اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٨ أيلول ٢٠٢٥
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن القرآن الكريم حذّر من مجرد محبة الفاحشة في القلوب، مشيراً إلى قوله تعالى: 'إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ'، موضحاً أن العقوبة لم تقتصر على من ينشر الفاحشة أو يشيعها، بل شملت من يفرح بها أو يرضى عنها ولو بقلبه، وله عذاب أليم مضاعف في الدنيا والآخرة.
وشدد الشيخ خالد الجندي، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، على أن الإسلام يأمر بالستر وعدم المجاهرة بالذنب، لافتاً إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفتش عن المذنبين ولا يأمر بالقبض عليهم، بل كان يأمر من وقع في معصية أن يستر نفسه ويتوب بينه وبين الله، قائلاً: 'من ستر نفسه ستره الله'.
وأوضح الشيخ خالد الجندي أن المجاهرة بالمعصية تحرم صاحبها من الستر الإلهي، وتعرضه لحساب عسير يوم القيامة.
وأضاف الشيخ خالد الجندي أن إقامة مؤسسات أو منصات لتطبيع الفاحشة أو تبريرها يعد فساداً عظيماً في الأرض، ولهذا جاء التحذير القرآني مشدداً بذكر العذاب في الدنيا والآخرة معاً، مثلما ورد في عقوبة المفسدين في الأرض.
وبيّن الشيخ خالد الجندي أن ختام الآية 'وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ' يكشف حكمة عظيمة، وهي التنبيه على عدم الانخداع بدعوات الانفتاح المضللة التي تحاول تجميل الفاحشة وجعل الفضيلة تخلفاً والانحلال تحرراً.
وأشار الشيخ خالد الجندي إلى أن حياة من يحبون إشاعة الفاحشة قد تبدو سعيدة ظاهرياً، لكن نهاياتهم غالباً مأساوية ومليئة بالابتلاءات والأمراض والحوادث، مؤكداً أن الفرق بين المؤمن وغيره أن المؤمن يُثاب على ابتلائه، أما أولئك فينالون العقوبة في الدنيا ثم عذاب الآخرة.
وأكد الشيخ خالد الجندي أن الله سبحانه وتعالى يحب الستر لعباده، داعياً كل من وقع في ذنب أن يستر نفسه ويتوب، حتى يحفظه الله ويظل في رعايته وحصانته.
وكان الشيخ خالد الجندي حذر من أن إشاعة الفاحشة تكون بالكذب والافتراء على الناس ونشر الشائعات التي تطعن في أعراضهم، كما تكون بالتباهي بالمعاصي والترويج لها، أو بتزيين المنكرات وتطبيعها بين الناس من خلال إطلاق أسماء مخففة عليها مثل تسمية الخمر 'مشروبات روحية' أو العلاقات غير الشرعية 'صداقة' لتخفيف وقعها في النفوس، مؤكدا أن مجرد الإعجاب القلبي أو الدفاع عن هذه الأفعال يُعد من إشاعتها أيضًا.
معنى قوله 'إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ'.. خالد الجندي يحذر من خطورة إشاعة المنكراتخالد الجندي: هذا الفعل من أخطر الذنوبخالد الجندي يفسر معنى الإغاثة في الآية 'وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل'خالد الجندي: 'فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر' لا تدعو إلى حرية الكفر
وأضاف أن الفرق كبير بين ارتكاب الذنب سرًا مع الندم عليه، وبين المجاهرة به أو الفخر به، فالأول يُرجى لصاحبه المغفرة بالتوبة، أما الثاني فهو إعلان حرب على الله ورسوله لأنه إظهار للمعصية بلا حياء وكأن صاحبها يقول إنه غير مبالٍ بأمر الله.
وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى توعد من يحب شيوع الفاحشة بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، محذرًا من خطورة التهاون القلبي أو التعاطف مع المعاصي، لأن الأمر يبدأ من مشاعر الرضا ثم يتحول إلى قبول اجتماعي ثم تطبيع وسلوك شائع.
ودعا “الجندي”، أن يحفظ الله المجتمع من الفواحش الظاهرة والباطنة، وأن يرزق الجميع التوبة الصادقة والستر، وأن يحمي الأمة من المجاهرة بالمعاصي أو الدفاع عنها أو الترويج لها.