإيرانية مساء أمس تقارير تفيد بوصول الموسوي إلى بغداد شكر الأخير على صفحته بمنصة 'إكس' المسؤولين في العراق وإيران، قائلاً 'كل الشكر والتقدير لرئيس الوزراء ورئيس مجلس القضاء ورئيس البرلمان ونائبه ووزير الخارجية والقوى المقاومة والإعلاميين والمحللين وأصحاب المواقع الاجتماعية ودعاء المؤمنين الأصدقاء والأحبَّة في العراق وإيران والخارجية الإيرانية والسفارتين الإيرانية والعراقية في القاهرة والأجهزة الأمنية المعنية وكل من تضامن وتعاطف معي خلال اليومين الماضيين'.

وبدأت أزمة الموسوي عند وصوله إلى مطار القاهرة أول من أمس الأحد بدعوة من مركز بحوث مصري، إلا أن تدوينة على صفحته على 'إكس' في شأن احتجازه ومنعه من دخول البلاد أثارت جدالاً بين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في العراق وإيران، فضلاً عن تفاعل وسائل إعلامية عدة مع الخبر.

وجاء في تغريدته تلك 'فقدان الإعلامي السيد أمير الموسوي في مطار مصر بعد وصوله بدعوة رسمية! غياب يثير علامات استفهام كبرى حول سلامته، ومطالبات عاجلة بكشف الحقيقة فوراً'.

وبينما لم تعلن السلطات المصرية طبيعة وأسباب التوقيف تكهن كثيراً من المغردين بأن 'توقيفه قد تم بسبب آرائه السياسية المثيرة للجدال'.

من جانبها تفاعلت إيران مع الحادثة، وذلك عبر المتحدث باسم خارجيتها إسماعيل بقائي، معلناً أن بلاده تتابع القضية، ومشيراً في الوقت ذاته إلى أن أمير الموسوي 'ليس دبلوماسياً إيرانياً حالياً'، وأنه 'وصل وحاول دخول الأراضي المصرية مستخدماً جواز سفر عراقياً وليس إيرانياً'.

وقال بقائي خلال مؤتمر صحافي، 'سمعنا هذا الخبر صباح اليوم، لكنه ليس دبلوماسياً، فقد كان في فترة سابقة مستشاراً ثقافياً لإيران'، مضيفاً 'ما وصل إلينا من معلومات هو أنه دخل مصر بجواز سفر عراقي، ومع ذلك وبما أن من واجبنا حماية ومتابعة حقوق المواطنين الإيرانيين، فسنقوم بالتأكيد بمتابعة الأمر عبر مكتب حماية المصالح الإيرانية في القاهرة'، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).

يعد أمير موسوي المولود في مدينة النجف العراقية في الـ23 من سبتمبر (أيلول) 1957 دبلوماسياً إيرانياً سابقاً ومحللاً سياسياً مثيراً للجدال وكثير الظهور في القنوات الفضائية، وعمل ممثلاً ثقافياً في سفارات إيرانية عدة، بدءاً من السفارة الإيرانية لدى بروكسل، ثم في السودان (1990-1996)، وشغل منصب المستشار الثقافي لبلاده لدى القاهرة قبل أن يعود لطهران ليتولى إدارة مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية.

وكان أبرز المواقف الجدالية في مسيرة الموسوي المهنية هو طرده من الجزائر التي كان يعمل في سفارة بلاده (2014-2018) لديها في عام 2018، وذلك بسبب انتقاداته الحادة لأرملة الرئيس الجزائري السابق أنيسة بومدين بسبب موقفها الداعم للمعارضة الإيرانية مريم رجوي.

وبعد عودته إلى إيران شغل الموسوي منصب مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية في طهران، وهو معروف بظهوره المتكرر في القنوات الفضائية كمحلل سياسي، إذ يدافع عن سياسات طهران وينتقد الولايات المتحدة وإسرائيل بشدة.

وفي عام 2022 واجه الموسوي انتقادات في العراق، بعدما أعلنت هيئة الإعلام والاتصالات عن قرار يمنع ظهوره في القنوات العراقية بدعوى تحريضه على العنف والكراهية، بخاصة بعد اتهامه بالتحريض على استهداف محافظة عراقية، في وقت كان فيه الحرس الثوري الإيراني قصف مدينة أربيل بـ12 صاروخاً.