اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
يقتحم الصداع النصفي حياة الإنسان في أكثر لحظاته ازدحامًا ليحوّل الأنشطة اليومية البسيطة إلى عبء ثقيل إذ يبدأ الألم بنبض حاد في أحد جانبي الرأس ثم يمتد تدريجيًا ليفقد المريض تركيزه وقدرته على متابعة يومه ورغم أن ملايين البشر يعانون هذا النوع من الصداع فإن كثيرين يجهلون أن الوقاية منه ممكنة إذا تعرّفوا إلى العوامل التي تثيره وتحكموا فيها بحكمة، وذلك وفقًا لما أشار إليه تقرير صادر عن موقع Everyday Health الذي يؤكد أن فهم المحفّزات هو الخطوة الأولى نحو السيطرة على النوبات وتحقيق التوازن العصبي عبر أسلوب حياة مستقر وخالٍ من المؤثرات الحادة.
انتظام النوم أحد أهم عناصر الوقاية من الصداع النصفي فالنوم المفرط مثل قلّته يربك الساعة البيولوجية ويزيد من حساسية الجهاز العصبي لذلك ينصح الأطباء بالالتزام بوقت ثابت للنوم والاستيقاظ يوميًا مع تجنب الشاشات الساطعة قبل النوم بساعتين فهذه الخطوات البسيطة تكفى لتقليل احتمالية التعرض لنوبات تستمر ساعات أو حتى أيام.
تلعب الأطعمة والمشروبات دورًا واضحًا في تحفيز الصداع النصفي إذ ترتبط بعض الأطعمة مثل الجبن المعتّق والأطعمة المعالجة والمحليات الصناعية بإثارة النوبات كما قد يسبب الإفراط في الكافيين أو التوقف المفاجئ عنه اضطرابًا ينعكس مباشرة على الدماغ ويساعد اتباع نظام غذائي متوازن يعتمد على الأطعمة الطازجة الطبيعية في الحفاظ على الاستقرار الكيميائي للجسم وتقليل احتمالية حدوث نوبات مؤلمة.
يمثل الطقس المتقلب عاملًا آخر قد يحفّز الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص فاختلاف الضغط الجوي أو الانتقال المفاجئ بين الحرارة والبرودة يؤثر في الأوعية الدموية ولا يمكن التحكم بالطقس لكن يمكن التخفيف من تأثيره عبر شرب كميات كافية من الماء وتجنب الإرهاق والحفاظ على تهوية جيدة للمنزل بينما يُعد التوتر النفسي من أبرز المحفّزات التي يمكن السيطرة عليها عبر تمارين التنفس والمشي المنتظم وأساليب الاسترخاء الذهني.
ينصح الخبراء بامتلاك دفتر صغير تُدوّن فيه العوامل التي تسبق النوبة مثل نوع الطعام وعدد ساعات النوم والحالة النفسية وأحوال الطقس فمع مرور الوقت تظهر أنماط خاصة بكل شخص مما يساعده على تعديل عاداته وتجنب السلوكيات التي تثير الألم ويُعد هذا السجل وسيلة فعّالة لفهم الحالة دون اللجوء مباشرة إلى العلاج الدوائي.
لا يجب انتظار اشتداد النوبة لزيارة الطبيب فاستشارة أخصائي الأعصاب مبكرًا تساعد في تحديد المحفّزات بدقة ووضع خطة علاجية وقائية تراعي حالة المريض وقد يوصى الطبيب بمكملات مثل المغنيسيوم أو فيتامين ب٢ أو جرعات منخفضة من الأدوية الوقائية بشرط الالتزام التام بالإشراف الطبي.
شهدت السنوات الأخيرة تطورًا في وسائل التحفيز العصبي التي تعتمد على إرسال نبضات كهربائية خفيفة إلى أعصاب محددة لتقليل شدة النوبات أو خفض معدل تكرارها وهذه الوسائل لا تُعد بديلًا كاملًا للدواء لكنها توفر خيارًا إضافيًا للمرضى الذين يعانون نوبات مستمرة.
الاستمرارية في العادات الصحية والالتزام بروتين ثابت هما السلاح الأقوى في مواجهة هذا الصداع ومن يدرك إيقاع جسده ويحافظ على استقراره يستعيد سيطرته على أيامه ويعيش بطمأنينة أكبر بعيدًا عن المفاجآت المؤلمة.


































