أستاذ علوم سياسية: إسرائيل قرأت المشهد الإيراني بشكل خاطئ

أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن التصعيد العسكري المستمر بين إيران وإسرائيل يعكس واقع حرب استنزاف متبادلة، يسعى فيها الطرفان إلى إطالة أمد المواجهات العسكرية لتحقيق أهداف استراتيجية تتجاوز الحسابات العسكرية التقليدية.

وفي مداخلة هاتفية على شاشة 'إكسترا نيوز'، أوضح سلامة أن 'كل طلقة رصاص أو إطلاق صاروخ لا بد أن ينتهي بتسوية وفقًا لمبدأ معروف في العلوم السياسية، غير أن هذه التسوية تظل مرهونة بتوقيت وكيفية إنهاء العمليات العسكرية، وهو ما لم تتوفر شروطه حتى الآن'.

وأضاف: 'الحديث الإسرائيلي عن التفاوض تحت النار غير منطقي ولا يمكن أن يتحقق في ظل استمرار العدوان'.

وأشار سلامة إلى أن حجم التصريحات العدائية المتبادلة يشي بأن الأهداف الإسرائيلية لم تعد تقتصر على احتواء البرنامج النووي الإيراني، بل امتدت إلى ما هو أبعد من ذلك، نحو محاولة إسقاط النظام السياسي في طهران.

ولفت إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة، والتي تضمنت تحريضًا مباشرا ضد المرشد الإيراني علي خامنئي، تظهر بوضوح توجهًا إسرائيليا نحو تغيير النظام، وليس فقط تحجيم الخطر النووي.

وقال سلامة إن بعض الأصوات داخل ما يسمى بالمجتمع المدني الإسرائيلي، باتت تتحدث صراحة عن سيناريوهات تفكيك الدولة الإيرانية، في إطار خطاب متطرف يرى أن الانتهاء من إيران بات أمرا محسوما.

وأوضح: 'سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقرأ المشهد الإيراني بصورة خاطئة إذ تعتقد أن استهداف القيادات السياسية والعسكرية والعلماء النوويين سيؤدي إلى انهيار النظام، كما حدث جزئيا مع حزب الله عقب استهداف قياداته إلا أن الواقع الإيراني مختلف، حيث توجد دولة مؤسسات وتاريخ طويل في مقاومة الضغوط، أبرزها تجربة الحرب مع العراق التي استمرت ثماني سنوات'.

وأشار إلى أن العدوان الإسرائيلي الحالي قد يساهم في توحيد الصف الداخلي الإيراني، معتبرا أن إسرائيل، من حيث لا تدري، تقدم 'خدمة استراتيجية' لطهران من خلال توفير خطر خارجي يعزز التماسك الشعبي والمؤسساتي.

وأكد أن إيران، رغم الانقسامات الداخلية، قادرة على تجاوز الخلافات في ظل وجود تهديد خارجي مباشر، واصفا العدوان الإسرائيلي بأنه 'عدوان من كيان محتل على دولة مستقلة، مخالف للقانون الدولي'.