أزمة انقطاع الكهرباء.. تصريحات جديدة من الحكومة

كشف السفير نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، آخر تطورات تعامل الحكومة مع مشكلة الكهرباء في مصر، مطمئنا المواطنين بأن احتياطي الغاز في مصر بخير ومتوفر وأننا ندير الحقول ولا نستنزفها.

وأضاف السفير نادر سعد خلال مداخلة هاتفية ببرنامج 'على مسئوليتي' الذي يقدمه الإعلامي أحمد موسى، عبر قناة صدى البلد، أن الاستهلاك المحلي للغاز بشأن الكهرباء يزداد في فصل الصيف، لافتًا إلى أنه لا يوجد عجز أو نقص في الإنتاج اليومي في الغاز الطبيعي، مؤكدًا أن احتياطي الغاز في مصر بخير والغاز متوفر ولدينا طاقة قصوى للإنتاج.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display(sadabody6); });

وأوضح أن الموجة الحارة مستمرة بشكل متواصل وهو سبب تفريغ ضغوط الغاز وحدوث أزمة الكهرباء، لافتا إلى أن هناك توقعات عالمية بأن شهر أغسطس سيكون أكثر حرارة من يوليو، مشيرا إلى أنه لم يحدث قطع للكهرباء في المصانع، كما يتم استخدام مازوت إضافي لتعويض الاستهلاك الكبير في الطاقة، حيث يتم استيراد مازوت من الخارج رغم ارتفاع أسعاره عالمياً.

ولفت المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، إلى أن شهر يوليو 2022 تشابه في يوليو الحالي في 3 أيام متفرقين وبالتالي كان استخدام الطاقة منخفض عن العام الحالي، موكدا أن أزمة ارتفاع درجات الحرارة أدت إلى سحب كبير وغير مسبوق من الغاز المتوجه لمحطات الكهرباء وأثر ذلك على ضغط الغاز ونتج عنه الأزمة التي نعيشها حاليا، ووفقا لتوقعات خبراء الأرصاد عالميا، فإن شهر أغسطس لن يقل حرارة عن الشهر الجاري إن لم يكن أكثر سخونة.

وأردف أنه تم عمل مزيج من المازوت والغاز لاستخدامه في محطات الكهرباء لتوفير الغاز بسبب ارتفاع أسعاره في أوروبا خلال الشتاء الماضي، مقابل انخفاض المازوت ولكن الأمور انعكست حاليا وبات الغاز غير مشجع للتصدير وارتفاع سعر المازوت، مشددا على أن الغاز متوفر في مصر ولكن هناك طاقة قصوى للإنتاج يوميا لا يمكن الزيادة عنها لأمور فنية.

وتُعد شركة شيفرون الأميركية المشغّل لمنطقة امتياز نرجس البحرية بحصة 45%، في حين تمتلك شركة 'آي إي أو سي' المملوكة بالكامل لشركة إيني 45%، وشركة ثروة بتروليوم التابعة للحكومة المصرية 10%، وتُقدر الاحتياطيات في نرجس بـ3.5 تريليون قدم مكعّبة، وهو ما سيكون أكبر اكتشاف قبالة سواحل مصر -حال تأكيده- منذ اكتشاف إيني الرائد 'حقل ظُهر' في أغسطس/آب 2015، الذي يحتوي على 21.5 تريليون قدم مكعّبة.

وشيفرون لا تتوقف عند هذا الحد، إذ تجري الشركة الأمريكية مفاوضات مباشرة مع مصر لأخذ مربع في المياه العميقة قبالة سواحل البحر الأبيض المتوسط، ويجاور المربع جنوب مربعي القاهرة ومصري اللذين مُنحا مؤخرًا إلى شركة إكسون موبيل، وفقًا لما نقتله مجلة 'ميس'.

ولم يكن توسع شيفرون في شرق البحر الأبيض المتوسط مفاجئًا، نظرًا إلى ثناء الرئيس التنفيذي مايك ويرث على المنطقة في 'يوم المستثمر' الأخير للشركة.

تنقّب شركة إيني الإيطالية -حاليًا- في حقل ثريا المرتقب في مربع شمال شرق العريش، إلا أن البئر -التي حُفرت في نوفمبر- واجهت مشكلات فنية قبل الوصول إلى هدفها، وما تزال سفينة الحفر سايبم 10000 في مكانها.

وتُعد هذه هي المرة الثانية التي لم يحالف الحظ فيها شركة إيني، بعد أن واجهت البئر الاستكشافية السابقة في المياه المصرية 'فجر-1 إكس' في امتياز شروق مشكلات فنية أجبرت الشركة الإيطالية على استبدال منصة 'تنغستن إكسبلورر' بمنصة سايبم 10000.

