اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٠ أيار ٢٠٢٥
أثار اقتراح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض تعريفة جمركية بنسبة مئة بالمئة على الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة جدلًا واسعًا في الأوساط السينمائية.
وقد علّق المخرج ويس أندرسون، خلال مؤتمر صحفي في مهرجان كان السينمائي لفيلمه الأخير 'ذا فينيشيان سكيم'، على كيفية تطبيق هذه التعريفة، قائلًا: 'هل يمكن حجز الفيلم في الجمارك؟'.
وأفاد بريندان مورو في 'يو إس إيه توداي' بأن أندرسون، الذي صوّر فيلمه في ألمانيا، عبر عن حيرته بشأن اللوجستيات، مشيرًا إلى أن الأفلام لا تُشحن كبضائع تقليدية.
ورغم عدم خبرته في هذا المجال، وصف أندرسون الاقتراح بـ 'الرائع' وأبدى دهشته من فرض تعريفة بهذا الحجم، متسائلًا: 'أشعر أن هذا يعني أنه سيأخذ كل الأموال، فماذا سنحصل نحن؟'.
حرب الرسوم الجمركية على الأفلام: ويس أندرسون يتساءل وترامب يتراجع
أدت ردود الفعل الواسعة في صناعة الترفيه إلى تراجع البيت الأبيض عن الإعلان، موضحًا أنه 'لم تُتخذ قرارات نهائية' بهذا الشأن.
وكان ترامب قد برر اقتراحه عبر منصته 'تروث سوشيال' بأن 'صناعة السينما في أمريكا تحتضر بسرعة كبيرة'، مدعيًا أن دولًا أخرى 'تقدم جميع أنواع الحوافز لجذب صانعي الأفلام والاستوديوهات بعيدًا عن الولايات المتحدة'.
تراجع البيت الأبيض ومخاوف الصناعة
خلال مؤتمر صحفي آخر في كان، طُرح اقتراح ترامب على المخرج ريتشارد لينكلاتر بخصوص فيلمه الجديد 'نوفيل فاج' الذي صُور في فرنسا.
لكن لينكلاتر أبدى تشككه في إمكانية تطبيق الخطة، مشيرًا إلى أن 'الرجل يغير رأيه خمسين مرة في اليوم الواحد'.
من جانبه، رفض النجم توم كروز التعليق على المقترح خلال حدث لفيلم 'مهمة مستحيلة – ذا فاينل ريكونينج'، مفضلًا التركيز على الفيلم.
وقد وصف أليكس جاكيز، مسؤول السياسات السابق في المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض، فكرة ترامب بأنها 'سخيفة' و'ليست سياسة جادة'.
هل سبق فرض رسوم جمركية على الإبداع؟
تاريخيًا، ارتبطت الرسوم الجمركية بالسلع المادية لحماية الصناعات المحلية وزيادة الإيرادات. ورغم أن 'المنتجات الإبداعية' بشكلها الحديث لم تكن موجودة، إلا أن هناك ممارسات مشابهة.
ففي عصور سابقة، كانت بعض الدول تفرض قيودًا أو ضرائب على استيراد المخطوطات أو الكتب الأجنبية، لأسباب رقابية أو فكرية، وليس بالضرورة اقتصادية بحتة.
تداعيات الرسوم على صناعة السينما العالمية
في العصر الحديث، تُعد المنتجات الإبداعية جزءًا لا يتجزأ من 'الصناعات الثقافية' الضخمة، مما يجعل فرض رسوم جمركية عليها أكثر تعقيدًا. فالأفلام، على سبيل المثال، ليست مجرد سلعة مادية، بل هي محتوى رقمي يُوزع غالبًا عبر الإنترنت. أي تعريفة مرتفعة قد ترفع تكاليف الإنتاج والتوزيع بشكل كبير، مما قد يدفع شركات الإنتاج لإعادة النظر في استراتيجيات التصوير والانتقال إلى دول لا تفرض هذه الرسوم، أو حتى تقليل الاستثمارات. وهذا بدوره قد يضر بالصناعة المحلية التي يزعم ترامب حمايتها.
مخاطر حقيقية على التعاون الدولي
تثير المخاوف من مقترح ترامب تداعيات سلبية على صناعة السينما العالمية التي تعتمد بشكل كبير على التعاون الدولي، حيث يتم تصوير العديد من الأفلام في مواقع مختلفة حول العالم وتشارك فيها فرق عمل من جنسيات متنوعة.
فرض رسوم بنسبة مئة بالمئة سيضر بجميع الأطراف، بما في ذلك الاستوديوهات والموزعون وصناع الأفلام الأمريكيون أنفسهم. وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار التذاكر والبث لتعويض هذه الرسوم، مما يضر بالمستهلكين.
ليس هذا فحسب، بل قد تدفع مثل هذه الإجراءات دولًا أخرى إلى اتخاذ إجراءات مضادة بفرض رسوم مماثلة على المنتجات الأمريكية، مما يهدد حصة هوليوود في السوق العالمية ويخلق حربًا تجارية ثقافية سوف يعاني منها جميع المبدعين على جانبي الأطلنطي.