وتمتلك شركة النفط البريطانية بي بي خطط حفر خاصة بها في مصر على المدى القريب، مع منصة الحفر 'فالاريس دي إس-12' المتعاقد عليها لحملة تزيد على 4 آبار مع 'مدة تقديرية 320 يومًا' من 'أواخر الربع الثالث أو أوائل الربع الرابع 2023'.

ومن المحتمل أن يكون التركيز على الحفر في منطقة امتياز شمال كينج مريوط ومنطقة امتياز شمال غرب أبوقير، واللتين تقعان شمال وغرب حقول غرب دلتا النيل الرئيسة التابعة لشركة بي بي.

وأُصيبت غرب دلتا النيل بخيبة أمل بسبب معدلات التراجع المرتفعة في المرحلة الأولى من حقول ليبرا وتوروس، والمرحلة الثانية من حقول الجيزة والفيوم، ولم يتبق سوى 800 مليون قدم مكعّبة يوميًا في حقل رافين قيد التشغيل حاليًا.

قال أسامة كمال وزير البترول الأسبق عن أن الدولة المصرية بذلت جهدًا كبيرًا جدًا خلال الـ10 سنوات الماضية حتى تتغلب على مشكلة الطاقة والتي كانت موجودة في الفترة من 2011 إلى 2014 وذلك ما بين بناء محطات وتحسين شبكات وغيرها من المجهودات.

وأضاف أن أزمة الكهرباء الحالية ليست لها علاقة بالتوقيت الصيفي والشتوي واليوم على أي حال ستكون به أوقات حرارة عالية حتى مع تطبيق التوقيت الشتوي والقضية الأساسية أن الصيف حر على العالم كله، مشيرا إلى أن كل دول العالم تعمل بالتوقيت الصيفي، وكانت مصر تعمل به إلى فترة قريبة وتم إيقافه تزامنًا مع دخول شهر رمضان الكريم في دائرة تطبيق التوقيت الصيفي، تخفيفًا من الدولة على المواطنين تقرر إلغاؤه حتى لا تكون ساعات النهار طويلة في الصيام.

واستطرد قائلًا إن كل محطات الكهرباء في العالم تعمل بنوعين من الوقود، إما الغاز وسولار أو غاز ومازوت، وبالتالي إذا حدث نقص في نوع يكون الآخر موجودًا، وذلك يستدعي أن يكون هناك ترشيد لاستهلاك النوع الذي لا يمكن تخزينه وهو الغاز، لكن يمكن تخزين المازوت أو السولار، وفي حال نقص الغاز يتم العمل بالنوع الثاني.

وأوضح أنه كانت لدينا طاقات إنتاجية في حدود 32 جيجا، ولم تكن تستطيع أن تأخذ منها فعليًا أكثر من 28 جيجا، وفي الشتاء ما بين 24 و25 جيجا، وعند دخول الصيف تكون هناك أحمال زائدة في حدود 6 إلى 7 جيجا نتيجة أحمال غير مخططة، والمفترض أنها لا تكون غير مخططة لأنها تأتي كل صيف، ومن خلال جهود الدولة المصرية رفعنا في السنوات السابقة طاقة الإنتاج إلى 52 جبجا، لافتا إلى أن العجز في توفير الوقود يأتي نتيجة لضغط أحمال الصيف وهو ما ليست مسئولة عنه وزارة البترول، ولكن المنوط له أن يقوم بطلب هذه الزيادة في الوقود هي وزارة الكهرباء وتمولها وزارة المالية.

من جانبه قال الخبير الاقتصادي محمد الحاج، إن الدولة المصرية قامت بجهود كبيرة في قطاع الغاز خلال العشر سنوات الماضية، مؤكدا أن سد النقص في غاز البوتاجاز كان من بين أولويات الدولة، نظرًا لأهميتها الحيوية.

وأضاف الحاج خلال كلمته بندوة أحزاب الحوار الوطني الخاصة بمناقشة المحور الاقتصادي، أن الدولة المصرية تحركت في أكثر من مسار لتحقيق هذا الهدف، بما في ذلك ترسيم الحدود ومعالجة التشابكات المالية مع الشركاء الأجانب.

وأشار إلى أن جميع هذه الجهود أسفرت في النهاية عن اكتشاف حقل ظهر، الذي ساهم في تحويل مصر من دولة تستورد الغاز إلى دولة تصدره، حيث أصبحت مصر الآن مركزًا إقليميًا لتبادل الطاقة، لافتا إلى أن مصر تمتلك الآن محطات إسالة تستخدم لإعادة إسالة الغاز وتصديره مرة أخرى.

كما أكد الخبير الاقتصادي محمد الحاج، أن مصر أصبحت بديلاً آمنًا للسوق الأوروبية، خاصة بعد أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، ويمكن القول إن هذه الجهود الكبيرة في قطاع الغاز قد ساعدت مصر على تعزيز مكانتها كدولة مصدرة للغاز وتوفير الطاقة للاستخدام المحلي والتصدير.